إعلان

أطباء: الفحم من مسببات سرطان الغشاء البلوري.. و بيئيون :''نكبة على مصر''

07:24 م الأحد 20 أبريل 2014

أطباء: الفحم من مسببات سرطان الغشاء البلوري.. و بي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ عبد الماجد محمد و هاجر حسني:


منذ أن بدأت بوادر أزمة الطاقة في الظهور بانقطاع التيار الكهربائي المستمر، ظهرت الدعوات للاستعانة بالفحم كبديل للغاز الطبيعي، و الذى أدى لتحريك الرأي العام و المنظمات الحقوقية ضد هذه الفكرة لما لها من أضرار جسيمة على البيئة و صحة الإنسان.

و كانت الدكتورة ليلى اسكندر، وزيرة الدولة لشؤون البيئة، قالت في حوار سابق لمصراوي إن الوزارة تعرضت لضغوط من مجلس الوزراء ومصانع الأسمنت للموافقة على استخدام الفحم مولد للطاقة، مشيرة أن استخدام الفحم يؤثر بالسلب على السياحة ويجعل مصر دولة كربونية، الأمر الذي يجعل الدول الأوربية تحظر التعامل معها.

عمق وجود الغاز الطبيعي أدى للتفكير في الفحم

قال أحمد الدروبي، الخبير البيئي و أحد مؤسسي حملة ''مصريون ضد الفحم'' إن مشكلة استخدام الفحم كمصدر طاقة بديل للغاز الطبيعي و السولار و خلافه من مشتقات البترول، تكمن في النقص الشديد في هذه الموارد و توقف عمليات الإستخراج في الثلاث السنوات الأخيرة.

و أضاف الدروبي لمصراوي، أن هناك بعض المناطق التي سميت بمناطق الاستكشاف، تلك التي بدأت الشركات في البحث بها و وجدوا بها كميات من الغاز الطبيعي موجوده على أبعاد عميقة و هائلة و هو ما يرفع من تكلفة استخراجها، قائلا إن الشركات التي نستورد منها غاز طبيعي طالبت الحكومة بزيادة الأسعار، و كان نتيجة ذلك أنه في الخمس سنوات الأخيرة قلت نسب الحفر، و بالتالي قل الإنتاج و زاد الاستهلاك و هو ما تسبب في نقص في موارد الطاقة عند المصانع و هو ما أدى لانقطاع الكهرباء في فصل الشتاء.

و تابع ''نحن في أزمة و إدخال أكبر نوع وقود ملوث في العالم مصر و هو الفحم''، قائلا إن أخطر قطاع يجبرنا على استيراد الفحم هو قطاع الأسمنت و هو القطاع الذي تمت خصخصته في أواخر التسعينات مما أدى إلى زيادة عدد المصانع، خاصة ذات روؤس الأموال الأجنبية و الإستثمار أصبح ضخم جدا، و ربحيته ضخمة لأسباب عديدة منها، أسعار الغاز الطبيعي الهزيلة – فهم يستخدمون الوقود المدعم – و قطاع الأسمنت في مصر يستهلك دعم للكهرباء أيضا، بالإضافة إلى أن تكلفة العمالة قليله بالنسبة لخارج مصر و المواد الخام غير مكلفة في هذه المصانع و هو أدى لزيادة أرباح هذه المصانع.

و علق الدروبي على تصريح سابق للمهندس مدحت إسطفانوس، رئيس شعبة الأسمنت بغرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات يعود إلى العام الماضي جاء فيه ''أن هناك عجز 20% من كمية الغاز المستخدم في صناعة الأسمنت''، قائلا إنه لابد من توفير الوقود الكافي حتى تعمل هذه المصانع و لكن إستخدام الفحم كوقود ليس حل و لابد من إيجاد آليه تُفيد المصلحة العامة المصرية و تكون جزء من استراتيجيه طويلة المدى.

و أوضح أن معظم المواني المصرية التي سيتم استيراد الفحم عن طريقها إما ملاصقة للتجمعات السكانية أو قريبه منها، مؤكدا أن إحدى الشركات الأجنبية المعارضة لاستيراد الفحم لمصر بأن دفعت بشحنه ضخمه من تراب الفحم القتها فى العراء على أرصفة ميناء الدخيلة غرب الإسكندرية، منذ شهر و بسبب النوات التي تضرب الإسكندرية تطايرت ذرات الفحم و التي هي أقل كثافة من ذرات الدقيق فى الهواء لتنتشر وسط التجمعات السكانية و تبلغ مكتبة الإسكندرية.


الفحم نكبة على البيئة المصرية

في هذا الصدد قال محمود عبدالمنعم القيسوني، الخبير البيئي، '' أوائل شهر نوفمبر من العام الماضي 2013 نشرت الصحف القومية و الخاصة أخبار صادمه عن دراسه الحكومة استيراد خام الفحم لصالح شركات الأسمنت بمصر، و صاحب هذا الإعلان كلمات جذابة مثل أن مصانع الأسمنت قادره على استخدام الفحم بديلاً للغاز مع تصريحات لمسئولين بهذه المصانع عن اهتمامهم الكامل بالبيئة و التزامهم باستخدام أحدث انواع التكنولوجيا؛ لضمان الحد من الإنبعاثات الضارة و أن هذا هو هدفهم الرئيسي.

و أضاف القيسوني في تصريح لمصراوي، أن البنية الأساسية الحضارية المتطورة غير متوفرة فى مصر نهائياً لاستيراد هذه الخامة الخطيرة، بل بالعكس فالواقع صادم بكل معاني الكلمة فعلى سبيل المثال، لنأخذ عملي و هو ميناء الحمراوين جنوب سفاجا بالبحر الأحمر فمنذ عشرات السنين يتم تصدير الفوسفات منه بأسلوب بدائي للغاية بشكل دمر البيئة حوله تماماً، و أصاب العاملين فيه بالتحجر الرئوي و الوفاة المبكرة و لم يتم تطويره رغم كل الدراسات و كل الزيارات التفتيشية و الحال كما هو حتى اليوم.

من جانبه قال أحمد الدروبي أحد مؤسسي ''مصريون ضد الفحم'' أن الاستعانة بالفحم كوقود سيؤدي إلى تحول السحابة السوداء التي نعاني منها منذ سنين و أصابت أطفالنا و كبارنا بأمراض مختلفة، من ظاهره تافهه للغاية بالمقارنة لما سيحدث للبيئة المصرية و هوائها لو تم فعلاً استيراد الفحم لحفنه من مصانع الأسمنت ( 15 مصنع )، لأنه سيتم تلويث الهواء بأكسيد الكبريت و بالزئبق و الرصاص و الدايوكسين و ثاني أكسيد الكربون و كلها مواد سامه مدمره لصحة الإنسان و النبات و الحيوان و الحياه البحرية، بالإضافة إلى توابع سلبية على كامل النشاطات السياحية الساحلية و التي تشكل المقاصد الرئيسية الصامدة و المتبقية لجذب سياح العالم لمصر، حيث ستتوقف كل النشاطات الساحلية و البحرية والتي تتكون من أكثر من سبعمائة و خمسون نشاط متنوع غوص و مراكب سفاري و نشاطات رياضية، تحقق للدخل القومي أكثر من ثلاثه مليارات دولار سنوياُ هذا غير عشرات الفنادق الضخمة و المنتجعات و القرى السياحية المنتشرة على السواحل، كما ستكون التوابع مدمره لمسارات هجره الطيور و التي تضم مصر أضخمها مما جذب سياحه مراقبة الطيور.


المرشحات و الفلاتر ليست الحل

قالت دكتورة راجية الجرزاوي، مسئول ملف الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن الفحم يُعد من أكثر أنواع الوقود التي تؤذي البيئة نظرا لما ينتج عنها من نسب كبيرة من ثاني أكسيد الكربون و الذي يؤدي إلى تغير في المناخ و تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري، و بالرغم من التقنيات الحديثة التي قللت من تأثير تلويث الفحم، إلا أن هناك أطنان من انبعاثات الفحم التي تتسرب للهواء، مؤكدة أنه حتى و لو تم تقليل هذه النسبة بإزالة 99 % منها سيظل الـ 1% يشكل خطرا كبيرا.

و أضافت الجرزاوي في تصريحها لمصراوي، أن تقنية الفلاتر أو المرشحات التي تستخدم في تنقية عوادم حرق الفحم في المصانع على الرغم من أنها تساهم في إزالة الكربون و النيتروجين، إلا أن هناك رواسب أخرى مثل الرصاص و الزئبق و بعض الملوثات العضوية الأخرى التي تتسبب في الأمراض السرطانية، بالإضافة إلى تسرب مخلفات الفضة و الزرنيخ في الأرض و وصوله للمياه الجوفية.

و تابعت'' على الرغم من أن الدول الأوروبية هي من قامت بالنقلة الصناعية، إلا أنها تسعى حاليا للتقليل من الاعتماد على الفحم لما له من أضرار ظهرت عواقبها على الدولة، و لكن ما يحدث في مصر هو عدم رغبة مصانع الأسمنت في التنازل عن أرباحها و هو ما أدى للجوءها للفحم.

مصر ضمن أسوأ 10 مدن في العالم من حيث الهواء

و كانت الجرزاوي أكدت في دراسة أعدتها في هذا الشأن أن ارتفاع تركيز أكسيد النيتروجين نتيجة انبعاثات حرق الفحم يؤدي إلى تهيج والتهاب أنسجة الرئتين والجهاز التنفسي بالإضافة إلى مساهمته فى تكوين الأمطار الحمضية، مؤكدة أن حرق الفحم أكبر مصادر انبعاث أكسيد الكبريت، وهو يساهم فى تكوين الأمطار الحمضية التي تضر بالزراعة والنباتات وتؤثر على الأحياء المائية، كما تؤدى زيادة تركيز الغاز إلى التهاب الجهاز التنفسى، كما يؤثر التعرض للأوزون سلبا على وظائف الجهاز التنفسي وينعكس تأثيره بشدة على الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض الصدرية المزمنة.

أما انبعاثات الجسيمات الدقيقة التي تنتج عن حرق الفحم، فتتكون بالحرق أو جراء تفاعلات أكسيد النيتروجين والكبريت.

وتعد الجسيمات الدقيقة الأكثر خطورة على الصحة، ويؤدى استنشاقها إلى إصابة الجهاز التنفسي بالتهاب القصيبات الهوائية، ومرض السدة الرئوية المزمنة، وسرطان الرئة، وهو أشد أنواع السرطان فتكا بصحة الإنسان، كما تتسبب الجسيمات الدقيقة فى التهاب أنسجة القلب والأوعية الدموية وتجلط الدم، والذى يؤدى إلى الإصابة بالذبحة الصدرية أو جلطة القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، وترتفع حالات الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 12% لكل 10 ميكروجرام زيادة فى تركيز الجسيمات الدقيقة.

ويمتد تأثير تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة إلى الجهاز العصبى، حيث تتأثر الأوعية الدموية للمخ بنفس الطريقة التي تتأثر بها أوعية القلب.

و أكدت أن مصر تعاني بالفعل تلوثا شديدا للهواء بسبب الجسيمات الدقيقة خصوصا فى المدن الكبرى، وتعتبر القاهرة ضمن أسوأ 10 مدن فى العالم من حيث نوعية الهواء، وثاني أسوأ مدينة من حيث التلوث بالجسيمات الدقيقة عام 2010، ويؤثر الرصاص الناتج عنه بشكل خاص على نمو المخ عند الأطفال، ويتسبب فى 600 ألف حالة من الإعاقة العقلية كل سنة، كما يؤثر على وظائف الكلى وعلى تكوين الخلايا الحمراء ويؤدى إلى فقر الدم والأنيميا.

من جانبه قال الدكتور خالد سمير، أمين الصندوق بنقابة الأطباء، إن تأثير الانبعاثات الناتجة عن حرق الفحم تشبه مثيلتها من الناتجة عن دخان السجائر و عادم السيارات، و هي المسببة الأولى لأمراض الرئة و الجهاز التنفسي و سرطان الجلد.

و تابع سمير في تصريح لمصراوي، أن تأثير حرق الفحم لن يؤثر على الأماكن القريبة فقط و لكن على المدى البعيد تؤدي للإصابة بسرطان الغشاء البلوري، بالإضافة إلى زيادة ظاهرة الانبعاث الحراري و التغيرات المناخية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان