إعلان

حكاية سيدة جمعتها الصدفة بـ"هجوم البدرشين": "دول غلابة بيحمونا"

08:11 م الجمعة 14 يوليه 2017

كتب - محمد شعبان:

كعادتها تذهب الحاجة هنية إلى أرضها الزراعية صباح كل يوم، لكن السيناريو تغيرت أحداثه صباح الجمعة بعد تأخرها في الاستيقاظ وترددها في الذهاب من عدمه، لتقرر في النهاية مباشرة بعض أعمال الفلاحة، لكنها لم تكن تعلم أنها ستكون شاهدة على هجوم إرهابي بات حديث الجميع عما وقع بمركز البدرشين، جنوب محافظة الجيزة.

عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا، غادرت صاحبة الـ33 عامًا منزلها بالقرب من كوبري "شرق" بقرية أبو صير، صمت يسود شوارع خالية يقطعها صوت سيارات الأجرة على فترات، بينما تبحث السيدة التي تعول 4 أطفال عن "توك توك" ينقلها إلى وجهتها اليومية "الأرض الزراعية".

دقائق معدودة مرَّ بعدها "أحمد" مستقلاً "توك توك" يعمل عليه، طالبته السيدة بتوصيلها إلى "الغيط"، وافق السائق شريطة أن يسلك طريقا آخر غير الذي اعتادت أن تسلكه "هجيب زبون من الطريق".

"وافقت علشان ألحق ارجع قبل الصلاة"، اتخذ قائد الدراجة النارية طريق سقارة المريوطية -كما أخبر السيدة - ليدور حديث مقتضب بينهما حول أحوال البلدة لتمازحه "هي البلد ماتت ولا ايه.. مافيش حد ماشي في الشارع غيرنا".

عقب تجاوز "مطب" بتقاطع الكوبري مع طريق المريوطية، لاحظت الحاجة هنية توقف دراجة نارية على جانب الطريق بجوارها 3 أشخاص "كان شكلهم غريب وواحد مطلع طبنجة عيني عينك".

ثوان معدودة سمعت بعدها السيدة صوت طلقات نارية "صوت الرصاص كان مرعب"، مشيرة إلى أنها عندما استدارت لاكتشاف مصدر الصوت "اللي كانوا واقفين جنب الموتوسيكل ضربوا نار على البوكس"، فطالبت من السائق استكمال رحلته دون توقف خشية إصابتها بمكروه.

"رجعت من الأرض لقيت الشرطة مالية المكان" تضيف السيدة أن الأمر أشبه بثكنة عسكرية "أول مرة أشوف في حياتي العدد ده كله"، مشيرة إلى أنها علمت باستشهاد الشرطيين الخمسة برصاص المسلحين الذين شاهدتهم في الصباح، مختتمة حديثها "ذنبهم ايه دول غلابة بيحمونا".

وأعلنت وزارة الداخلية، استشهاد أمين شرطة، وأحد الأفراد، و3 مجندين، إثر هجوم مسلحه نفذه 3 ملثمين على سيارة شرطة بالبدرشين.

ووجه وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بتشكيل فريق بحث موسع من قطاعي الأمن الوطني والأمن العام للوقوف على ملابسات الهجوم، وتحديد هوية مرتكبيه وضبطهم.

فيديو قد يعجبك: