إعلان

نص كلمة السيسي في ختام مؤتمر الشباب بأسوان

07:17 م السبت 28 يناير 2017

الرئيس عبد الفتاح السيسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة (مصراوي)

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة في ختام فعاليات المؤتمر الشهري الثالث للشباب، والمنعقد في أسوان خلال يومي الجمعة والسبت.

جاء نص الكلمة كالتالي:

"بسم الله الرحمن الرحيم"

أبنائي وبناتي شباب مصر،السيدات والسادة، الحضور الكريم،أتحدث إليكم اليوم والسعادة تغمرني وتمتزج بiا مشاعر الفخر والاعتزاز بوجودي هنا على هذه الأرض الأصيلة الغالية على قلوبنا، ونحن سوياً على ضفـاف نيلنا الخالد، هبه الله لنا، والساري في رحلته الأبدية من الجنوب إلى الشمال، حاملاً للمصريين الخير والحياة، وشاهداً على التاريخ منذ أن بزغت شمس الحضارة الإنسانية هنا في ربوع صعيدنا الطيب، فقـد كانت إرادة الله أن تكون أرض مصر هـي مبتدأ الحضارة والتاريخ الإنساني، حين شرع أجدادنا في البناء وعمارة الأرض بإخلاص وتفانى وعزيمة، فخلدهم التاريخ في سجل الشرف الإنساني وظلت أثارهم رمزاً للإنسانية كلها وليست للمصريين فقط.

فهنا تتكامل اللوحة المصرية حين ترسل الشمس أشعة الخير، فينعكس بريقها على صفحة النيل الخالد وتصنع الوجوه الطيبة الأصيلة، وتنبت على ضفاف النيل سنابل الخير الأخضر، وتتقاطع ظلال المعابد مع المساجد والكنائس، وتلك اللوحة المصرية المتفردة التي وهبها الله لنا – نحن المصريون ــ كانت بمثابة الحارس الأمين على هذه الأمة العريقة، وجمعت بين عراقة التاريخ وعبقرية الجغرافيا.

السيدات والسادة الحضور الكريم، شعب مصر العظيم،إنني أثق ثقة مطلقـة في قدرات المصريين وإرادتهم الحقيقية في بناء وطنهم بالشكل الذي يليق بعراقة هذه الأمة، وبما يطمحون به، وتنبع هذه الثقة من تقييمي الموضوعي للصفات الإنسانية المتفردة والمتميزة التى وهبها الله للمصريين، ويأتي في المقدمة، أهل صعيدنا الأوفياء الصابرين الصامدين، والذين يثبتون على مدار الأزمنة والحقب المتعاقبة، بأنهم حراس أمتنا وخلفا لخير سلف، فهم الذين شبوا على ضفاف النيل، واكتست بشرتهم بلون الشمس وتشربت، أرواحهم بعظمة الأجداد، ولحظت عيونهم آثار الحضارة الأولى في المعابد التي صُنعت من صخور الصعيد الصلبة كأهلها، فهنا وحد مينا القطرين، وهزم أحمس الهكسوس، واسترد الأرض والعرض، وهنا كانت الأرض ولادة بالأبطال والرموز، هنا فـي صعيـد مصر نشأ عمر مكرم وجمال عبد الناصر ومكرم عبيد والأبنودي والعقاد وغيرهم من النماذج المهمة في تاريخ أمتنا.

أبنائي.. أبناء الجنوب الطيب..

إنني على يقين كامل بأنكم لم تحصلوا بعد على ما تستحقونه، وأدرك إدراكًا عميقًا حجم معاناتكم على مدار عقود من مشكلات متراكمة طالت كافة مناحي الحياة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وأقدر حجم تضحياتكم وصمودكم أمام هذه المعاناة، ولأننا شرعنا سوياً، دولةً وشعبًا فــي المضي قدمًا نحو إعادة بناء الدولة المصرية الحديثة، فكان لزامًا علينا أن يكون الصعيد وشبابه على رأس أجندة العمل الوطني في هذه المرحلة، ولذلك فأنني قررت أن يكون المؤتمر الدوري الثاني للشباب في مدينة أسوان كي نتناقش ونتحاور بكل صراحة ومصداقية حول إيجاد الرؤى والمقترحات لمواجهة التحديات التي تواجه أهلنا في الصعيد، ولاسيما الشباب، ونصيغ سوياً دولة وشعبًا حلولًا واقعية وإجراءات تنفيذية، تحقق لنا الهدف المرجو بأن تتحقق في الصعيد طفرة ملموسة في مجال التنميـة، وتطويرًا حقيقياً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية مـــن خلال تعظيم الاستفادة من كافة الفرص والموارد المتاحة، والتخطيط العلمي والواقعي السليـم لإدارة هــذه الموارد، وانطلاقًا من هذه الرؤية الواضحة نحو ضرورة أن يكون للصعيد رقم صحيح في معادلة التنمية الشاملة، فقد كانت توجيهاتي واضحة للحكومة وكافة أجهزة الدولة، نحو المضي قدماً في مسارات تحسين أحوال أهل الصعيد على كافة المستويات، وبالفعل وعلى مدار ثلاثين شهراً منذ أن توليت المسئولية، فقد تحقق في الصعيد حجماً من الجهود التى تعد بمثابة بداية حقيقية وجادة نحو تحقيق التنمية في الصعيد.

