إعلان

بعد المصالحة الفلسطينية.. "ذئاب داعش" في سيناء تحت الحصار

05:18 م الثلاثاء 10 أكتوبر 2017

داعش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود أحمد:

بات الحديث عن مستقبل تنظيم "داعش" الإرهابي في سيناء، بعد المصالحة الفلسطينية برعاية القاهرة، محل اهتمام كثير من الخبراء والمحلليين بين البلدين، بل في العالم أجمع. الجميع يترقب ما سيدور على أرض الطور مستقبلًا، لاسيما بعد الاتهامات التي لاحقت "حماس" في أوقات سابقة بدعم تلك الجماعة المتطرفة للإضرار بمصر.

أعضاء بالحركة، ومصادر بـ"الجهاد الإسلامي" في غزة، أكدوا لـ"مصراوي"، أن المصالحة تؤتي ثمارها الآن رغبة في نشر الاستقرار بتلك النقطة الشائكة على الحدود بين البلدين- في إشارة إلى رفح- لافتةً إلى إعداد قائمة شاملة بأعضاء ينتمون لجماعة السلفية الجهادية ومنشقين عن القسام قد سهلوا تمويل إرهابيي سيناء ودعموهم بالأشخاص والسلاح.

 إعداد قائمة واسعة بأسماء المتورطين في العنف بسيناء 

ثابت العمور، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية بغزة، أشار إلى أن القبض على زعيم جماعة "أحفاد الصحابة" بأكناف بيت المقدس في غزة التابعة لداعش، المدعو نور عيسى، المكنى بـ "أبو أنس"، قبل ثلاثة أيام بصحبة أربعة من مساعديه في "رفح" كانت أولى نتائج تلك التفهمات بين الأمن في غزة ومصر.

أوضح "العمور"، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن التفهمات التي حدثت بين الجانبين لا تخلو من مقاربات أمنية بل بني عليها في الأصل وكان الأساس مواجهة "داعش" باعتبارها تحدٍ لمصر وحماس على وجه السواء، مؤكدًا أن الحركة الفلسطينية ستحول دون خروج عناصر من سلفيي غزة للالتحاق بـ"داعش سيناء"، وربما تسلم دواعش سيناء المصريين إلى الأمن.

المدهون: حماس تجري في الوقت الحالي حملة اعتقالات واسعة للمتطرفين

ورغم رفض محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس وأحد مؤسسيها، التعليق على تلك المسألة، إلا أن إبراهيم المدهون، السياسي القريب من الحركة، قال إن ما يتم في سيناء ليس لـ"حماس" أي علاقة به وأنه امتداد لحالة الاضطرابات التي تحدث في المنطقة ككل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحركة معنية بألا ينتشر أي فكر منحرف داخل الأوساط الفلسطينية، وأن غزة تعد أقل المناطق التي يتواجد فيها "داعش".

وشدد المدهون، على أن "حماس" تجري في الوقت الحالي حملة اعتقالات واسعة لـ"المتطرفين" ممن يسببون قلقًا داخل القطاع مستغلين الفقر والاضطراب لتنفيذ مخططاتهم- في إشارة منه إلى أعضاء السلفية الجهادية في غزة- مضيفًا: "هؤلاء مدعومين من الموساد والمخابرات العالمية لإضعاف (المقاومة)، وإثارة الفتنة في سيناء أيضًا. وهو ما اتفق معه الدكتور مصطفى الصواف، الكاتب السياسي المقرب من حماس بالقول: "التعاون القائم بين الأمن المصري والأجهزة الأمنية في قطاع غزة الآن في أعلى المستويات".

القبض على نور عيسى أبرز قيادي داعش في سيناء أولى ثمار المصالحة​

رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، أكد قبل أسبوع أن "الأمن القومي المصري هو أمن فلسطين ولن يسمح نهائيًا بالإضرار به، وأن الدم المصري غالي عليهم كحركة مقاومة إسلامية"، وذلك في أعقاب زيارة خالد فوزي مدير المخابرات المصرية لغزة لحضور مراسم تسليم حكومة الوفاق الوزارت والإشراف على المصالحة التي جاءت بعد انقسام داخلي مدته 10 سنوات.

تصريحات المسؤولين الفلسطينيين أكدها أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، بالحديث عن أن هناك تفهمات كبرى بشأن الإمساك بـ"ذئاب داعش" في سيناء، كما ألمح إلى إنشاء حماس منطقة عازلة على الحدود داخل القطاع تمتد لـ12 كيلو متر، وتشديد الرقابة للحد من تسلل الإرهابيين من وإلى سيناء.

متخصص: التنظيم سيلجأ لاستقطاب مقاتلين من حسم ولواء الثورة لتعويض خسائره

"البحيري" أوضح أن التفهمات التي جرت بين حماس والقاهرة خلال الـ6 أشهر الأخيرة في أعقاب الانتخابات الداخلية واختيار إسماعيل السنوار رئيسًا للحركة، كان لها تأثيرًا واضحًا على إتمام المصالحة.

وحذر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، من لجوء تنظيم داعش إلى طرق بديلة لتعويض إغلاق الحدود، عبر التركيز على تجنيد أبناء البيئة البدوية بصورة كاملة، واستقطاب مقاتلين من إرهابيي الوادي والدلتا القريبين إلى فكره وعلى رأسهم "حسم" وأبناء الثورة، وما يعرف بـ"تنظيم داعش مصر"، وهو ما اتفق عليه الباحث السياسي الفلسطيني منصور أبو كريم.

"أبو كريم" من جانبه، شدد على أن ضبط الحدود وإغلاق الأنفاق ومنع تسلل المقاتلين، وعدم تقديم غزة أي دعم لوجستي للجماعات الإرهابية في سيناء سينعكس بشكل سلبي على هذه الجماعات وعلى قدرتها في تنفيذ عمليات نوعية، وهو ما أدى لتراجع الجماعات المسلحة في سيناء خلال الأشهر الماضية، وما سيحد من إمكانياتها على تنفيذ عمليات إرهابية نوعية حاليا ومستقبلا.

وتابع: "عودة السلطة لغزة ستنعكس بشكل إيجابي على الأمن القومي المصري، الأمر الذي سوف ينعكس بشكل سلبي على الجماعات المسلحة في سيناء".

عطار وزعرة والمقدسي.. غزاوييين قتلوا في صفوف "داعش سيناء" 

الأيام الماضية كشفت عن انضمام عدد كبير من أعضاء السلفية الجهادية في غزة لـ"داعش سيناء"، وهو ما ظهر في بيانات نعي مركز "بن تيمية" والتنظيم الإرهابي لهم. وكان من بين هؤلاء الإرهابيين قتلى ثلاثة من أعضائها في مايو الماضي، وهم: صبحي محمد العطار، وإبراهيم داوود أبو محسن، أبناء سكان رفح بغزة، ومحمود نمر زغرة الذي لقب بـ"أبو بلال". السجين السابق لدى حماس.

وحملت قائمة الإرهابيين أيضًا المدعو أبو خالد المقدسي، الذي أعلن التنظيم عن مقتله على يد قوات الجيش الشهر الماضي، والذي كشفت منتديات تابعة لـ"داعش"، عن سفره إلى ليبيا، حيث شارك في عمليات التنظيم هناك وعاد إلى غزة، عبر البحر المتوسط. هذا بالإضافة إلى فادي الحجار (أبو أسامة)، ومحمد عال الزاملي، وأحمد زقوت (أبو عُمير)، وأبو أسيد المقدسي، وأبو عبدالرحمن المقدسي، وأبو بكر الغزاوي، وعبدالإله قشطة".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان