إعلان

هل تعد أفغانستان حقا وجهة للسائحين ؟

12:27 م الجمعة 05 أغسطس 2016

لا يربط كثير من النلس بين افغانستان ورياضة التزحلق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي):

لا يعد الهجوم الأخير الذي تعرض له سائحون على أيدي مسلحي حركة طالبان في أفغانستان، والذي خلف 6 جرحى على الأقل، الأول من نوعه الذي تشهده هذه البلاد التي تعاني منذ عقود من ويلات الحروب.

ولكن، وبينما وصلت أعداد الخسائر في صفوف المدنيين في أفغانستان رقما قياسيا في الآونة الأخيرة، ما زالت تلك التي تستهدف السائحين نادرة الحدوث.

قد يفاجأ البعض بأن أفغانستان تعد وجهة لأي سائحين على الاطلاق، ولكن عددا من شركات السياحة في الغرب تعلن عن رحلات إلى هذا البلد الذي شهد مقتل أكثر من 11 ألف مدني في العام الماضي فقط.

ولا تتسلم منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أي احصاءات من الحكومة الأفغانية تتعلق بعدد السائحين الذين تستقبلهم البلاد، ولذا فمن الصعب التكهن بعدد السائحين الذين يتوجهون اليها.

ولكن حكومة كابول تزود المنظمة بأرقام تتعلق بما ينفقه السائحون.

وتشير هذه الأرقام إلى انخفاض كبير في المبالغ التي ينفقها هؤلاء، من 168 مليون دولار في عام 2012 إلى 91 مليون دولار فقط في عام 2014.

يقول مقيم جمشدي، المدير العام لشركة سفريات Afghan Logistics and Tours ومقرها كابول، وهي شركة تنظم الرحلات للسائحين في المناطق الأكثر أمانا من البلاد، لبي بي سي إن نحو 300 سائح استخدموا خدمات شركته في عام 2001، ولكن هذا العدد انخفض الآن إلى نحو 100 في السنة فقط.

ويتناسب انخفاض عدد الزائرين عكسيا مع ارتفاع عدد قتلى العنف في أفغانستان.

21

تنصح وزارة الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين بتجنب السفر إلى معظم مناطق أفغانستان، وتقول إن ثمة "تهديد جدي من الإرهاب، وأن أساليب معينة لتنفيذ الهجمات يجري تطويرها وبلغت درجة عالية من التعقيد والتطور."

أما وزارة الخارجية الأمريكية، فتذهب إلى أبعد من ذلك إذ تحذر المواطنين الأمريكيين من وجود مخاطر "الاختطاف والعمليات العسكرية والألغام الأرضية والتسليب والصراعات المسلحة بين الجماعات السياسية والقبلية المختلفة والهجمات التي ينفذها مسلحون والنيران المباشرة وغير المباشرة والتفجيرات الانتحارية وغير ذلك."

ويقول الصحفي الأفغاني بلال سرواري الذي يقوم بدور في الترويج للسياحة في بلاده إن مناطق شاسعة من أفغانستان تعد الآن مناطق محرمة بالنسبة للزائرين.

ويقول "بينما تقول وزارتا الخارجية في بريطانيا والولايات المتحدة إن أفغانستان غير آمنة، ليس الأمر بهذه الخطورة. ان أفغانستان ليست آمنة مثل سريلانكا أو جزر المالديف، ولكنها ليست بخطورة ليبيا أو سوريا على سبيل المثال."

"فهناك العديد من المناطق التي يتمتع بها الزائرون بأمان تام، ولعل اكثرها امانا هو الوصول جوا الى العاصمة كابول ثم التوجه بطريق الجو ايضا إلى باميان أو هرات."

ويضيف "ما يجذب السائحين الى أفغانستان تضاريسها المتنوعة، من جبال وصحارى وبحيرات."

وينصح بلال سرواري الذين يفكرون بزيارة أفغانستان بقصد السياحة بأن يجرون بحثا مفصلا عن البلاد وان يتجنبوا السفر برا قدر الامكان والاستعاضة عن ذلك بالطيران.

وقال "معظم الذين اعرفهم الذين جاءوا الى هذه البلاد كسائحين كان لهم اصدقاء او اقارب يعملون في أفغانستان لدى منظمة من منظمات الاغاثة."

يذكر ان الهجوم الذي تعرض له اخيرا وفد من السائحين الذي كانت ترافقه وحدة من قوات الامن، وقع على الطريق الذي يربط غور بهرات غربي البلاد.

وفيما تعد هرات نفسها آمنة نسبيا، عبر سرواري عن دهشيته لقيام الوفد باستخدام هذا الطريق تحديدا.

من جانبها، تقول كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي ليس دوسيت، التي ما برحت تقصد أفغانستان بشكل مستمر منذ عام 1988، "هناك مناطق ليست متأثرة بحركة طالبان، يمكن للسائح ان يتمتع فيها بكرم وكياسة ولطف الشعب الأفغاني، وان يطلع على مناظر خلابة ويقيم في فنادق لا بأس بها."

43

وتقول دوسيت إن المخاطر تكمن ليس في البقاء في مكان واحد بل في التنقل بين اماكن آمنة، وتضيف "لا يسعك القول إن البلاد بأسرها غير آمنة، وهنا تظهر اهمية العلم بالظروف المحلية."

"فحتى لو كنت متوجها في سفرة الى ايطاليا، عليك توجيه نفس الأسئلة التي ينبغي ان توجهها في أفغانستان، ولكن عليك توجيهها بطريقة أكثر شمولا للتأكد من ان مصادر معلوماتك جيدة ووافية فعلا."

5

جاء الهجوم الأخير في وقت تسعى فيه هرات، تلك المدينة التي احتلها الاسكندر المقدوني في سنة 330 قبل الميلاد، إلى استثمار صورتها الآمنة من أجل اجتذاب المزيد من السائحين.

تقول ليس دوسيت "إن أفغانستان بلد منعزل عن بقية العالم فيما يتعلق بالتجارة والسياحة، ولذا، وبالنسبة لاولئك الأفغان الذين يتطلعون إلى مستقبل افضل تعد هذه الهجمات مثيرة للاكتئاب والقنوط الى حد بعيد. فكلما يخطون خطوة الى الامام عليهم ان يعودوا ادراجهم."

جمشدي الذي تعرفنا عليه آنفا يعد واحدا من المضطرين الى يخطون خطوة الى الخلف.

يقول جمشدي "إني حزين جدا، وغاضب جدا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان