إعلان

هاني رمسيس يكتب لمصراوي.. مظاهرة أمام البيت الأبيض

هاني رمسيس يكتب لمصراوي.. مظاهرة أمام البيت الأبيض

09:59 م الثلاثاء 26 يوليه 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني رمسيس:

قل.. المصريين المغتربين بالخارج.. لا تقل "أقباط المهجر"

أظن أن مدخل أي قضية أو عقد أو موضوع هو تأصيل المفاهيم والتعريفات، وأنا هنا أتعرض في إيجاز لنقاط أرى أنها ضرورية حتى نتفهم ونتعامل مع دعوات التظاهر أمام البيت الأبيض من أجل الاحتجاج على أحداث المنيا المتعاقبة... ومن هنا نبدأ

ما المقصود بتعبير أقباط المهجر؟

ارتبط هذا التعبير منذ خروجه للنور بأشخاص ومجموعات تم اطلاق هذا المصطلح عليهم منذ فترة السبعينات مع احتدام أحداث كانت تحدث للمسيحين في مصر، ثم امتد في أيام الثمانينات على كل حادث. والتعليق عليه من قبل الأقباط الذين يعيشون خارج مصر.

واطلاق مصطلح "أقباط المهجر" على المصريين المغتربين قصد به تصنيفهم عن أقباط الداخل أي المسيحين في مصر.. وأظن قصد به جعلهم في مواجهة مجتمعية مع المواطنين المصريين بأن هؤلاء لا يشغلهم حال وقضايا الوطن كله وإنما يشغلهم حال الأقباط فقط.

والمصرين فى الخارج كثيرون وأعدادهم كبيرة وموزعون في عدد من الدول الأوربية وأمريكا وكندا.. وعددهم مرشح دائما للزيادة، ومنهم مهاجرين منذ سنوات طويلة ولديهم أولادهم وأحفادهم الذين ربما لم ير بعضهم مصر وعلاقتهم بالوطن الأم قصص الأجداد وتاريخ كل أسرة وظروف سفرها.. وكذلك ما يربط تلك الأجيال من الميديا المنفتحة المتعددة والتي تجعلهم يرون الوطن بعين الأحداث والأخبار المتداولة.

الإعلام و أقباط المهجر:

أظن أن الإعلام تناول هذا المصطلح بطابع أمني حكومي وصنفهم كمعارضة يجب تحجيمها وكمصادر إزعاج يجب إيقافها خصوصا أنها تتمتع بسقف مفتوح من الحرية يجعلها تنتقد أي رئيس أو مسؤول دون أي تحفظات

وتم ترويج تعبير أقباط المهجر لمن يعملون ضد مصر وضد مصالحها وترسخ في ذهنية المواطن فكرة تأثرت بتكرارها، وتم استغلال سيئ للتعبير أساء لجموع أقباط المهجر أشد إساءة

دور أقباط المهجر في الاقتصاد القومي:

دور لا يمكن تجاهله فهم قادرون على تحويل الآلاف من العملة الصعبة وتكوين جبهات للمساندة في قضايا هامة كثيرة جدا، دولية سياسية ودولية اقتصادية، وصوتهم مسموع بصورة شعبية ومؤسسية بشكل أسرع، ومثل غيرهم يتابعون ويتفاعلون مع أحداث تجري في الداخل لإخوتهم كمواطنين وكأسر لهم لها جذور في داخل مصر.

موقف هذا الجيل من أقباط المهجر وموقفه من حكم الإخوان وموقفهم من الرئيس عبدالفتاح السيسي ومساندتهم له في سفره لهناك ووقوفهم لأي شخص يسيء لمصر وقتها موقف تاريخي لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ويجب أن نتوقف أمامه كثيرا لأننا يجب أن نتأكد أن أثر لمساندتهم وتجمعهم في الشوارع أمام مقرات تواجد الرئيس والأمن، إلقاء الكلمات أعطى صورة مختلفة عما كان يفعله ونظمه الإخوان، طبعا هم ليسوا مسؤولين عن الجانب المؤسسي الذي ربنا لم يستفذ من البعد الشعبي في الموضوع، ولكن كان موقفهم سند كبير للدولة المصرية ومقوي لها.

المظاهرات التي دعوا إليها أمام البيت الأبيض للتنديد بالعنف والأحداث التي رفضها الجميع في محافظة المنيا، أمر مقبول من خلال منطق الحقوق والحريات التي يعيشون فيها ووسائل التعبير المتاحة، ولن نكون أوصياء عليهم فهم يفعلون هذا من منطلق قرارهم الشخصي.

وكنت أفضل أن تكون أمام السفارة المصرية كجهة الاختصاص والمعنية بالموضوع ولكن لست وصيا على أحد، وكما يسعى كثيرون لإصدار إذن بوقفة هنا فما بالك بمن يعيشون في ظروف الخارج تسمح بهذا بشكل أسهل وأوضح.

أخيرا:

أنا مع كل جهد يساعد في إنهاء حالة الاحتقان التي تعيشها أسر في صعيد مصر، كلها قهر وبعيدة تماما عن أي مواطنة أو إنسانية وخارج نطاق أي سيطرة وأي قانون، وأنا أرى أن تعبير المصريين المغتربين بالخارج وهو التعبير الأكثر دقة ويخرج عن أي تصنيف ديني، مواطنون مصريون يجب أن نحافظ على علاقتهم بوطنهم فهم خير سند وخير معين.

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مصراوي.

إعلان