إعلان

لماذا تتركز العمليات الإرهابية على أطراف الجيزة؟

02:32 م السبت 15 يوليه 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان وفتحي سليمان:

استيقظت مصر أمس الجمعة، على هجوم إرهابي جديد، راح ضحيته 5 شرطيين إثر إطلاق النار على سيارة شرطة بقرية أبو صير بمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة.

وخلال الأيام العشرة الأخيرة، شهدت محافظة الجيزة 3 عمليات إرهابية اثنتان منها على أطراف المحافظة بمركزي العياط والبدرشين "بنفس الطريقة"، والثالثة أعلى محور 26 يوليو، وسط تساؤلات البعض لماذا محافظة الجيزة وبالتحديد الأطراف؟.

مصدر أمني رفيع المستوى بمديرية أمن الجيزة، أكد أن العمليات الأخيرة جاءت ردا على الحكم بإعدام 20 متهما بقضية "مذبحة كرداسة".

وأضاف المصدر - الذي فضل ذكر اسمه لأنه غير مخول للحديث مع وسائل الإعلام-، أن الهجمات تتركز على الأماكن النائية بعيدا عن الدوريات الأمنية والأكمنة، والتواجد الشرطي "لو هنفذ عملية مش هتكون في الدقي والعجوزة".

وعن سبب وقوع حادثين إرهابيين في جنوب الجيزة "العياط - البدرشين"، أوضح المصدر أن منفذي تلك العمليات يستغلون الطبيعة الجغرافية لمراكز جنوب المحافظة "جبلية - زراعية"، مشيرا إلى أن تلك المناطق يسهل على مرتكبي تلك العمليات الدخول والهروب منها.

وأكد المصدر -الذي رفض ذكر اسمه- أن جنوب الجيزة "مفتوح" يسهل الهرب منه لتقاطع الطرق الصحراوية والزراعية بمختلف مراكزه بدءا من أبو النمرس وحتى أطفيح على الحدود مع محافظة بني سويف "مهما كان هناك أقوال وخدمات يسهل الهرب منه".

ولفت المصدر إلى أن بعض المناطق بها ظهير صحراوي يؤدي إلى محافظات أخرى مثل الصف التي تقترب من حلوان، وأطفيح على مقربة من بني سويف، تكون ملاذا لمنفذي تلك العمليات.

مصادر أمنية تحدد 5 أسباب وراء تركيز العمليات: "خلايا خاملة وفرصة هروب سهلة"

مصدر آخر مسؤول بقطاع جنوب الجيزة، أكد لمصراوي أن هناك خلايا إرهابية "نشطة - خاملة" اتخذت من مراكز جنوب المحافظة موطنا لها خلال العامين الماضيين، يعمل رجال الأمن الوطني بالتنسيق مع الأمن العام والبحث الجنائي على الإيقاع بها، وتوجيه الضربات الاستباقية لها.

وقال المصدر، إنه خلال العامين الماضيين، شهد جنوب الجيزة حادثين إرهابيين نُفذا بنفس الأسلوب الذي تم في حادث أمس، الأول في 27 نوفمبر 2015 عندما هاجم مثلمون يستقلون دراجة نارية سيارة شرطة أعلى كوبري زويل بمنطقة المنوات بمركز أبو النمرس، وأطلقوا وابلا من الرصاص تجاه القوات، مما أسفر عن استشهاد 4 شرطيين، وحاول الجناة إشعال النيران في أجسادهم إلا أن أهالي حاولا دون ذلك.

وفي يناير 2016، هاجم 3 ملثمين العقيد علي أحمد فهمي، رئيس مباحث مرور المنيب، وسائقه وقتلوهما داخل سيارة الشرطة وألقوا عليهما زجاجات المولوتوف، مما أسفر عن احتراق أجزاء من أجسادهما، الأمر الذي وقع بشكل مماثل أمس إلا أن الأهالي تمكنوا من إخماد الحريق قبل تفحم الجثث.

ولفت المصدر إلى أن مثلث "الفقر والجهل والمرض" يعد عاملا أساسيا في استقطاب الشباب من قبل هذه الجماعات، مؤكدا أنه خلال عامين فقط يتحول الواحد منهم إلى "رجل عمليات".

وعن كيفية منع تكرار مثل تلك الحوادث، أكد المصدر أهمية تلقين الأفراد المشاركة في الأقوال والتمركزات الثابتة والمتحركة على حد سواء بتفاصيل المرحلة الراهنة، وما تطلبه من وعي وحذر وأعلى درجات اليقظة والحيطة.

كما شدد المصدر، على أهمية ارتداء أفراد الشرطة كافة السترات الواقية للرصاص، والتأهب الدائم ضد أي هجوم محتمل.

مطالبات بارتداء أفراد الشرطة كافة السترات الواقية للرصاص وإلغاء جميع الأكمنة الثابتة

ومن جانبه قال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية السابق والخير الأمني، إن الطبيعة الجغرافية لتلك المنطقة والظهير الجبلي فضلاً عن الفقر المدقع لبعض قاطني تلك المناطق ونقص الخدمات والمدارس أدى لانتشار الجماعات المتطرفة فيها منذ عقود طويلة واستغل قيادات تلك الجماعات الفقر المالي والفكري فنشطت خلاياها وكوادرها لتجنيد بعض الشباب من قاطني تلك المنطقة.

وأضاف نور، أن الإنفاق القطري على تلك الجماعات أدى إلى انتفاضة دموية لدى كوادرها.

وتوقع نور مزيداً من العمليات الإرهابية في مصر ودولاً عربية أخرى، خلال الأيام المقبلة رداً من قطر وجماعات المصالح الإرهابية المدعومة منها على قرار المقاطعة الذي اتخذته دولاً عربية من بينها مصر.

واتفق اللواء حسام لاشين الخبير الأمني مع نور، في أن النشاط النوعي للعمليات الإرهابية سببه التمويل القطري، مشدداً على ضرورة إيجاد حلولاً بديلة وتأهيل أمني يتيح للقوات اتخاذ أعلى إجراءات الحذر والحيطة والاستعداد لردع أي هجوم إرهابي.

وكشف الخبير الأمني، أن غرض العمليات الإرهابية زعزعة الثقة في الأجهزة الأمنية وتوصيل رسالة للعالم كله بأن الإرهاب قادر على تحقيق أهدافه والقتل بدم بارد حتى في وسط النهار.

ولفت لاشين إلى أن حركة حسم تتبنى غالبية العمليات، وهي الذراع العسكري لجماعة الإخوان.

وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية، أن هناك اقتراحاً أمنياً لدى بعض القيادات يقضي بإلغاء جميع الأكمنة الثابتة واستبدالها بأقوال متحركة تجوب المناطق المكلفة بتوفير الحماية الأمنية .

وأشار المصدر أن خطط الهجمات المتكررة المعروفة بعمليات "الذئاب المنفردة" لا تستطيع أي دولة في العالم القضاء عليها بنسبة 100%، مؤكداً أن قطاع الأمن الوطني نجح خلال الفترة الأخيرة في إجهاض وتقويض عشرات العمليات الإرهابية وتوصلت معلوماته إلى خلايا نشطة لها علاقة بعمليات تم تنفيذها وأخرى كانت عناصرها تنوي ارتكابها.

وقال المصدر إن قطاع التفتيش والرقابة يحقق فيما إذا كان هناك تقصيراً إشرافياً للرقابة على الخدمات من عدمه في العملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت في البدرشين، موضحاً أن تعليمات عليا صدرت باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر والإشراف المروري المتكرر على الخدمات بشكل دوري، وإعلان حالة الاستنفار القصوى لدى جميع القوات.

فيديو قد يعجبك: