إعلان

شكاوى من سوء خدمات الجيل الرابع للمحمول والشركات تدافع عن نفسها

03:30 م الأربعاء 20 ديسمبر 2017

القاهرة - وكالات:

بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء شركات المحمول في مصر تقديم خدمات الجيل الرابع وسط حملة دعائية ضخمة، يشكو مستخدمو المحمول من سوء الخدمات ويقولون إنهم لا يشعرون بأي تحسن في سرعات الإنترنت رغم كل الوعود بجودة عالية وسرعة فائقة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وتعمل في مصر أربع شركات لخدمات الهاتف المحمول هي فودافون مصر التابعة لفودافون البريطانية وأورنج مصر التابعة لأورنج الفرنسية واتصالات مصر التابعة لاتصالات الإماراتية والمصرية للاتصالات الحكومية.

وتتركز شكوى المستخدمين في انقطاع الاتصال خلال المكالمات، وبطء سرعة الإنترنت، رغم وعود شركات المحمول بتوفير سرعات إنترنت هائلة لمن ينضم لخدمات الجيل الرابع.

وترى بعض الشركات العاملة في مصر أن عدم شعور المواطنين بتحسن في سرعات الإنترنت يرجع إلى أن خدمات الجيل الثالث كانت جيدة بالفعل، وأن التطبيقات التي كان العملاء يستخدمونها في الجيل الثالث هي نفسها المستخدمة في أجهزتهم عند التحول إلى خدمات الجيل الرابع.

وبدأت شركات المحمول تقديم خدمات الجيل الرابع في أواخر سبتمبر.

ويقول محمود صلاح، صاحب مشروع خاص في العقد الثالث من عمره، "شبكات المحمول سيئة جدًا، كثيرًا ما تنقطع المكالمة أثناء حديثي في الهاتف، لا توجد أي فروق بين سرعة الجيل الثالث والجيل الرابع للمحمول.

"لا أصدق أغلب عروض الشركات كما أن خدمة العملاء غير محترفة ولا تستطيع حل بعض المشكلات، أهم حاجة عندهم (شركات المحمول) عندما نشتكي أنه في النهاية يقولك "إحنا في خدمتك يا أفندم". لأ.. هم في خدمة أنفسهم، وليسوا في خدمتنا"، بحسب صلاح.

لكن خالد حجازي الرئيس التنفيذي للقطاع المؤسسي بشركة اتصالات مصر يدحض شكاوى المستهلكين، قائلاً، "لا فرق بين الجيلين الثالث والرابع إلا فيما يتعلق بسرعة نقل البيانات، سرعة الجيل الثالث كانت جيدة".

وأضاف "تكنولوجيا الجيل الرابع عبارة عن سرعات أعلى، ولكن بنفس التطبيقات الخاصة بالجيل الثالث للمحمول".

وباعت مصر رخص الجيل الرابع في إطار خطة طال انتظارها لإصلاح قطاع الاتصالات وجمع عملة صعبة لتدعيم مواردها المالية.

وتأتي الشكاوى من ضعف خدمات الجيل الرابع في وقت رفعت فيه شركات المحمول في مصر أسعار بطاقات شحن المحمول نحو 36% في سبتمبر مع زيادة تكاليف التشغيل.

ويبلغ عدد خطوط المحمول المفعلة التي يملكها المصريون نحو 100.31 مليون خط، وبلغت نسبة انتشار المحمول 111.6% حتى يونيو 2017، وفقًا لإحصائيات وزارة الاتصالات.

وتقول دارين محمود، وهي باحثة بأحد مراكز الأبحاث الاقتصادية "كثيرًا ما نستخدم شبكات الإنترنت، سواء من خلال الهاتف المحمول أو الإنترنت المنزلي".

"لا نرى أي تغيير على الإطلاق في سرعة المحمول بعد إطلاق الجيل الرابع، السرعات كما هي، ولم نشعر بتحسن. لا مقارنة بين سرعات الإنترنت لدينا والسرعات المرتفعة خارج مصر".

ومن بين الوعود البراقة التي أطلقتها الشركات في حملاتها الإعلانية تعبيرات مثل "سرعة الجيل الرابع أعلى بكتير" و"سرعة الداتا بقت (أصبحت) مذهلة" و"أسرع ما يمكن.. أسهل ما يمكن" و"تخيل بكرة" و"سريع أوي الجيل الرابع ده!".

وتقول ماجدة خير الله، وهي مديرة تنفيذية بإحدى الشركات "أنا مشتركة في أعلى باقة للإنترنت، ورغم ذلك السرعة والخدمة سيئة جدًا. ولو النت فصل بسبب أي عطل بننتظر لفترة حتى يتم الإصلاح".

وقال أيمن عصام، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والحكومية بشركة فودافون مصر "خدمة الجيل الرابع مرتبطة بعدة عوامل مثل الترددات وشريحة المحمول والهاتف الذكي الذي يستقبل الخدمة. توافر تلك الشروط يتيح للعميل الحصول على سرعات أعلى بكثير بتقنية نقل البيانات التي توفرها خدمات الجيل الرابع".

وأكد عصام أن "الخدمة موجودة ومتوفرة وتقدم سرعات أعلى بكثير من تقنية الجيل الثالث للمحمول، ويتوقف الأمر على التطبيقات التي يستخدمها العميل".

وشدد على أنه "لا يوجد فرق خرافي بين تقنية الجيلين الثالث والرابع مثلما حدث عند الانتقال من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث للمحمول، والذى أحدث ثورة في مجال التطبيقات".

لكن أحمد عادل محلل قطاع الاتصالات في بلتون المالية يرى أن خدمات الجيل الرابع للمحمول غير متوفرة في كل محافظات مصر.

وقال "لا أعتقد أن الخدمات تغطي أكثر من 20 إلى 30% من الأماكن ذات التعداد السكاني الكبير. من المفترض أن تغطي خدمات الجيل الرابع كل محافظات مصر خلال خمس سنوات".

وأوضح عصام أن فودافون تقدمت بطلب للحصول على ترددات جديدة للجيل الرابع.

وقد أبلغ مصدران في جهاز تنظيم الاتصالات المصري "رويترز" في مطلع هذا الشهر أن شركات المحمول العاملة في مصر طلبت رسميًا الحصول على ترددات جديدة لخدمات الجيل الرابع.

كانت شركات أورنج مصر وفوادفون مصر واتصالات مصر رفضت في البداية تراخيص الجيل الرابع عند بداية طرحها العام الماضي، قائلة إن كميات الترددات في العرض ليست كافية، قبل أن توافق فيما بعد لتحصل أورنج على ترددات حجمها 10 ميجاهرتز، وكذلك اتصالات مصر، فيما حصلت فودافون على ترددات حجمها 5 ميجاهرتز.

وبنبرة استياء قال محمد عبدالرحمن، وهو تاجر شاب "مفيش حد بيراقب ولا بيساعد على حل أي مشكلة، سواء في سرعة الإنترنت أو حتى الانقطاع المتكرر للاتصالات".

وقال مسؤول في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لـ"رويترز" في اتصال هاتفي يوم الأربعاء، طالبًا عدم نشر اسمه "هناك قياسات لجودة مستوى خدمة المحمول التي تقدمها الشركات خلال الشهر الحالي، وسيتم نشرها عبر الموقع الإلكتروني للجهاز في يناير المقبل أمام كل عملاء المحمول". 

فيديو قد يعجبك: