إعلان

تحقيق- الصرف الصحي يهدد حياة أهالي الوادي الجديد وينذر بكارثة

02:37 م الإثنين 25 مارس 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

أبقار وأسماك تتربى على مياه الصرف الصحي والحشائش التي تنبت على ''بركة'' من تلك المياه الملوثة، الأمر الذي ينذر بكارثة محققة يضاف إليها كارثة منتظرة إذا لم يتحرك المسؤولون بعد الارتفاع المفاجئ في منسوب مياه الصرف في الأحواض الملاصقة لمحطة رفع المياه القديمة في محافظة الوادي الجديد.

لا تزال المحافظة النائية تعتمد على محطة الرفع القديمة التي أنشئت منذ نحو عشرين عاما ولم تعد تناسب النمو السكاني. وذلك لتأخر  اتمام مشروع الصرف الصحي الجديد.

المشروع الجديد أسند لجهاز التعمير بالوادي الجديد، وتولت تكملته الشركة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة التي لا تزال تعمل عليه حتى الآن.

خطوات سريعة

وقال مصدر مسؤول في المحافظة إنه تم اتخاذ خطوات سريعة للتخفيف من معدلات الضغط على محطة الصرف، حيث تم تقليل عدد ساعات عمل ماكينات مياه الشرب بالأحياء بمدة ساعتين يوميا، وبشكل لايشعر به المواطن، كذلك تم عمل مخرات بالمنطقة الصحراوية الملاصقة لبركة الصرف لتسريب المياه وتخفيف المنسوب.

أضاف المصدر أن الوضع فى البركة تم السيطرة عليه بما لايسبب ضرر للسكان والمزارعين، موضحا أن المشكلة ناجمة عن التأخر في اتمام خط الصرف الصحي الجديد بشارع النبوي المهندي، الذي كان مفترضا أن ينتهي العمل به بنهاية العام الماضي.

وأشار إلى سبب آخر هي الاعتماد على 3 أحواض فقط في منطقة عين الشيخ بالخارجة بدلا من 6، موضحا أن يتم استخدام كل البطاريات والأحواض القديمة بعد الانتهاء من المشروع الجديد.

وعلم(مصراوي) أن المحافظة هي أساس ظهور الأسماك في بركة الصرف الصحي؛ حيث ألقت من نحو 12 سنة ''زريعة'' سمك يهدف التخلص من الحشائش وتطهير البركة الواقعة بمطقة عين الشيخ في الخارجة، عاصمة الوادي الجديد.

''يجب أن يحاسبوا''

يقول إسلام عوض محمد ''26 سنة''، من الخارجة، إن أغلب ما يتناوله سكان المدينة ناتج من الصرف الصحي، حتى الأغنام التي تذبح تتغذى بعضها على حشائش البركة، وهذا الامر منذ فترة طويلة ولم تفلح النداءات مع المسؤولين، الذي ''يجب أن يحاسبوا''.

وطالب عوض بسرعة التحرك لوقف خطر الصرف الصحي على أهالي الوادي الجديد؛ فنسبة الإصابة بمرض السرطان ارتفعت – كما يقول – بشكل مخيف، وكذلك الفشل الكلوي، حسب تقارير من مستشفيات أسيوط.

مواطن آخر يدعى أحمد حمدي ''24 سنة'' قال إن هناك ما أسماه ''عصابات تتاجر في البشر'' وتستغل غياب الرقابة وتصطاد الأسماك من البركة، ويبيعونه وسط أسماك سليمة أو يهربونه خارج المحافظة، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص كونوا عصابات وسلحوا أنفسهم.

يقول حمدي ''لدينا أراض زراعية بتلك المنطقة ومئات من رؤوس الابقار تتغذى على حشائش البوص المنتشرة بكثافة حول بركة الصرف في ظل صعوبة إزالتها بين يوم وليلة ويستخدمها مزارعون في اطعام الأبقار والأغنام من خلال تقليمها وحشها ونقلها.. كما تروى المحاصيل الزراعية من مياه الصرف الصحي دون دراية بمخاطر هذا الأمر''.

الدكتور محمد السيد وكيل مستشفى الخارجة العام، أكد على خطورة هذه المشكلة، مشيرا إلى أنه عرضها على محافظ الوادي الجديد السابق اللواء جمال إمبابي – وهو محافظ الإسماعيلية الحالي-  لسرعة تشكيل لجنة وعمل خطة للقضاء على تلك المشكلة.

أما المهندس عادل نفد، رئيس جهاز شئون البيئة بالوادي الجديد، فقال إنه لايوجد قانون بالبيئة واضح وصريح يجرم تربية أسماك ببرك الصرف الصحي، أما الزراعات التي تنبت على مياه الصرف فهي مجرمة، وتم قبل ذلك تجريف الكثير من الزراعات في حملات مشتركة بين الأمن والوحدة المحلية.

من جهته، أكد الدكتور محمد بشير، مدير عام الطب البيطري بالمحافظة، أن أي كمية أسماك من بركة الصرف تضبط يتم تحليل عينة منها وإعدامها دون تردد، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة تم ضبط عدة سيارات محملة بتلك الأسماك واعدمت في الحال.

وأضاف بشير أمه بالنسبة للأبقار التي تتغذى على الحشائش، فهناك قرار من المحافظ في 2006 بالتحفظ على تلك الحيوانات وإيداعها الجمعيات الزراعية التعاونية وأخذ عينات من لبنها ولحومها، وعند ثبوت عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي يعدم في الحال.

وأشار إلى أن هناك خطوط اتصال مع الجهات الامنية لمكافحة هذه الاعمال الغير آدمية وحملات بشكل مستمر، وهو ما أكده اللواء محمد ناصر العنتري، مدير أمن الجديد، حيث أشار إلى أن الحملات مستمرة لضبط المهربين رغم صعوبة ووعورة المنطقة، مشيرا إلى الحاجة إلى سيارات دفع رباعي وزوارق لنزول البركة وملاحقة المهربين.

قرار لم ينفذ

وفي تصريحات لمصراوي قال اللواء طارق المهدي إنه أصدر قرارا بنقل الماشية التي تُربى على مياه الصرف الصحي بالخارجة إلى قرية الشب بدرب الأربعين بمركز باريس وتسليم أصحابها أراض جديدة ومنزل بالمنطقة ضمن مشاريع شباب الخريجين.

ورغم تعليمات المحافظ إلا أن مصراوي تأكد أن القرار لم ينفد حتى الآن.

ولأن المشكلة بدأت تأخذ شكل الظاهرة في انتشار مرض السرطان بالوادي الجديد؛ فقد حرص بعض أبناء مدينة الخارجة على إشهار جمعية أهلية تحمل اسم (جمعية مكافحة السرطان بالوادي الجديد) والتي قامت منذ اشهر قليلة برفع دعوي قضائية ضد محافظ الوادي الجديد الحالي و4 مسئولين اخرين بسبب ارتفاع نسب الإصابة بالمرض في المدينة.

وقد سارعت مديرية الشئون الصحية بالوادي الجديد بالتعاون معها خاصة فيما يخض حصر أعداد وأسماء المرضى بالمحافظة، التي يرفض أناءها الكشف عن الإصابات بالمضر حاصة إن كان المصاب أنثى.

ولمواجهة الإصابات بالسرطان، دعا محافظ الوادي الجديد عدد من كبار الأطباء المتخصصين في علاج الأورام بالجامعات المصرية لزيارة المحافظة والكشف الكشف على المصابين، على أن تتحمل المحافظة كافة المصاريف.

الصرف الصحي يهدد حياة أهالي الوادي الجديد وينذر بكارثة
الصرف الصحي يهدد حياة أهالي الوادي الجديد وينذر بكارثة
الصرف الصحي يهدد حياة أهالي الوادي الجديد وينذر بكارثة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان