إعلان

جريمة صوت وصورة.. أسرار "هاتف المفاجآت" في قضية العشيقة وذبيح الوراق

12:48 م الجمعة 28 يونيو 2019

المتهمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان وصابر المحلاوي:

جريمة قتل لا تزال عالقة في الأذهان، تفاصيل مفجعة لم تمح بعد من ذاكرة الأهالي، انتظر الجميع قرار النيابة العامة بإحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة بعد مرور 3 أشهر إلا أن التحقيقات حملت مفاجآت عدة بجريمة "بقال" انتهت حياته جثة مفصولة الرأس على يد عشيقته وزوجها وشقيقها بحي الوراق شمالي محافظة الجيزة.

غرام في السوبر ماركت

كانت "سمية" تتردد على سوبر ماركت قريب من المنزل لشراء الطلبات، انجذبت خلالها إلى مالكه "أحمد"، 34 سنة، راحت تتلهف رؤيته بعد تعلق قلبها به تحت تأثير كلامه المعسول ونصب لها شباك العشق والهوى حيث توطدت علاقتهما، وأخذت منعطفا مختلفا حيث علاقة آثمة، لتتعدد اللقاءات المحرمة في منزل العشيقة تارة وشقة العشيق أخرى.

استمرت علاقة العشيقين في الظلام، حتى ألقي القبض على العشيق الثلاثيني وصدر ضده حكم بالحبس 6 أشهر، لم تتخل عنه "سمية" وأحضرت محاميًا للدفاع ليثبت الموقف أواصر العلاقة لكنه فور خروجه بدأ أولى حلقات مسلسل ابتزازها مالياً مهددًا إياها بنشر صور فاضحة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

علاقة متوترة

مطلع شهر مارس الماضي توترت علاقة العشيقين لأقصى درجاتها، تجاوزت تهديدات "أحمد" متخطية الخطوط الحمراء، مهددا بكشف علاقتهما غير المشروعة لدى زوجها. لم تتردد "سمية" في الاستعانة بزوجها لمرور تلك الأزمة، أخبرته بأن أحد الأشخاص يهددها بنشر صور لها فاستشاط غضبا واتصل به محذرا إياه من التعرض لـ"أم العيال" كما طلبت الزوجة مساعدة شقيقها "عبدالرحمن" إنقاذًا لسمعتها.

في وقت متأخر من مساء الأربعاء الأول في شهر أبريل الماضي؛ اتصلت "سمية" بعشيقها لمصالحته وطالبته بالحضور إلى منزلها لمنحه الأموال التي يريدها، فتوجه ملبيا دون أن يدري بأنه قطع رحلة ذهاب بلا عودة.

رأس داخل حقيبة وجثة في كرتونة

في الصباح تلقى قسم شرطة الوراق، بلاغًا من ربة منزل بتغيب زوجها "أحمد"، وأنها انتظرت قدومه لمسكنهما في موعده اليومي بعد انتهاء عمله في محله بسوبر ماركت دون جدوى.

عثرت قوات الشرطة على جثة الشخص المبلغ بتغيبه داخل شقة مغلقة بعد رحيل قاطنيها في ظروف غامضة، آثار دماء على الأرضية تشكل خطًا وصولاً إلى غرفة النوم حيث كرتونة كبيرة محكمة الغلق بحبال، ولدى فتحها صُعق الجميع، حقيبة بداخلها رأس بشرية وجسد بدون رأس به طعنات وسكاكين مطبخ مُدممة.

تحريات ضباط المباحث كشفت عن وجود علاقة غير شرعية بين الضحية وسيدة تدعى "سمية"، 33 سنة، وأنه كان يتردد عليها في المنزل في غياب زوجها، إلا أن ثمة خلافا وقع بينهما مؤخرا، هددها الضحية بفضح علاقتهما لدى أسرتها، ما أثار مخاوفها، فاتفقت العشيقة مع زوجها وشقيقها على التخلص منه، واستدرجته إلى شقته حيث كانوا في انتظاره وانهالوا عليه بالضرب، وأردوه قتيلا وفصلوا رأسه عن جسده، وفروا هاربين إلى مسقط رأسهم بسوهاج.

خلية نحل

6 أيام من البحث والمطاردة لم يكل خلالها رجال الشرطة واضعين نصب أعينهم حتمية تقديم الجناة للعدالة، حتى فوجئ رئيس مباحث قسم طما برجل وامرأة طلبا مقابلته حيث أكدا "إحنا اللي دبحنا أحمد البقال في الوراق وهربنا هنا" ليزف الضابط الخبر السار لرفقائه في الجيزة.

3 أشهر تحقيقات

ظن الجميع أن القضية في طريقها إلى المرحلة التالية حيث إحالة المتهمين إلى المحكمة الجنائية العاجلة إلا أنه بعد مرور نحو 3 أشهر أعادت نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية برئاسة المستشار محمد شرف، تحقيقاتها في الجريمة، بعدما كشفت عن أدلة جديدة.

طلبت النيابة هاتف المتهمة الرئيسية "سمية" فقالت إنها أعطته لأحد أقرباء زوجها، فاستدعته النيابة لسماع أقواله.

صباح يوم الواقعة تلقى الشاهد تلك المكالمة التي تلقاها من المتهمة "سمية" وشهرتها "سومة" طالبته بالحضور إلى المنزل، حيث كان على موعد مع درب من الخيال ظن للوهلة الاولى أنه محض خدعة أو مشهد سينمائي بدءا من أرضية اصطبغت باللون الأحمر، ملابس نجل عمته وزوجته وشقيقها ملطخة بالدماء حتى أدخلوه غرفة النوم حيث فوجئ بجثة صاحب سوبر ماركت مفصولة الرأس.

يتوقف الشاهد عن الحديث لحظات محاولا التقاط أنفاسه مع استعادته تفاصيل ما جرى في اليوم المشؤوم عندما طلبت منه "سمية" توصيلهم عبر "توك توك" قيادته لكنه تنصل من تلك المهمة بدعوى عدم امتلاكه المفتاح فمنحته المتهمة هاتفها المحمول قائلة "خلي بالك منه علشان عليه الجريمة كلها".

هاتف المفاجآت

قدم الشاهد الهاتف إلى النيابة العامة، وأفاد أنه لم يفتحه لعدم علمه بالرقم السري فاستدعت النيابة المتهمة من محبسها وأكدت أقوال الشاهد.

بعد فتح الهاتف تبين احتواؤه على صور التقطتها المتهمة أثناء تعدي شقيقها على عشيقها بالضرب ونزفه الدماء وصور أخرى بعد قتله وذبحه، وصور بقيام شقيقها وزوجها بقتل عشيقها بعدة طعنات ثم تولت هي فصل رأسه عن جسده.

كما عُثر على 80 مكالمة مسجلة بين المتهمة والقتيل آخرها يوم الجريمة عندما استدرجته إلى المنزل بحجة ممارسة الرذيلة، فأمرت النيابة بإشراف المستشار محمد المنشاوي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية، بإرسال الهاتف المحمول إلى إدارة المساعدات الفنية بوزارة الداخلية؛ لتفريغ الصور والمكالمات منه وبيان محتواها لإرفاقها بملف القضية كدليل إدانة اعترفت المتهمة به.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان