إعلان

خبراء: الحوار المجتمعي لتطوير التعليم "دون جدوي" ولم يعرض إلا إنجازات الوزير

05:11 م الأربعاء 23 نوفمبر 2016

الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين محمد:
حرص الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني – على سرعة الاستجابة لتعليمات الرئيس السيسي – خلال مشاركته بالمؤتمر الأول للشباب الذي عُقد في أكتوبر الماضي بشرم الشيخ – بعمل حوار مجتمعي للخروج بورقة عمل وطنية لإصلاح منظومة التعليم خارج المسارات التقليدية.

وعقد الوزير الحوار على مدار يومي الإثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري، ولكن النتائج لم تكن على ما يرام وفقًا لآراء الخبراء.

يقول الدكتور كمال مغيث الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن الحوار المجتمعي لم يكن له جدوى تليق بوضع تصور لتطوير التعليم: "تطوير التعليم لا يتم بجلسات يتحدث بها مسؤولون، ويشارك بها العوام، ما حدث يعد مؤتمرًا لمعرفة قضايا الرأي العام".

عُقد المؤتمر على مدار يومين، تخللهما أربع جلسات، حيث شهد اليوم الأول جلستين إحداهما للتعليم العام يرأسها وزير التربية والتعليم، والأخرى للتعليم الفني يرأسها الدكتور أحمد الجيوشي نائب الوزير للتعليم الفني، فيما شهد اليوم الثاني جلستين مماثلتين لاستكمال موضوعات المناقشة، وبعدهما وضعت التوصيات.

يعلق مغيث على التوصيات التي خرج بها الحوار، مشيرًا إلى أنها عامة جدًا، ولا تختلف عن التوصيات التي قد يخرج بها أي مؤتمر، مؤكدًا أن تطوير التعليم يحتاج إلى دعوة عدد من الخبراء يناقشون المشكلات ويتوصلون لحلول حقيقية تحل الأزمة.

"التوصيات"
توصيات التعليم العام... اضغط هنا

توصيات التعليم الفني... اضغط هنا

ويضيف طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، أن الحوار افتقر لـ"ورش عمل" تكون بمثابة العمود الفقري للنقاش، من أجل الخروج بمقترحات يمكن تعميمها، لا أن يكون عبارة عن "جلسة استماع من قبل الحاضرين لمسؤولين أسهبوا في الحديث عن الانجازات".

بدأت جلسات الحوار في العاشرة وانتهت في الواحدة والنصف في كلا اليومين، واستهلت كل جلسة بمتحدثين من قيادات الوزارة يعرضون ما وصلت إليه من انجازات، ويعقبهم تعليق من بعض الوزاراء ونواب البرلمان المدعوين، فيما تغيب المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء عن الحضور بسبب ارتباطات طارئة وفقًا لتصريحات الهلالي، وفي الختام كان يُسمح بدقيقة لعرض المقترحات لكل من يريد التحدث من المدعوين من: ممثلي الأزهر والكنيسة، أساتذة الجامعات، الجمعيات الأهلية، المعلمين، أولياء الأمور، والطلاب.

ووجهت انتقادات حادة للدكتور الهلالي الشربيني، بسبب استنفاذ الوقت المخصص للحوار في عرض انجازات الوزارة، فيما علق الهلالي على تلك الانتهادات بقوله إن الوزارة لم تقصد ذلك، بل هدفت لإخبار الجميع بما استطاعت الوصول إليه، مضيفًا: "إحنا هدفنا التحاور وجايين نسمع جميع الآراء".

ووصفت الدكتورة شيرين فراج عضو لجنة التعليم بالبرلمان، ما حدث خلال اليومين الماضيين بـ"رسالة" تريد وزارة التربية والتعليم توجيهها للمعنيين بالشأن التعليمي، رافضة وصفه بالحوار المجتمعي قائلة:" الحوار لازم يكون بين طرفين، بينما ما حدث كان يسير في اتجاه واحد وفقًا لردود أفعال الكثير المشاركين، وبالتالي فهو رسالة".

من أبرز النقاط التي طرحت في اليوم الأول، حديث الدكتور طارق شوقي رئيس المجلس التخصصي للتعليم التابع للرئاسة، حول صعوبة إصلاح منظومة التعليم القائمة والتي تستنزف الوقت والجهد والموارد، واقتراحه إنشاء كيانًا جديدًا مستقلًا عن المتغيرات تكون نواته الطلاب الذين سيلتحقون برياض الأطفال، مؤكدًا أن انتظار 15 عامًا لإحداث تطوير حقيقي ليس وقتًا طويلًا في عمر الدول.

الأمر الذي عارضه أحد أولياء الأمور بتأكيده أن الوزارة إذا استحدثت طرقًا جديدة للتعليم كتجربة مدارس المتفوقين ستتمكن من إحداث الطفرة في عام، كما حدث مع طلاب تلك المدارس الذين أصبحوا ينافسون في المسابقات العالمية.

ورفض كلا من وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي المقترح مؤكدين أننا في حاجة إلى رؤية حقيقية نلبي متطلباتها، لا إلى كيانات جديدة تضاف للكيانات التي تنشأ كل يوم.

ووصف الدكتور كمال مغيث المقترح بـ"الكلام الفارغ"، مؤكدًا أن اهمال الجيل الحالي، وانتظار 20 سنة حتى يصبح الأطفال شبابًا، يعني تأجيل الأزمة عقدين من الزمان لا حلها.

وبالنسبة لجلسات التعليم الفني، فقد مثلت أزمة للإعلاميين المنوطين بتغطية الحوار، حيث تم عقد جلستي التعليم العام والتعليم الفني في نفس التوقيت، وحضر الوزراء ومعظم نواب البرلمان وقيادات الوزارة والشخصيات العامة جلسة التعليم العام، فيما لم يحضر جلستي التعليم الفني سوى الدكتور أحمد الجيوشي نائب الوزير وأحد أعضاء البرلمان وبعض المهتمين بالمجال فقط.

ومن المقرر أن تعرض التوصيات على المنتدى الدوري الشهري للشباب، المقرر انعقاده في ديسمبر المقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان