إعلان

(سانت كاترين'' .. حينما يكون القرص الذهبي ''غاية'' (صور''

02:07 م الإثنين 02 فبراير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نورا ممدوح :

تصوير - علاء القصاص :

في هدوء يطيب لكل من أتعبتهم الحياة، وسلام داخلي يُحفزهم على مغامرة قد تكون الأروع في حياتهم، وبرودة تجعل أجسادهم ترتعش، لايشعرون بسببها بأيديهم وأسنانهم التي قد ترتطم ببعضها دون قصد بفعل حرارة الجو المنخفضة، إلا أن البسمة التي تصاحبهم بعد أن يرسم في خيالهم ملامح المشهد الذي قد يرونه، تجعلهم مصرين على استكمال مغامرتهم إلى النهاية.

هؤلاء هم من قرروا الصعود لقمة جبل ''سانت كاترين'' ، فقط من أجل الاستمتاع بمشهد شروق الشمس، التي تنثر فيه أشعتها عليهم، تعطيهم بعض من الدفئ الذي يكون بمثابة مكافأة لهم لوصولهم إلى أعلى قمة جبلية في مصر، تُحول الليل القاتم الذي تزينه عدد لا حصر له من النجوم السابحة في السماء لتضئ لهم طريقهم كمصابيح ربانية، إلى لوحة يطغى عليها اللون الأصفر المختلط بلون الجبال مع بقايا ضوء القمر الذي يودعهم إلى أن يختفي ليُعلن اكتمال المشهد المُنتظر

الجبل الذي يأتي إليه هؤلاء من أقصي القرى في مصر، ولا غني عن زائريه من البلاد الأخرى، يتحملون من أجله شقاء الصعود الذي قد يصل ارتفاعه إلى 2.629 م فوق سطح البحر، والذي يعد المزار الأشهر في محافظة جنوب سيناء ، تحوله الثلوج إلى اللون الأبيض في فصل الشتاء إلا أن ذلك لا يحول دون زيارته التي يكون الإصرارهو الراعي الرسمي لها، لتحمل صعوبة الصعود على طريق غير ممهد، قد يجعل إحدى الصخور المُهشمة تأتي تحت قدمهم لتعيق سيرهم، في جو يُجبر غيرهم على الهروب منه إلى بيوتهم والاختباء تحت غطاء ثقيل يحميه هذه البرودة القارسة، إلا أن منظر شروق الشمس من بين قمم الجبال كافيا لتحملهم هذا الشقاء.

'' لبس ثقيل، كوتشي مريح ، كشاف، جوانتي وكوفية، حلوى وعصائر''، من ذهب إلى ''سانت كاترين''، يعلم جيدا أهمية كل ذلك في هذه الرحلة، فدرجة الحرارة التي قد تصل إلى تحت الصفر تُجبرهم على ارتداء كل ما لديهم من ملابس في خزينتهم الخاصة، و لاغنى عما يغطي الأيدي والرقبة فبرودة الجو تحيل دون إظهارهما، وحتى يستطيعون الصعود على طريق غير مؤهل للسير يعقبه 750 ''سلمة'' لابد من ارتداء ما قد يريح قدميهم حتى يصلون إلى مقصدهم.

يبدأون رحلتهم ليلاً، يسيرون في صف منتظم، فحافة الجبل لا تسع إلا فردين على الأكثر، كل منهم بيده الكشاف الخاص به ليضئ طريقه لتفادى الصخور التي قد تجعله ينزلق إذا لم يأخذ حذره، يسيرون بسرعة قليلة بعض الشئ، حتى لا يفوتهم المشهد الذي يصعدون من أجله، بعضهم يفقد قدرته على استكمال رحلته حتى النهاية بعد أن تكون قواه قد أُنهكت بشكل كامل ، فيختار الانتظار في إحدى الاستراحات المتواجدة في طريق الصعود، لتقديم المياه والحلوى لأصحاب المغامرة، حتى يصلوا إلى قرب القمة الجبلية لرؤية القرص الذهبي ومراحل اكتماله.

بعد أن تُملئ أعينهم من متعة النظر إلى أشعة الشمس واختلاطها بالطبيعة في منظر لن يروه على ارتفاع أقل من ذلك الذي يقفون عليه، يلتقطون لها الصور التي قد تذكرهم بهذه اللحظة وهذا المشهد الذي قد يظنه البعض لوحة رسمها أحد الرسامين، إلا أنه في حقيقته ما هو إلا نموذج مُصغر لإبداع الخالق، وتأتي بعد ذلك أخر ما في رحلتهم ويشرعون في النزول إلى أسفل الجبل، وعلى الرغم من سهولة النزول في أغلب الأحيان، إلا أنه في هذه الحالة يمثل إرهاق وشقاء لا يقل عن الصعود.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان