إعلان

جريمة كشفتها الصُدفة.. سر "الجزمة" التي أسقطت العصابة الأردنية

07:06 م الإثنين 15 نوفمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود سعيد:

أحيانًا ما تلعب الصُدفة دورها في كشف أكبر الجرائم، تتغلب على دهاء المتهمين وحيلهم للتخفي ومنع رجال الشرطة من اقتفاء آثارهم عقب الانتهاء من ارتكاب جرائمهم.

في الحلقة الأولى من سلسلة "جريمة كشفتها الصدفة" يروي "مصراوي" من واقع البيانات الرسمية والمصادر المختلفة قصة "الحذاء" الذي أسقط العصابة الأردنية بعد 33 جريمة سرقة.

على مدار 7 أشهر قبل يناير 2018، تمكنت عصابة مكونة من 5 أشخاص يحملون الجنسية الأردنية الإفلات من قبضة الشرطة، ارتكبوا حوالي 33 جريمة سرقة في القاهرة.

انتهج المتهمون احترافية كبيرة في ارتكاب جرائمهم، استهدفوا أماكن سكنية في مناطق مختلفة من مدينة نصر إلى الشيخ الزايد ثم العودة إلى شرق القاهرة في منطقة التجمع الخامس، يرصدون مكان جريمتهم وينتظرون اللحظة المناسبة في غياب مالك الفيلا المرصودة للحصول على الغنيمة.

ولم يفت أفراد العصابة الاختباء من الكاميرات المثبتة بارتداء أغطية الرأس أو الابتعاد عن نطاقها، وعند الهروب استخدموا سيارات مسروقة دون لوحات معدنية.

لكن بعد تعدد البلاغات من المواطنين، بسرقة مساكنهم بدوائر أقسام شرطة "التجمع الأول، التجمع الخامس، النزهة، أول مدينة نصر" بأسلوبي "التسلق - كسر الباب"، بذلت الأجهزة الأمنية جهودًا مكثفة لضبط المتهمين.

شكلَّت وزارة الداخلية فريق بحث جنائي لفحص وتحليل تلك الجرائم وأسلوب ارتكابها، ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب تلك الوقائع تشكيل عصابى مكون من 5 أشخاص هم "محمود. ط "، و"حمزة . ط"، و"كمال. ش "، و"علاء. ج" و"سامي. ي" مقيمين جميعًا بمدينة العبور القليوبية.

وتبين أن الأجهزة الأمنية استغلت "صُدفة" وخطأ من المتهمين لضبطهم، فقال مصدر أمني مسؤول بفريق البحث آنذاك إن بداية خيط التعرف على أعضاء التشكيل كان عند شرائهم لطبنجة ميري مطموسة الأرقام من تاجر سلاح، أدلى بأوصافهم بعد ضبطه، تلك الأوصاف التي تطابقت مع رصد كاميرا فيلا أحد الضحايا لعملية دخولهم الفيلا بمنطقة النزهة ثم الهروب منها عقب تصدي حارس الفيلا لهم، وهروبهم دون إتمام عملية السرقة.

الخطأ الثاني للعصابة كان في ليلة رأس السنة، فبعد قضائهم لسهرة بمنطقة مصر الجديدة، تناولوا فيها الـ "ويسكي"، ذهبوا لشراء "جذمة" من أحد المحلات الشهيرة بمنطقة مصر الجديدة، بلغ ثمنها 12 ألف جنيه، فطلبت إدارة المحل إدخال بيانات العميل في "باركود" وتم تسجيل بياناته، لكن بعد إتمام عملية السرقة نسي المتهم "حقيبة المحل".

وعاد فريق البحث إلى المحل، حيث اشترى المتهم "جزمته" وحصلوا على بياناته بالكامل، وتمكنوا من تتبع خط سيره حتى نجحت بعد 21 يومًا من ضبط العصابة الشهيرة.

ودلت التحريات التي جمعتها فرق البحث خلال 21 يومًا على أن أفراد العصابة الـ 5 مطلوبين لدى السلطات الأردنية في قضايا جنائية، وأنهم بدأوا تنفيذ عملياتهم داخل مصر بعد رصد ومراقبة وجمع معلومات عن الأماكن الراقية، واختاروا ضحاياهم من رجال الأعمال المصريين بدقة بالغة، وراقبوا مواعيد تواجدهم وانصرافهم عن منازلهم.

وأثبتت التحريات أن أفراد العصابة فور وصولهم البلاد بتأشيرات سياحية -انتهت منذ فترة- كانوا يتواصلون فيما بينهم عن طريق دائرة مغلقة، لتضليل الشرطة والهروب من عملية التتبع والرصد.

وكشف مصدر أمني تفاصيل الدائرة المغلقة التي استخدمها المتهمون للتواصل فيما بينهم قائلاً: "ثبتوا برنامج تقني للتواصل واشتروا 5 خطوط محمولة غير مسجلة البيانات وكانوا يجرون مكالمات من هواتف ليست حديثة لصعوبة مراقبتها ورصدها".

وعثر مع المتهمين على 4.45 مليون جنيه مصري، ومليون يورو و1.5 مليون دولار و5 آلاف إسترليني، بالإضافة إلى 5 ملايين دينار عراقي ما يمثل قرابة 100 مليون جنيه مصري، بالإضافة لنحو 21 كجم مشغولات ذهبية.

وبعد إحالة المتهمين للمحكمة، قضت محكمة الجنايات بالسجن المشدد 6 سنوات عن كل قضية.

فيديو قد يعجبك: