إعلان

لماذا قتل عامل صاحب مطبعة بعد 7 سنوات من فصله؟

01:15 م الجمعة 30 يونيو 2017

قتل عامل صاحب مطبعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - فتحي سليمان:

لم تعرف الأم سبب تأخر زوجها عن آخر سحور في شهر رمضان، ذلك اليوم المقدس الذي اعتادت فيه الأسرة على "لم الشمل"، أنه نفس السبب الذي سيُعيقه عن المجيء أبدا بعد ذلك، أرسلت الأم ابنهما إلى المطبعة التي يمتلكها الزوج ليتفقد أحوال أبيه ويطمئن عليه، إذ أنه لا مكان له يلجأ إليه سوى المطبعة والمقهى القريب من المنزل، وما إن وصل الابن حتى وجد أبيه داخل مخزن المطبعة غارقًا في دمائه وجثته ممزقة، والجيران حوله.

جثة

عثر أهالي شارع جنينة الشريف بمنطقة عين شمس، فجر السبت الماضي، على جثة صاحب مطبعة يدعى أنور السعيد 56 سنة، غارقًا في دمائه وبه 12 طعنة (3 في الصدر، و3 في البطن، و4 في الجانب الأيمن، و2 في اليد والكتف وذبح جانبي في الرقبة)، ملقاة داخل مخزن المطبعة.

إبلاغ الشرطة

أبلغ الأهالي رجال الشرطة رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة، الذي انتقل على رأس قوة أمنية من قسم شرطة عين شمس، وأمر قسم الأدلة الجنائية برفع البصمات والأثر ومعاينة مسرح الجريمة، وتم تشكيل فريق أمني لكشف غموض الواقعة.

مسرح الجريمة

لاحظ فريق الأمن المتواجد في مسرح الجريمة وجود بعثرة في محتويات المطبعة وفارغ زجاجتين مشروبات غازية، وبواقي 3 سجائر، وسكين مدمم وجيب بنطلون المجني عليه الخلفي مقطوع، ودرج مكتبه مكسورًا وعليه بعض آثار الدماء، ومحفظة المجني عليه ملقاة بجوار جثته، واختفاء هاتفه المحمول.

ملابسات

قاد المقدم مصطفى طه، رئيس مباحث قسم شرطة، عين شمس فريق المباحث، الذي شكله اللواء محمد منصور، مدير مباحث العاصمة، وأمر بفحص خلافات المجني عليه، وذويه، وعلاقاته الشخصية، والهواتف المحمولة، وسجل مكالماته من الشركة، وكذلك التتبع الفني لهاتفه المحمول المسروق، وحصر البلطجية ممن لهم سوابق بارتكاب السرقات بالإكراه، والمترددين وعملاء المطبعة، وفحص العمالة السابقة واللاحقة بها، وفحص خط سير المجني عليه يوم الواقعة.

شهادة طفل

بعد 24 ساعات من انتشار الشرطة في موقع الجريمة، وقيام رئيس المباحث باستجواب الجيران والشهود، تقدم طفل يدعى "اندرو" للشهادة، وقال لرجال الشرطة إنه رأى شابا أثناء لهوه أمام المطبعة، دخل وتقابل مع المجني عليه حوالي الساعة 10 مساءً في وقت سابق لاكتشاف الجريمة.

شاب غامض

أدلى الطفل بأوصاف الشاب، وهيئته، وملابسه، وقال إنه دخل إلى المطبعة والتقا المجني عليه بحرارة واحتضنه وأحضر له زجاجتين مشروبات غازية من سوبر ماركت مجاور لمسرح الجريمة، غير أنه أكد انصرافه إلى المنزل عقب ذلك، دون رؤية ماذا جرى ومن هذا الشخص ومتى خرج من المطبعة.

مواصلة التحريات

بمجرد أن سرق المتهم هاتف المجني عليه المحمول، ظل مغلقًا وانتزع من داخلة شريحة الخطوط حتى لا تتمكن الشرطة من تتبعه والتوصل إليه، وأثناء فحص موظفي وعمال المطبعة، تم التوصل إلى أحد العمال الذين تركوا العمل منذ 7 سنوات تنطبق عليه بعض مواصفات الطفل الذي شاهده قبل وقوع الجريمة، وتتبعت المباحث الشاب وتبيّن أن والدته محبوسة على ذمة قضية إيصالات أمانة ومن الغارمات، وأنه ترك شقته منذ 4 سنوات، ويجلس معظم الوقت على المقاهي والنواصي المحيطة بالمنطقة.

عَمِل المتهم منذ فترة قصيرة بأحد مقاهي بعين شمس، بحسب التحريات، وأكد صاحب المقهى صحة المعلومات، وأنه سرق هاتف أحد الزبائن وهرب، ودل مرشد أمني على مكان تواجد الشاب في مقهى آخر يعمل به في منطقة بشارع الخمسين التابعة لمنطقة السلام أول.

كمين

وجد رجال المباحث المتهم نائما داخل مخزن تابع للمقهى الذي يعمل به، وعثر بحوزته هاتف المجني عليه، وبعض الملابس وبها آثار دماء، ومبلغ مالي 1700 جنيه.

انتقام

اعترف المتهم محمد أ، 24 سنة، أمام فريق المباحث بارتكاب الجريمة، وأكد أنه ذهب لمقابلة المجني عليه، لاقتراض مبلغ مالي، مؤكداً أنه ترك العمل لديه منذ 7 سنوات بسبب خلافات بينهما، نتيجة طلبات صاحب المطبعة الغريبة والمتكررة لممارسة المثلية معه آنذاك، وكان يحمل نية للتخلص منه لأنه استغل حاجته للعمل، وأجبره على ارتكاب أفعال مشينة أثناء فترة عمله بالمطبعة.

اعترافات

قال المتهم "كنت شغال عنده من 7 سنين، كان عندي 17 سنة ساعتها، احتجت للشغل عشان أصرف على البيت، وكان عند أهلي ظروف قاسية جدا، ومديونين لناس كتير، وناس تاني رفعت على أمي قضايا وهددت بحبسها، وفي الوقت ده أنا كنت بشتغل في المطبعة".

يضيف المتهم "مكانش عندي مصدر رزق تاني غير المطبعة، وبالفعل تحملت طلبات صاحب المطبعة بممارسة علاقة مثلية معي، ولما رفضت وقعت خناقة بينا، وطردني من الشغل ومشيت".

"لما زهقت من طلباته، مشيت، ويوم الواقعة اتزنقت وجيت أستلف منه مبلغ 200 جنيه، لما شافني جاب لي حاجة ساقعة في المكتب، وبعد ما طلبت منه الفلوس على سبيل "العيدية" أخرج المبلغ، لكنه لم يعطه لي وظل يساومني مستغلاً حاجتي الشديدة، وطلب مني أدخل المخزن، ففهمت ما يقصد"، بحسب اعترافات المتهم.

تابع محمد أ "معرفتش أعمل إيه، وبمجرد ما دخلنا المخزن، بصيت لقيت سكين بيستخدمه المجني عليه لتجهيز الطعام داخل مكتبه، وبمجرد ما لف الناحية التانية فضلت أطعن فيه، ولما اتأكدت من وفاته، كسرت الدرج وأخدت الفلوس، وسرقت تليفونه المحمول".

تحقيقات

فتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة في القضية، وأمرت بالكشف الطبي على المتهم، وطلبت تقرير الطبي الشرعي ومطابقة كلام المجني عليه، مع التقارير الطبية للمجني عليه والمتهم، كما استعجلت تحريات المباحث حول الواقعة، وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات حول الجريمة وسلوك المجني عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان