إعلان

بالصور والفيديو - مصراوي في منزل المتهم بقتل "نيفين لطفي": "الهيروين كلمة السر"

07:52 م الإثنين 28 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد الصاوي:

في شارع شعبي بمنطقة روض الفرج يقطن "كريم صابر" -المتهم بقتل نيفين لطفي الرئيس التنفيذي لمصرف أبو ظبي الإسلامي.

منذ ما يقرب من 29 عامًا ويسكن "كريم" بصحبة أسرته الصغيرة التي تتكون من شقيقتين، ووالداته العجوزة داخل شقة متواضعة، حالة من الترقب والفضول يشوبها القلق سادت سكان الحي البسيط، عندما تواترت إلى مسامعهم خبر الحادث، وأن المتهم ابن منطقتهم، فمداهمات الشرطة للحي صارت مسلسلًا يوميًا متكررًا آخر حلقاته تمت بالقبض على "كريم".

"مصراوي" توجه إلى مقر سكن المتهم الذي غادرته الأسرة، وتحدث إلى جيرانه حيث قال "محمد خ." جار المتهم، إن كريم كان يتعاطى المخدرات وبشكل أخص "الهيروين"، إلا أنه كان في معظم الأوقات واعي لما يدور حوله ويستطيع التواصل مع الناس في الحي دون أي معوقات ولا يظهر عليه الانطباع الذهني المحفور في المخيلة عن المدمن، مشيرًا إلى أن المتهم كان حسن السيرة بين جيرانه وأصدقائه، ويعزي محمد ما قام به كريم من جرم إلى كمية المخدرات التي كان يتناولها.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على "كريم"، فرد أمن سابق بالكمبوند، الأربعاء الماضي، لاتهامه بقتل نيفين لطفي الرئيس التنفيذي بنك أبو ظبي الإسلامي.

أمام منزل المُتهم؛ وقفت "سماح" سيدة ثلاثينية، تنظر بحسرة إلى الطابق الذي تعيش فيه صديقتها "أم كريم" -وغادرته بسبب "الفضيحة" التي تسبب فيها كريم لشقيقاته البنات -تَذكر إن جارها القابع خلف القضبان، لم يتسبب في أذى أيًا من جيرانه قط، فلم ترَ منه طوال عمره الذي قارب على الـ 30 عامًا، سوى الطيبة والشهامة "مستحيل أصدق إن كريم يعمل كدا"، غير أنها تعتبر أن انفصال والده عن البيت منذ سنوات، نقطة فاصلة في حياته.

اتجه الشاب المُتهم إلى المخدرات بعد الشرخ الذي وجد مكانًا له في قَلب الأسرة البسيطة "ملقيش اللي يعرفه الصح من الغلط"؛ كان "كريم" ينكفأ على المواد المُخدرة مُتخلصًا من قسوة الحياة -وفق حديثها- حتى أنه اضطُر إلى دخول مصحة لعلاج الإدمان 3 مرات، إذ تعرض في إحدى المرات إلى الإصابة بـ"جلطة" نتيجة جرعة زائدة، ألزمته الفراش لنحو شهر.

لم يكن لـ "كريم" إرادة للشفاء من الإدمان -وفق جارته- عاد إلى المخدرات مرة أخرى بعد أن رافق أصدقاء السوء مرة ثانية.

وعثرت قوات أمنية بقسم شرطة أول أكتوبر على جثة المجني عليها، داخل فيلتها، بـ"كمبوند" فيو سيتي، صباح الثلاثاء الماضي، غارقة في دمائها، وقال "محسن م." 65 عامًا، لواء بالمعاش، زوج شقيقة الضحية، إنه اكتشف مقتلها، بعد صعوده إلى الجناح المنفصل الذي تقيم فيه بمفردها في الطابق العلوي، وأشار إلى أن باب الجناح كان مغلقًا، ولم تكن مفاتيحه موجودة، وعثر عليها جثة هامدة، فأبلغ رجال الشرطة.

"كان كريم بالنسبة لي بمثابة الأخ، وكان دائم الجلوس في منزلنا، لم يظهر منه سئ"، تتذكر سماح آخر مرة رأته فيها: "شوفته قبل الحادث بـ3 أيام، قعد معانا عادي وفجأة انفجر في البكاء بدون أي مبرر ولما سألته.. قالي إنه حزين على نفسه ووضعه ونفسه يتغير ويعوض أمه وأخواته البنات عن المرمطة اللي شافوها بسببه"، ثم غادر منزلي ولم أراه مرة ثانية حتى سمعت عن جريمة القتل المتهم فيها.

وبعد محاولات عدة لإقناعه بالحديث لمصراوي، تحدث "عبد الله" حارس العقار الذي يسكن به المتهم، والذي أكد على أن كريم يسكن بالطابق الثالث برفقة والدته وشقيقتاه، ويشير إلى أنه على مدار فترة عمله التي تتجاوز العامين ونصف لم يراه يعمل قط، حيث أن ما كان يفعله هو تناول المخدرات والتسكع بالشارع، إلا أنه لم يكن "بتاع مشاكل"، وكانت كل علاقته به تقتصر على التحية عند خروجه.

ويقول حارس العقار، إن أسرة كريم في غاية الاحترام، ويتابع: "ليلة الجريمة ففوجئنا برجالة المباحث مرشقين في كل حتة.. كأنها حرب".

"مكنتش أتوقع أن المخدرات تسوقه لكده.. اللي صعبان عليا أمه وإخواته البنات اللي اتبهدلوا واتلطموا بسببه"، هكذا علق "محمود" صاحب صالون حلاقة وأحد جيران المتهم، متابعًا "كيمو كان دائمًا في حاله ومبيعملش مشاكل مع الناس.. كان كبيره ينزل يقف على الناصية بالساعات ويطلع البيت"، مشيرًا إلى أنه تم اتهامه في قضيتين سرقة قبل ذلك وتم إلقاء القبض عليه وإخلاء سبيله، وأنه لم يكن يفعل هذه الجرائم داخل الحي، قائلًا: "مستحيل كنت أصدق أن كريم يعمل كده.. بس الكاميرات جايباه وهو بيهرب من الفيلا عشان كده لازم أصدق".

وقالت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها، الأربعاء الماضي، إن كريم سبق اتهامه فى 10 قضايا (سرقة - مخدرات - ضرب - سلاح أبيض)، محكوم عليه بالحبس 3 أشهر فى قضية سرقة وكان يعمل فرد أمن بالمجمع السكنى الذى تقطن به الضحية "منذ فترة وكان قد تم فصله لسوء سلوكه ولتعاطيه المواد المخدرة.

وأكد البيان أن التحريات أوضحت أن الجاني قام بحجز نفسه بإحدى مصحات علاج الإدمان على خلفية إدمانه للمواد المخدرة، في محاولة منه لإخفاء تواجده خشية ضبطه وتم إلقاء القبض عليه، وبمناقشته اعترف بارتكاب الواقعة وقيامه بالتسلل لمسكن الضحية عن طريق تسلق سور الفيلا وقام بكسر نافذة المطبخ واستل سكينًا ودخل غرفتها بدافع السرقة غير أن الضحية استشعرت به وقاومته فسدد لها عدة طعنات متفرقة أودت بحياتها ثم قام بسرقة ( جهاز آى باد – 600 دولار – 145 درهم إمارتي – وبعض متعلقاتها الشخصية )، وعند خروجه من مسكنها اضطلع بسرقة سيارتها للهرب إلا أنه تعرض لحادث سير حيث اصطدم بالجزيرة الوسطى للطريق مما دعاه لتركها وفر هاربًا وتم العثور عليها.

وقال كريم أمام النيابة أثناء تجديد حبسه، إنه لم يقصد أبدًا قتل المجني عليها، وأنه دخل فيلاتها بقصد السرقة فقط، ولم يكن في وعيه على الإطلاق، كما قام بإعادة تمثيل الجريمة.

فيديو قد يعجبك: