إعلان

22 مليون لغم يمنع تنمية مساحات شاسعة من الأراضي بالساحل الشمالي ومدن القناة وسيناء

09:20 م الأربعاء 04 أبريل 2018

الأراضي بالساحل الشمالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مي محمد :

تعد الألغام إرثًا مدفونًا في رمال الصحراء، الجزء الأكبر منه بالصحراء الغربية وتحديداً بمحافظة مرسى مطروح، ويقدر بـ 16 مليون جسم قابل للانفجار من بقايا مخلفات الحرب العالمية الثانية، التي مرت ذكرها الـ 75 في سبتمبر الماضي.

والجزء الآخر يتواجد بالصحراء الشرقية ويقدر بـ 6 مليون لغم، خلفتها الحروب الثلاثة (56، 67، 73) التي وقعت بين مصر وإسرائيل في شبة جزيرة سيناء.

4 إبريل، يوم خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2005، للتوعية بمخاطر الألغام، وتسليط الضوء على مخاطر مخلفات الحروب التي لا تزال تعاني منها مصر على مستويين: الإنساني والتنموي.

وتعجز مصر عن استغلال مساحة من الأراضي تتجاوز 3500 كليو مترًا صالحة للزراعة بالساحل الشمالي، بسبب وجود الألغام بها.

وفقدت مصر 10 آلالف مواطن بسبب الألغام، بخلاف الحالات التي لم يتم حصرها، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية، فيما حالات المصابين المسجلين لدي الأمانة التنفيذية لأزالة الألغام يقدربـ 940 ضحية.

يوسف سالم، أحد هؤلاء الضحايا الذي فقد ساقيه أثناء رعي الأغنام في صحراء سيدي براني، وحصل من الأمانة العامة على كشك يعرض به المنتجات الغذائية كمصدر للرزق.

وتوقف النشاط التجاري لسالم بسبب صعوبة حركة البيع والشراء، ليحول الكشك إلى "خرابة" على حد تعبيره.

"الألغام مشكلة تعوق التنمية في مصر كلها وليس في مطروح فقط"، بهذا التوصيف تحدث الشيخ عبد الكريم ضيف، رئيس مجلس العمد والمشايخ بمحافظة مطروح موضحا أن منطقة الساحل الشمالي شهدت طفرة في تطهير الألغام، لكن مازال بها مناطق لا يستطيع أحد الاقتراب منها.

ويوجد آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة، ويتوافر بالقرب منها مصادر لمياه الري، ولكن لا يستطيع أحد الاقتراب منها، بسبب تواجد مخلفات الحروب فيها، معتبرًا أن هذه مشكلة مزمنة تأثر على حياة البشر والتنمية معاً.

أحمد عامر، الباحث والمتخصص في التوعية بمخاطر الألغام، يرى أن الدولة حققت نجاحا في مجال التوعية بمخاطر الألغام في محافظة مطروح خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب عامر؛ لم يسجل عام 2016 أي ضحايا بينما شهد عام 2017 ثلاثة حوادث تسببت في إصابات بسيطة، لكن مازالت معاناة الأهالي من مخاطر الألغام موجودة خاصة داخل مجتمعات البادية التي يعيش فيها البدو.

ويزيد من خطورة الألغام وفقا لـ "عامر" تحركها مع مرور الوقت من مكانها بسبب العوامل الجوية والأمطار.

ويقول الباحث المتخصص في التوعية بمخاطر الألغام: "اتصل بى أحد الأهالي من رعاة الأغنام يخبرني بوجود صندوق ظهر بعد هطول الأمطار، وعُثر بداخله على ألغام، فذهبت إلى هناك وبالبحث اكتشفت وجود 5 صناديق كل صندوق به 8 ألغام انجليزية الصنع بلغنا الجهات الأمنية التى تعاملات معها بمعرفتها".

جهود دولية وأخرى محلية، تبنتها وزارة التعاون الدولي ممثلة في الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام مع البرنامج الإنمائي بالأمم المتحدة منذ عام 2007 لتطهير منطقة الساحل الشمالي بالصحراء الغربية، أسفرت عن تطهيرها 1454 كليو متر من 5100 كليو متر مربع من الأراضي الملوثة بالألغام بالصحراء الغربية.

وشرعت الدولة في تنمية هذه المساحات من الأراضي الصحراوية بعد تطهيرها ونزرع الألغام منها، حيث قامت وزارة الزراعة بالبدء في استصلاح 275 كليو مترا لزراعتها، واستلمت وزارة الإسكان نفس المساحة، ولتحويلها إلى مجتمعات سكنية، كانت أول هذه المجتمعات السكانية مدينة العلمين الجديدة، وفقاً للأمانة التنفيذية لإزالة الألغام.

وشبة جزيرة سيناء وبعض مدن محافظات القناة تعاني من وجود مخلفات الحروب الإسرائيلية، التى شهدتها الصحراء الشرقية فى الفترة ما بين الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي، وتعتبر الأمور أكثر صعوبه وتعقيدا، بسبب عدم المعرفة بالأماكن التي يتواجد فيها مخلفات الحروب ويعثر الأهالي بين الحين والأخر الألغام.

كما يحدث مع عاطف عبد العزيز، صاحب أحد المزارع المتواجدة على طريق عساف، وأثناء استصلاح أراضي مزرعته لزراعتها، عثر على ألغام ودانات من مخلفات الحرب، موضحًا أن أخطر هذه الألغام هي البلاستيكة فى إشارة إلى هيكلها المصنوع من البلاستك، لأنها لا تتأثر بالعوامل الجوية، وتظل صالحة للاستخدام رغم مرور عشرات السنين، وإذا عثرنا عليها يكون التعامل معها أكثر حذرًا، خوفًا من انفجارها أثناء نقلها خارج المزرعة.

عبدالحميد كمال، عضو مجلس الشعب بمحافظة السويس، يؤكد أن معاناة ضحايا مخلفات الحروب في مناطق شرق القناة، سواء التابعة لمحافظات السويس أو الإسماعيلية أو بورسعيد لم تتوقف منذ سبعينات القرن الماضي، وكل فترة نسمع عن ضحايا جدد، مطالبا الدولة بالاهتمام بمخلفات الحروب في سيناء ومدن القناة كما تتعامل مع الألغام فى منطقة الساحل الشمالي.

فيديو قد يعجبك: