إعلان

حكايات ضحايا ريان الحلمية: "اللي باع شركة.. واللي ضيع تحويشته وقرض الزواج" (فيديو وصور)

02:35 م الأربعاء 02 مايو 2018

كتب - سامح غيث:

في منطقة عزبة الريس بحلمية الزيتون؛ بدأ الدائنون والمواسون التوافد على منزل "محمد.ج" الشهير بـ(ريان الحلمية)؛ ومن بينهم أقاربه الذين جاءوا لتقديم واجب العزاء إلى أسرته، وغرباء قدموا للاستعلام عن مصير أموالهم التي أودعوها عنده.

وفي الوقت الذي انهمكت فيه أسرة الشاب المنتحر في استقبال المعزين تفرغ صديقه (حمدي) في تسجيل أسماء الدائنين، الذين جاءوا إلى عزبة الريس، يسألون عن مصير أموالهم، التي أودعوها عند الضحية لاستثمارها.

يتحدث (حمدي) لمصراوي، عن صديقه الراحل: "تحول العزاء إلى ما يشبه قاعة محكمة، فالكل يبحث عن وسيلة لاسترداد الأموال، والتي بلغت وفقًا لإيصالات الأمانة31 مليون جنيه".

وكان ريان الحلمية، انتحر قفزًا من مسكنه بالطابق التاسع في منطقة بطن الجبل بشبرا الخيمة، الأربعاء قبل الماضي، وتسبب الحادث في تجمع العشرات من الدائنين له أمام منزله.

البداية كانت منتصف عام 2014 عندما بدأ "محمد ج." بجمع أموال من أصدقائه وجيرانه لتوظيفها في تجارة الأدوية، مقابل أرباح شهرية تجاوزت 12%، ليتمكن خلال تلك المدة من جمع 31 مليون جنيه مقيدة بإيصالات أمانة، وفق رواية صديقه "حمدي.ي".

"مصراوي" ذهب إلى "عزبة الريس" للاستماع إلى الأهالي، والتعرف على حكاياتهم مع ريان الحلمية، وبرغم أن معظم الذين التقيناهم عايشوا المأساة إما بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا أنهم في النهاية أجمعوا على أنه ضحية لعملية نصب كبيرة على يد "ناس تقيلة في البلد"، حسب قولهم.

الضحية الأولى: تحويشة الغربة ضاعت

قبل خمس سنوات؛ سافر محمد.ج، أحد ضحايا ريان المطرية، إلى السعودية بحثًا عن فرصة عمل، وبعد فترة ليست قصيرة نجح بالعمل في شركة غزل ونسيج، وانتظم في العمل بها إلى أن أنهت الشركة التعاقد معه، وآخرين.

بعدها؛ خرج محمد إلى سوق العمل السعودي بحثًا عن فرصة أخرى للعمل إلا أنه فشل هذه المرة فعاد لشركته مطالبًا بمستحقاته المتأخرة، وبعد مطالبات كثيرة استمرت 7 أشهر استرجع مبلغ 105 آلاف جنيه، ويقول لـ"مصراوي": "طلعت ٥ آلاف صدقة وقلت اشغل باقي الفلوس".

وبمجرد حصول (محمد) على مستحقاته عاد إلى عزبة الريس: "قلت أرجع اشتري توك توك اشتغل عليه، وأعيش بكرامتي في بلدي"، مشيرًا إلى أنه أثناء بحثه عن (توك توك) نصحه أحد المقربين بإعطاء أمواله لشخص يقوم بتوظيفها، وقال لي: "دي أفضل من الشغل هتاخد ١٢٪ وأنت قاعد في بيتك".

لم يتردد محمد، وسارع بالاتصال بـ"محمد.ج" لتوظيف أمواله لديه والحصول على النسبة المقررة، قائلًا له: "دول تحويشة الغربة متضيعهمش مني"، ليرد عليه الشاب الذي انتحر: "معايا اتنين تقال شغالين في الأدوية مقدرش أقول عليهم، بس اطمن فلوسك عندي".

ويقول محمد: في البداية كنت متخوف، حتى جاء موعد الحصول على أول ربح من الأموال، وتفاجأت باتصال منه يبلغني فيه: "تعالى خد أرباحك وأعطاني 12 ألفا و 550 جنيها".

الضحية الثانية: اقترض علشان يزوج ابنته "فضاع مع الريان"

ضحية أخرى للريان تعرفنا على قصتها من بين قصص مأساوية كثيرة، فلم يجد خالد (موظف بهيئة السكك الحديدية)، وسيلة لشراء مستلزمات تجهيز ابنته المقبلة على الزواج أفضل من "تشغيل فلوسه مع الريان"، ويحكي "خالد" لنا قصته مع الريان: "الوقت كان يداهمني، وموعد زواج ابنتي اقترب، وأقل جهاز بـ 200 ألف جنيه".

يضيف والد العروس، ضيق الحال و"مفيش فلوس" أجبراني على الاقتراض بضمان وظيفتي، وقبل ثلاثة أشهر حصلت على قرض بمبلغ 50 ألف جنيه، مشيرًا إلى أنه أسرع بإعطاء أموال القرض إلى الريان، وقال: إنه حصل على نسبة الربح المتفق عليها مرتين، حتى سمع خبر انتحاره، ليصبح الأب في حيرة من أمره: "كيف أجهز ابنتي، وأحصل على أموالي، وأسدد القرض؟".

الضحية الثالثة: وفاء باعت شركتها.. وابنتها باعت سيارتها

كان عزوف المواطنين عن الرحلات الترفيهية الداخلية وركود حركة المواصلات السبب في دفع (وفاء)، صاحبة مكتب رحلات، إلى إغلاقه وبيع "أتوبيسات الشركة" لاستثمار ثمنها في تجارة الأدوية مع الريان.

تقول السيدة الستينية، قبل أربعة أشهر حدث ركود في حركة الرحلات الداخلية، وغلاء في أسعار بنزين وزيوت وقطع غيار السيارات، والمكتب كان بيخسر، فبعت أتوبيسين بـ 200 ألف جنيه ووظفتهم معه أملًا في تعويض خسائر الشركة إلا أن وفاة الريان حطمت أحلامها وضاعفت خسائرها: "خسرت كل حاجة".

لم تكتف وفاء، ببيع سيارتي شركتها، ولكنها أقنعت ابنتها بببع سيارتها الخاصة والتجارة بثمنها: "بنتي باعت عربيتها بـ150 ألف" ليخسرا بذلك كل شيء.

الضحية الرابعة: محمد.."عريس باع ذهب مراته"

كان "محمد.ع" (شاب متزوج حديثاً) يرى ويسمع كثيرًا عن الأرباح التي يتحدث عنها الجيران والأهالي عند الريان، فقرر المشاركة لكن عجزه عن توفير الأموال دفعه لبيع ذهب زوجته، تقول والدة العريس: "ابني باع ذهب مراته وملحقش ياخد أي حاجة من الأرباح، لسه دافع الفلوس".

"مات هنعمل إيه"، قالتها السيدة لزوجة ابنها في محاولة منها لتهدئة الأمور بينهما بعدما حدثت مشاكل كادت تحدث شرخا في أسرة محمد.

الضحية الخامسة: "رضا جمع من زملائه 650 ألفا.. ومش عارف يروح الشغل"

لم يكتف رضا، أحد ضحايا الريان، بالمشاركة بأمواله فقط في التجارة مع الريان، لكنه أخذ يجمع هو الآخر من زملائه في العمل ليوظف لهم أموالهم نظير الأرباح الكبيرة التي وعدهم بها.

يقول رضا.ا: "قبل خمسة أشهر أعطيت الريان مبلغ 100 ألف جنيه، وكان منتظمًا في سداد الأرباح في الأوقات المتفق عليها، ما دفعني لجمع مبالغ أخرى من إخوتي وزملائي في العمل، وبالفعل جمعت 650 ألف جنيه"، لافتًا إلى أن "الناس لسه مخدتش أي أرباح، ومش عارف أواجه زمايلي ولا أروح الشغل، هبيع أي حاجة، واتصرف في فلوس الناس".

والد ريان المطرية: فجأة اتجوز وفجأة خلّف.. و"دلوقتي مصر كلها بتقول لينا فلوس عنده"

الحج جمال (والد الريان المنتحر)، قال لـ"مصراوي" في تصريحات خاصة: "معرفش حاجة"، واكتفى بالتعليق عما يثار حوله بـ"معرفش كان بيشتغل في إيه؟.. فجأة اتجوز وفجأة خلف، ولما مات مصر كلها بتقول ليا فلوس عنده".

وعن وفاته قال: "معرفش هو انتحر ولا حد رماه من فوق، أنا مش معترض على وفاته بس الطريقة اللي مات بيها زعلتني "مرمي على الأرض ومصاب بكدمات".

محامي الضحايا: توصلت لأملاك للريان بأسماء آخرين

ومن جانبه، قال حسام عمر، محامي الضحايا، إن انتحار الريان تسبب في إن "ناس اتجننت وناس انقطع قوت يومها"، وأن شغله الشاغل هو محاولة التوصل لأية معلومات تساعد أجهزة الأمن في إعادة حقوق الضحايا.

وأضاف محامي الضحايا: أنه توصل لمعلومات تفيد بوجود أملاك للريان لكنها مسجلة بأسماء آخرين، وجار التأكد من ذلك لتقديمها إلى أجهزة التحقيق والعمل على إعادة حقوق الضحايا.

اقرأ أيضا:

"هطلع أصلي الفجر وأجبلكم الفلوس".. "ريان الحلمية" ترك رسالة اعتذار لزوجته وانتحر

فيديو قد يعجبك: