إعلان

الثائر على علم الاقتصاد التقليدي.. لماذا فاز ريتشارد ثالر بجائزة نوبل؟

04:53 م الإثنين 09 أكتوبر 2017

ريتشارد ثالر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - مصطفى عيد:

الثورة على النظرية الاقتصادية الجامدة، وعلى التعامل الصارم مع الإنسان على أنه آلة، يحكم سلوكه دائما القواعد والنظريات، كان سبيل الأكاديمي الأمريكي ريتشارد ثالر للحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2017 عن إسهاماته في علم الاقتصاد السلوكي، والتي تم إعلانها اليوم الإثنين.

ثالر المولود في ولاية نيوجيرسي الأمريكية عام 1945، والذي يعمل في جامعة شيكاغو، أحد الآباء المؤسسين لعلم الاقتصاد السلوكي والذي يربط بين علم النفس والبواعث النفسية والسلوكية للإنسان والتي ليست دوما تخضع للقواعد وصنع القرارات الاقتصادية، والتي دوما كانت تعتمد في توقعها لسلوك المستهلك أو المستثمر على نظريات اقتصادية جامدة.

وقالت مؤسسة جائزة نوبل عبر بيان صحفي اليوم، إن ثالر عمل على استكشاف تصرفات إنسانية مثل عواقب العقلانية المحدودة، والتفضيلات الاجتماعية، وعدم القدرة على ضبط النفس، وكيف أثرت هذه الصفات البشرية على القرارات الفردية ونتائج السوق.

ومن ضمن الأمثلة على العقلانية المحدودة أن الناس يبسطون عملية صنع قراراتهم المالية عبر حسابات منفصلة في عقولهم تركز على الأثر الضيق لقرار الفرد، إلى جانب أن من أمثلة التفضيلات الاجتماعية أن مخاوف المستهلكين بشأن الإنصاف قد تمنع الشركات من رفع الأسعار في فترات ارتفاع الطلب.

ويحاول ثالر توضيح أن عدم القدرة على ضبط النفس قد يتمثل في الصراع بين الخطط طويلة الأجل والإغراءات القصيرة المرتبطة بالسلوك الإنساني والتي قد تسبب غالبا فشل تنفيذ الخطط الطويلة كما هو مخطط له.

وقال مدحت نافع الخبير الاقتصادي، إن ريتشارد ثالر هو أحد الآباء المؤسسين لعلم الاقتصاد السلوكي، وهو فرع ثوري في علم الاقتصاد لأنه يثور على الأطر الأساسية والتقليدية للتعامل مع المستهلك والوحدة الاقتصادية "الفرد" بمنطق أنه آلة أو أنه يبني قراراته بشكل رشيد ومحكم جدا.

وأضاف نافع لمصراوي، أن ثالر يرى أن الإنسان يخضع لنسق سلوكي غير قابل للتنبؤ به في معظم الأحوال، وقراراته تُضلَل أحيانا لأسباب سطحية جدا، وليست بالضرورة أن تكون مبنية على دراسة أو يقين، وأحيانا تكون قرارات غير رشيدة.

وأشار نافع إلى أن التنبؤ بسلوك الفرد عمليا يجب أن يخضع لاعتبارات أخرى بخلاف النظرية الاقتصادية التقليدية، وليس بالضرورة أن يكون خاضعا للنظام الصارم الذي وضعه أصحاب النظريات الاقتصادية الكبيرة الأولى وكل ما يتعلق بحرية السوق بحسب ما يرى ثالر.

وقال مدحت نافع إن أكثر من عالم اقتصاد متخصص في هذا الفرع حصل على جائزة نوبل من قبل، فكل من شكك في أن الشخص آلة في الفترة الأخيرة حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد مما يعني أن هناك ارتياحا كبيرا لتغيير هيكلي وجذري للنظرية الاقتصادية.

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، ظهر ثالر في فيلم "ذي بيج شورت" في عام 2015 جالسا بجانب سيلينا جوميز على طاولة للعب الورق.

وشارك ثالر في تأليف كتاب بعنوان "تحسين القرارات حول الصحة والثروة والسعادة" مع البروفيسور كاس سونستين، والذي زاد من شريحة جمهور هذا المجال في عام 2008.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال بيتر جاردينفورس عضو بلجنة نوبل اليوم الإثنين، إن ريتشارد ثالر جعل " الاقتصاد أكثر إنسانية".

ووفقا للوكالة الألمانية، أضاف جاردينفورس "لقد قدم لنا نظرة عميقة حول كيف تشكل السيكولوجية البشرية عملية صنع القرار".

وبحسب الوكالة الألمانية، قال ريتشارد ثالر، إنه يأمل في أن يتمكن من إنفاق قيمة الجائزة - التي تعادل نحو 1.1 مليون دولار "دون عقلانية قدر المستطاع".

وقال للصحفيين إنه "مسرور" لفوزه بالجائزة.

بينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ثالر قوله ممازحا "ليس علي بعد الآن مناداة زميلي يوجين فاما (بروفيسور فاما) في ملعب الجولف"، في اشارة إلى زميله في جامعة شيكاغو الذي فاز بجائزة نوبل للاقتصاد في 2013.

وفاز بالجائزة من قبل 78 فائزا، والتي تشمل جائزة نقدية وميدالية، وأصبحت شرفا كبيرا للاقتصاديين منذ تأسيسها في عام 1968.

ووفقا للوكالة الفرنسية، فإن أكثر من ثلث المرشحين الـ 79 للفوز بنوبل الاقتصاد حتى الآن، علماء اقتصاد تابعون لجامعة شيكاغو الأمريكية التي يعمل بها ثالر.

فيديو قد يعجبك: