إعلان

​​​الصلاة الأخيرة والناجية الأولى.. 5 مشاهد مؤلمة في انهيار عقار منشأة ناصر

03:03 م الثلاثاء 27 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- سامح غيث ومحمود سعيد:

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة و٢٣ دقيقة من ظهر الخميس الماضي، عندما قطع صوت ارتطام مفزع الهدوء الذي يسود منطقة حارة الحنفية بمنشأة ناصر، أعقبه صرخات واستغاثات، من تحت وفوق أنقاض العقار المنهار المكون من 5 طوابق.

هلع أهالي المنطقة لنجدة المحتجزين تحت الأنقاض، وعلى مدى ٧٢ ساعة من العمل المضني المتواصل، نجحت قوات الحماية المدنية في انتشال جثة آخر ضحايا العقار المنهار، ليرتفع عدد الوفيات إلى ١٢ والمصابين إلى 19.

بوجوه يكسوها الغبار وأياد دامية، أصيبت خلال انتشال الجثث من تحت الأنقاض، يواصل بعض أهالي منشأة ناصر استخراج ما تبقى من أثاث ومتعلقات لقاطني العقار المنهار. فيما تجمعت الأسر الناجية في مسجدين قريبين لعدم مأوى لها.

"مصراوي" قابل الناجين وأهالي المنطقة ورصد ساعات الفزع والبحث عن الأقارب والأهل.

الناجية الأولى

ظهر الخميس الماضي، هرع أهالي "حارة الحنفية" إلى الشارع إثر سماعهم صوت ارتطام، يقول أحد المواطنين: استيقظت على دوي الصوت اعتقدت في البداية أنه انفجار، لكن عندما خرجت لاكتشاف الأمر سمعت صرخات جيراني من تحت الأنقاض "إلحقونا".

وقف الأهالي فوق حطام المنزل لثوان معدودة، غير مصدقين ما حدث قبل أن يسارعوا للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض، يقول الرجل: فجأة لقينا هالة (سيدة تسكن في الطابق الأخير) تخرج من تحت الأنقاض، "زحفت تحت الأنقاض وخرجت".

خروج أول حالة كانت دافعا للأهالي لتكثيف البحث حتى قبل وصول الحماية المدنية، التي هرعت للمكان بعد أقل من ساعة، وعملت بجد مع أهالي المنطقة، حتى تمكنوا من إنقاذ ١٠ حالات خلال الساعات الأولى.

الصلاة الأخيرة

كعادتها تنزل "أحلام" المعروفة في المنطقة بـ"أم أشرف"، قبيل كل صلاة إلى محل بقالة ملك زوجها- في الطابق الأرضي من العقار، حتى يتمكن زوجها من أداء الصلاة في المسجد، وتصلي هي داخل المحل.

انهيار العقار غير السيناريو، وهذه المرة توفيت السيدة وزوجها، يقول وجيه كامل أحد أهالي المنطقة: "ماتت وهي بتصلي.. كانت قاعدة على الكرسي وبتصلي، وظلت جثتها تحت الأنقاض لمدة ٣ أيام، وزوجها لم يمهله القدر لأداء الصلاة، وانهار عليه العقار وهو في طريقه إلى المسجد".

توأمان فرقهما الانهيار

"جمعتهما بطن واحدة.. ولدا معاً، وعاشا معا، لكن انهيار عقار منشأة ناصر فرقهما، توفي حمزة وأصيبت شهد".. يقول "كامل ب." أحد المشاركين في انتشال الضحايا، بعد مرور ٥ ساعات على الحادث، نجحت قوات الإنقاذ وبمساعدة الأهالي في انتشال الطفلين حمزة وشهد ابني سيد وصفي.

بحسب الشاهد، كانت حالة حمزة الصحية مستقرة، أما شقيقته فكانت فاقدة للوعي، واعتقد الجميع أنها فارقت الحياة، وبعد نقلهما لمستشفى الشيخ زايد، تبدل الحال وتوفي الطفل وتحسنت حالة شقيقته.

يسرا ذهبت للاحتفال مع صديقتها.. فماتت معها

مساء الأربعاء الماضي، هاتفت سماح صديقتها يسرا، بفرح شديد طالبتها بالحضور مبكرا لمساعدتها في وضع اللمسات الأخيرة لإقامة حفل عيد ميلاد خطيبها.

يقول جمال والد الأولى: في الصباح حضرت صديقة ابنتي، وكانت الفرحة تغمر الأسرة، وفي الثانية عشرة والربع، -قبيل الواقعة بدقائق-، حضر خطيب ابنتي، ودون سابق إنذار؛ انهار العقار على رؤوس الجميع.

4 أيام.. والكارثة لا تزال حاضرة

رغم مرور 4 أيام على انهيار العقار، مازالت آثار الكارثة تلاحق المتضررين؛ لم تجد النساء -من أهالي العقار المنهار والمنازل المجاورة التي تم إخلاؤها- ملاذا سوى مسجدين مجاورين، فيما يبيت الرجال على "القهاوي"، وتواصل الجمعيات الخيرية إمدادهم بما يعينهم على المعيشة من "طعام وبطاطين".

وعلى ناصية " حارة" النجيري" – التي لا يتعدى عرضها 3 أمتار-، وضع الأهالي حاجزا خشبيا لمنع اقتراب الأطفال من العقار المنهار خشية تعرضهم للإصابة جراء وجود حوائط مخلخلة على وشك الانهيار.

يذكر أن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، وجهت لجنة الإغاثة، بتوفير مكان للمتضررين من الحادث بمركز شباب منشأة ناصر. وكلفت جمعية (جنات الخلود) بتوفير "وجبات" لحين حل الأزمة، وأمرت بصرف مساعدة مؤقتة للإعاشة بواقع 100 جنيه للفرد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان