إعلان

هجمات باريس: عامل المطعم الذي أنقذ امرأتين

10:06 ص الإثنين 16 نوفمبر 2015

صفير يقول إنه شاهد جثثا ملقاة في الشوارع خارج الم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)
حينما بدأ إطلاق النار ليلة الجمعة في مطعم كازا نوسترا في باريس، كان صفير يعمل خلف بار المطعم.

يروي صفير محنته في هذه الليلة الدامية وهو يقف بالقرب من المكان الذي كاد أن يلقى فيه حتفه.

ويقول: "كنت أقف عند الطاولة وسمعنا صوت انفجارات، كانت انفجارات بصوت عال فعلا. بدأ الجميع يصرخون وانهال الزجاج علينا. كان الأمر مروعا. تناثرت قطع الزجاج في المكان، وضربتنا في وجوهنا".

وأضاف: "شاهدت امرأتين على رصيف المقهى وقد أصيبتا، واحدة في الرسغ والأخرى في الكتف، وكانتا تنزفان بشدة فعلا".

وبالرغم من الخطر الواضح، يقول صفير إنه شعر بضرورة تقديم المساعدة للمرأتين.

انتظر صفير لبرهة من الوقت حتى تهدأ وتيرة إطلاق النار، ثم أسرع للخارج باتجاه المرأتين المصابتين.

ويقول: "أمسكت بهما ودفعتهما باتجاه الدور الأرضي أسفل المطعم، وجلست معهما وحاولت إيقاف النزيف. وبينما كنا في الأسفل، استطعنا أن نسمع إطلاق النار المستمر في الجزء العلوي. لقد كان الأمر مروعا".

وبالرغم من أن الأمر كان مخيفا، فإن المرأتين نجتا من المصير الأسوأ.

وقال عامل المطعم: "حينما خرجنا، شاهدنا جثثا في الشوارع، وعدد كبير جدا من المصابين".

يعيش جان بول لوغون، 54 عاما، بالقرب من المطعم ووصل إلى المكان بعد دقائق من فرار المهاجمين.

ويقول لوغون إنه كان في المطبخ حينما سمع صوت إطلاق النار.

ويضيف: "استمر إطلاق النار وقتا طويلا جدا، دقيقتين أو ثلاث دقائق من إطلاق النار المستمر. هل تتخيل ذلك؟ نزلت مسرعا من منزلي وشاهدت ثلاثة قتلى على الأرض".

وتابع: "لم أرغب في الاقتراب كثيرا (من جثث القتلى) حتى لا تظل هذه الصور عالقة في ذهني. كنت أعلم أنني لن أنام. لدي طفلة عمرها 11 عاما، وتخاف من الخروج من المنزل، فالأمر مروع. أشعر بغضب شديد جدا. غضب هائل. إنهم مدنيون، ولم يسعوا إلى ذلك".

وأردف: "أعتقد أنني محظوظ لأمر واحد، إذ أنه كان من المفترض أن ألتقي أشخاصا في الليلة الماضية (في هذا المكان)، لكن هذا الموعد ألغي".

تقع كازا نوسترا في الدائرة 11 الشرقية لباريس وهي منطقة تضم مزيجا من العديد من المسلمين ومن ذوي أصول عربية.

وأعرب لوغون عن صدمته لتعرض منطقته لهذا الهجوم المروع.

وقال: "لم يتوجه (المهاجمون) إلى (الدائرة) 16 أو 7 أو مناطق ثرية أخرى معروف أن فيها مهاجرون، لماذا هنا؟

وفي الدائرة 18 شمالي باريس، وهي أحد الأحياء الرئيسية التي يقطنها مسلمون في العاصمة الفرنسية، كان الغضب واضحا.

وقال جمال، البالغ من العمر 44 عاما، وهو يصف المهاجمين: "إننا لسنا مثلهم. ليس لنا علاقة بهم. نشعر بالاشمئزاز لما حدث".

وأعرب عن قلقه من التأثير الأوسع لمثل هذه الهجمات على الجالية المسلمة.

وقال: "الفرنسيون لن يقبلونا".

ودور الإسلام في فرنسا هو عنصر ثابت في الخطاب العام.

وحينما تبين أن مواطنين فرنسيين نفذوا الهجمات التي استهدفت مجلة شارلي إبدو الساخرة في وقت سابق من العام الحالي، أثيرت تساؤلات عن حياة الشباب المسلمين في هذا البلد.

لماذا يريد هؤلاء الأشخاص التسبب في أضرار كبيرة جدا باسم الجهاد؟ ما هو الخطأ الذي حدث في حياتهم؟ هل يوجد لدى فرنسا مشكلة محددة؟

لا توجد إجابات لدى صفير على هذه الأسئلة، وهو يعيش في الدائرة 11 وهو مسلم من أصل جزائري.

تعكس قصة صفير إلى حد ما قصة لاسانا باثيلي وهو شاب مهاجر من مالي تمكن من إخفاء متسوقين في حالة رعب من هجوم على متجر يهودي في يناير الماضي.

كلا الاثنين مسلمان، وكلاهما خاطر بحياته من أجل آخرين، بينما هناك أشخاص ينتمون إلى نفس ديانتهما ارتكبوا مذبحة هائلة.

وقد يوضح هذا التباين الطبيعة المعقدة لعلاقات المسلمين في فرنسا.

سألته عن رأيه في الأشخاص الذين يقتلون باسم الإسلام، فرد صفير قائلا: "هذا ليس له علاقة بالدين. المسلمون الحقيقيون لا يقتلون. هؤلاء مجرمون".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان