مأساة الرضيعة "منة".. احتضنتها والدتها واحترقتا في شقتهما بإمبابة

كتب - محمد شعبان:

في عام 2015، استقبلت "سعاد"- اسم مستعار- مولودتها الأولى "على حِجرها"، لكنها لم تدر أن فرحتها لن تستمر أكثر من عامين، وتنتهي حياة رضيعتها جثة متفحمة بين ذراعيها.

مساء أمس الأول الخميس، فوجئ أهالي شارع مراد بمنطقة إمبابة بتصاعد أدخنة من أحد عقارات المنطقة، هرع الجميع لاكتشاف مصدر الحريق، وتبين نشوبه بمنزل عامل يبلغ من العمر 54 سنة.

ظن الأهالي أن الأمر بسيط، وأنهم سينجحون في إخماده دون الحاجة لإبلاغ المطافئ، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، تسببت سرعة الرياح في ارتفاع ألسنة النيران داخل المنزل الذي تحول إلى كتلة من النار، فاستعان قاطنو المنطقة برجال الدفاع المدني.

خلال دقائق معدودة، وصل رجال الإطفاء بقيادة اللواء هاني سعيد، مدير الحماية المدنية بالجيزة، وتمكنوا من إخماد الحريق، ومنع خطر امتداده إلى المنازل المجاورة، لكن تأخر إبلاغ الأهالي حال دون إنقاذ أم ورضيعتها، لقيا مصرعهما، وعُثر على جثتيهما متفحمتين "الأم محتضنة رضيعتها على حِجرها".

معاينة رجال البحث الجنائي بقيادة العقيد محمد عرفان، مفتش مباحث شمال الجيزة، كشفت أن المنزل مكون من طابق واحد مسقوف بالخشب، وأن ماساً كهربائياً في التوصيلات الكهربائية أدى لاحتراق السقف، وسقوطه على الأم أثناء محاولتها إنقاذ رضيعتها، ما أسفر عن احتراق المنزل بالكامل، وتفحم جثتي "أميرة"، 38 سنة، ورضيعتها "منة الله"، عامين.