ففي مجـال الحماية الاجتماعية والحد من الفقر، بدأنا منـذ عام 2014 مشروعا للحد من الفقر ورفع مستوى المعيشة بمحافظات أسيوط وسوهاج وقنا، من خلال منح قروض للأسر محدودة الدخل لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر بقيمة بلغت حتى الأن 147 مليون جنيه، كما تم تغطية أكثر من 1700 قرية بالصعيد بمظلة برنامج "تكافل وكرامة" الذى يوجه 82% من إجمالي مخصصاته لمحافظات الوجه القبلي بإجمالي حوالى 1,1 مليون أسرة، كما تم زيادة المخصصات المالية لصالح مشروع التغذية المدرسية بالصعيد، ليغطي أكثر من 9400 مدرسة بإجمالي تكلفة مالية تصل إلى 850 مليون جنية في العام الدراسي 2016-2017.

وفي مجال تحسين البنيــة الأساسيـة للمنشآت التعليمية في الصعيد، فقد تم الانتهاء من عمليات إحلال وتجديد وتطوير 3258 فصـل دراسي بإجمالي 238 مشروع، كما يتم إنشاء عدد 197 فصل دراسي في المشروع المصري الياباني.

وقد بلغت إجمالي الاعتمادات التي تم صرفها من صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية لمحافظات الصعيد خلال الثلاثين شهراً الماضية حوالى 380 مليون جنيه، ولأن المعلم يمثل حجر الزاوية في العملية التعليمية، فقد تم تدريب 172 ألف معلم من خلال مشروع التنمية المهنية للمعلمين، وانطلاقا من حرص الدولة على دعم التعليم الفني نظراً لأهميته المتناهية في تطوير المجالات الفنية الصناعية والزراعية فقد تم إنفاق مبلغ مليار و952 مليون جنيه على مشروعات تطوير مدارس التعليم الفنى في الصعيد خلال العامين الماضيين.

وفي مجال مشروعات الكهرباء والطاقة فقد تم إنشاء محطة كهرباء بنى سويف بقدرة 4800 ميجاوات بإجمالي استثمارات 2 مليار يورو، وكذلك تم إنشاء محطة كهرباء غرب أسيوط بإجمالي قدرة يبلغ 1000 ميجاوات وبتكلفة استثمارية بلغت 746 مليون دولار، كما تم إنشاء عدد من وحدات إنتاج الطاقة الكهربائية المتنقلة بمحافظات سوهاج وأسيوط والمنيا وتم دخول هذه الوحدات إلى الخدمة تباعا منذ مايو 2015، وفــي مجــال الإسكــان الاجتماعي في مدن الصعيد فقد تم إنشاء 105 ألف وحدة سكنية بإجمالي تكلفة مالية بلغت 14 مليار جنيه.

وقد حرصنا أثناء التخطيط للمشروع القومي الخاص باستزراع مليون ونصف المليون فدان بأن يخصص أكثر من 193 ألف فدان لمحافظة أسوان و370 ألف فدان بالمنيا و43 ألف فدان بمحافظة قنا ومثلهم بمنطقة غرب المراشدة و280 ألف فدان بالوادي الجديد.

كما يتم حالياً تطوير معمل تكرير أسيوط ليكون أكبر معمل تكرير في الصعيد ويغطى احتياجاته من الوقود بإجمالي تكلفة مالية تبلغ 1,6 مليار جنيه وينتهي العمل به في عام 2019 لتقلل تكاليف نقل الوقود من الشمال إلى الجنوب.

وفي مجال تطوير النقل والطرق بمحافظات الصعيد، فقد تم إنفاق مبلغ 4,2 مليار جنيه لصالح تطوير وإنشاء الطرق والكباري بمدن الصعيد، بالإضافة إلى اعتماد 3 مليار جنية لتطوير منظومة السكك الحديدية من خلال تطوير أسطول العربات ورفع كفاءة المزلقانات وتطوير المحطات.

وفي إطار دعم وتمكين الشباب سياسياً وضمان مشاركتهم الفعالة في المحليات والعمل العام، فقد تم إطلاق مبادرة "مستقبلنا في إيدينا"، وهي المبادرة التي تستهدف الشريحة العمرية من 21 وحتى 35 عاما، والتي تهدف إلى التوعية بأهمية المحليات ودورها والمشاركة المجتمعية لعدد 3,7 مليون مواطن. هذا بجانب العديد من الجهود الأخرى في مجــالات متعددة لا يتسع المجال لسردها.

كل ما ذكرته يُمثل خطوة أولى، وينُم عن إرادة سياسية حقيقية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة بمحافظات الصعيد.

أبنائي وبناتي شباب مصر، لقد كانت النجاحات المتحققة في المؤتمر الوطني الأول للشباب المنعقد في مدينة شرم الشيخ خلال شهر أكتوبر من العام الماضي، وكذلك المؤتمر الدوري الأول الذي انعقد في القاهرة الشهر الماضي، والتي تمثلت في إيجاد صيغة حوار حقيقي وموضوعي وفتح قنوات اتصال فاعلة بيـن الدولة والشباب والمجتمع حافزاً للتعزيز على هذا المكتسب واستغلاله بالشكل الأمثل، وهو ما دفعني بأن أتخذ القرار بأن ينعقد المؤتمر الدوري الثاني بمدينة أسوان في أقصى جنوب مصرنا الحبيبة لنناقش التحديات التى تواجه الصعيد والفرص المتاحة لمجابهة هذه التحديات والتغلب عليها، وهذا إن دل على شيء، فهو يدلل بلا أدنى شك على وعي الدولة المصرية بأهمية الصعيد وأهله، وخاصة الشباب منهم.

وعلى مدار فعاليات المؤتمر وجلساته، والتي شهدت مناقشات جادة ورؤى مختلفة وأطروحات متعددة، سعت جميعها إلى تحقيق الأهداف المرجوة من جمعنا هذا، والحقيقة أن هذه الحالة الحوارية تُحقق حزمة من المكتسبات يأتي في مقدمتها تكوين رؤية شاملة لدى صانع القرار نحو احتياجات المجتمع ولاسيما شبابه، وبناءً على ما استمعت إليه وناقشته فإنني قررت الآتي:

1-إنشاء الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر، والتي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى 5 مليار جنيه خلال الخمس سنوات القادمة.

2-إنهاء كافة المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادي كركر، وتخصيص مبلغ 320 مليون جنيه للانتهاء من تلك المشروعات قبل نهاية يونيو 2018.

3-إطلاق مشروع قومي لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظات الصعيد خـــلال الستــة شهور القادمة.

4-إستمرار العمل فــي توسيع نطــاق إجراءات الحماية الاجتماعية من خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التي يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة.

5-زيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود في مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان.

6-الاسراع فــي تنفيذ مشروع المثلث الذهبي قنا - سفاجا - القصير على خمسة مراحل متتالية، والذي يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار.

7-تحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحي لمصر وإقامة احتفالية كبرى لهذه الذكرى.

8ـ استبعاد منطقة "خور قندي" والمقدرة بمساحة تبلغ 12 ألف فدان والمطروحة بشركة الريـف المصري، مع وضع تصور متكامل بشأن هذه المنطقة خلال فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر.

9ـ مراجعة موقف من لم يتم تعويضه في الفترات السابقة لإنشاء السد العالي وما تلاها من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهى اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر على الأكثر.

السيدات والسادة الحضور الكريم،إن الدولة المصرية تكاد تواجه التحدي الأكبر في تاريخها، وهي تسعي بدأب نحو الحفاظ على بقائها وإعادة بناء مؤسساتها بأسس الوطنية والحداثة والديمقراطية، ويأتي ذلك بينما تستنزف جهود البناء في مواجهة حتمية لا تراجع عنها مع الخطرين اللذين يهددا كل الجهود المتحققة من تنمية واستقرار، وهما خطرا الإرهاب والفساد.

فالإرهاب الذي أضحى خطرًا جسيمًا على البشرية كلها، يسعى إلى الهدم والتخريب وإزهاق الأرواح، بينما يتغول الفساد على كل بناء فيضربه بقلة الضمير واستباحة المال العام وتبديده، ولذا فإنني أؤكد أن الدولة عازمة على مواصلة حربها ضد الفساد والإرهاب بلا هوادة وبكل ما يلزم للقضاء عليهما نهائياً.

أبنائي وبناتي شباب مصر، إن سعادتي بكم كبيرة وثقتي بكم ليس لها حدود، ويقيني بحماسكم وطهارة مقصدكم وإيماني بأنكم أيقونة المستقبل لا ينقطع، وأقول لشباب الصعيد، أنتم أبناء الأرض الطيبة فكونوا كأجدادكم صخرة تتحطم عليها أية محاولة للنيل من الوطن، عززوا من صفاتكم النبيلة القائمة على أخلاق الكرامة، واعلموا أن عصور ازدهار مصر انطلقت من أرضكم، فكونوا أنتم اليوم في الطليعة والريادة، وقودوا حركة البناء والتنمية، حولوا كل طاقاتكم إلى بلادكم، واسعوا بدأب نحو بنائها بالشكل الذى يليق بكم، استلهموا من آثار الأجداد التي تحيط بكم الدرس والعبرة، واجعلوها حافزاً لكم، حافظوا على الوطن بأن تكونوا أكثر وعياً وإلماماً وإدراكاً بالواقع، تمسكـوا بهويتكم وثقافتكم ولا ترضوا عنها بديلاً فهي صمام الأمان الحافظ للوطن.

إن وطنكم العزيز مصر ينتظر منكم الكثير، والحلم مرهون بكم، وبعزيمتكم على تحقيقه، والإرادة في تمكينكم حقيقية لا شك فيها، فحولوا الحلم إلى حقيقة واسعـوا إلـى صياغـة تاريخ يليق بكم وبمصر، وبكم دائماً، ستحيا مصر.

تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان