إعلان

عن واقعة رفع العلم السعودي.. البروتوكول والمراسم لا ترحم

طارق عبد العزيز

عن واقعة رفع العلم السعودي.. البروتوكول والمراسم لا ترحم

10:07 م الأحد 07 أغسطس 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: طارق عبد العزيز:

تطور موضوع رفع اللاعب المصري لعلم المملكة العربية السعودية، أثناء دخول طابور البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.. اتهامات والتماس العذر للاعب..

الموضوع ببساطة يندرج تحت جهل ورعونة وزارة الشباب والرياضة في التعامل مع المناسبات والأحداث العالمية بما يليق بها..

عدم اهتمام وزير الشباب و الرياضة، أو أحد من اللجنة الأولمبية المصرية بتلقين قواعد البروتوكول والمراسم لأعضاء البعثة أدى إلى هذا اللبس..

التفسير أن اللاعب المصري –كما جاء في أغلب الروايات- وجد علم المملكة العربية السعودية ملقى على الأرض، ولأنه يحتوي على لفظ الجلالة فقد التقطه اللاعب المسلم الغيور من على الأرض حتى يصون لفظ الجلالة..

من الممكن تقبل هذا التصرف من أي شخص عادي، لأنه واجب أن ألتقط هذا العلم الذي يحتوي على لفظ الجلالة احترامًا وإجلالًا، كما أنه واجب على كل وطني أنه لو رأى علم أي دولة يقوم بحمله من على الأرض إلا دولة مع عداوة أو حرب أو كره شعبي.. وهنا سيفسر بمحمل شخصي.

لكن كان يجب على اللاعب المصري بعد رفعه لعلم المملكة العربية السعودية من على الأرض أن يطويه و يحتفظ به في جيبه.. لماذا؟

أولاً: لأن طابور البعثة المصرية التي تسير خلف علم جمهورية مصر العربية والمساحة التي تضمها البعثة على الأرض هي أرض مصرية طالما أنت وراء العلم المصري... فلا يجوز هنا رفع علم دولة أخرى.

ثانيًا: تمثيل البعثة الرياضية المصرية تعد كأنها بعثة دبلوماسية لما تلعبه الرياضة من تلاقي وتواصل بين الشعوب.. فلا يجوز لبعثة دبلوماسية أن ترفع علم دولة أخرى.

ثالثًا: تحمل بعض النفوس الضعيفة مآرب سوداوية تجاه التقارب الأخوي بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، خاصة بعد ما طرح حول جزيرتي صنافير وتيران.

رابعًا: من المفترض أن كل من يلعب باسم مصر يفهم أنه لا يملك من نفسه شيئًا.. إنما هو كاملًا ملكًا لمصر.. فيجب أن يحافظ عليها و على عدم الزج بها في أيه مهاترات.

العلاقة بين الدولتين كبيرة، فما فعله خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد بن عبد العزيز مع مصر كثير و ما كان من امتداد من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا تقديرًا لمكانة مصر وقامتها وعندما صعد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لطائرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز على رأس وفد وتقبله لرأسه إلا تقديراً و عرفاً, فلن يستطيع أحد النيل من هذه العلاقة الوطيدة.

فالعيب ليس عيب اللاعب المصري لكنه عيب المسؤولين.. الذى يكابرون ويدعوا فهمهم لكل شيء.. فسقطوا في فخ البروتوكول و المراسم الذي لا يرحم.. مصر و السعودية أكبر من أية تفسيرات غير مسئولة ولا تحتمل العلاقة مزايدات.. فمصر و السعودية كيان واحد.. لذلك أتمنى أن يعي جميع المسئولين قيمة مصر وما نحن مقبلون عليه من نجاحات بإذن الله تعالى.

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن موقف موقع مصراوي

*طارق عبد العزيز، أمين رئاسة الجمهورية سابقا.

إعلان