إعلان

مأساة امرأة في دولة حسام حسن

الكاتب الصحفي هاني سمير

مأساة امرأة في دولة حسام حسن

09:33 م الجمعة 15 يوليه 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني سمير:

جلست تشاهد المباراة تتحمس كلما سجل فريقها المحبب لقلبها هدفًا، تزداد بهجتها كلما علت أصوات الجالسين على المقهى أسفل المنزل فرحا بالهدف أو باللعبة الحلوة.

لم تكتمل فرحتها عقب انتهاء المباراة بالتعادل كانت تتمنى فوز فريقها -هكذا تسميه- لكن فجأة تشاهد زوجها يجري على أرض الملعب ويطارده مدرب الفريق، إنه مدرب الفريق الذي تشجعه، ظل يركض خلف زوجها حتى طرحه أرضًا وظل يركله هو ومساعدوه وأمسك بالكاميرا خاصته ثم حطمها.

لم تفق من مأساة المشهد حتى أجهشت بالبكاء حتى سقطت مغشيا عليها خوفا على شريك حياتها، استيقظت من حالة الإغماء لتهرول نحو أبنائها تضمهم لتشعر بالأمان، لا تدري كيف سيعاملهم أصدقائهم هل سيعيرونهم بأن مدرب الفريق سحل أبيهم على الهواء مباشرة، ربما، كيف سيتعامل معها جيرانها، الأمر شل تفكيرها.

هذا مجرد سرد تخيلي لحالة زوجة أمين الشرطة الذي تعدى عليه حسام حسن، اعتقادا منه أنه مواطن عادي، الجميع يتحدث ويستثير مشاعرنا للتعاطف مع حسام حسن لأنه أسعدنا رغم جرمه هو ومساعديه، متحججا بالأهداف التي أسعدتنا.

"لا تهدموا تاريخ مصر" بهذه العبارة اختزل ابراهيم حسن، أزمة شقيقه الذي ركض خلف أمين شرطة عقب مباراة المحلة بدور الـ 8 بكأس مصر وتعدى عليه وحطم الكاميرا خاصته على الهواء مباشرة.

عفوا كابتن ابراهيم ، تاريخ مصر أكبر من أن تختزله في أهداف شقيقك التي تقاضى راتبه مقابلها، أهداف شقيقك لا تعطيه حق التعدي على "مواطن عادي" ولم تعطه ولن تعطي أي شخص آخر الحق في التعامل مع المواطنين بدونية قميئة - أي حقيرة.

إن كان الأمر بالأهداف فاللاعب ميسي مثلا له حق استعباد ربع سكان الكرة الأرضية، وأبو تريكة له حق تحطيم أنف أي مصري "مواطن عادي".

كل أنصار الأخوين حسن هللوا بتنازل أمين الشرطة رضا عبد المجيد، الذي تعدى عليه حسام حسن، ألم يتخيل أحد مأساة زوجة ترى زوجها يُسحل أمام العالم كله.

أتذكر أحد مقاطع الفيديو حين التف عدد من الضباط حول متهم وظلوا يضحكون وعلت ضحكاتهم حتى ظل يضحك بينهم وعلت ضحكاته، بعدها مباشرة انهال عليه أحد الضباط بالصفع المبرح، هذا المشهد ذكرني بالكابتن حسام الذي أسعدنا بأهدافه الفذة ثم انهال على مواطن بالركل ويطلب الصفح.

لا عجب إنها دولة العرف دولة حسام حسن.

للتواصل مع الكاتب:

Mcnhsamir@gmail.com

Hani Samir

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مصراوي

إعلان