إعلان

"أجازة ما تمت".. هكذا أفسدت قناديل البحر فرحة المصيّفين

11:03 م الأربعاء 28 يونيو 2017

هكذا أفسدت قناديل البحر فرحة المصيّفين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

منذ عدة أيام استغلت أسماء نعيم فرصة إجازة عيد الفطر، لتذهب مع أصدقائها إلى شواطئ مارينا بغرض الاستجمام، إلا أن قناديل البحر لم تمهل المحامية الكثير، أجبرتها اللسعات المتتالية على مغادرة المياه، مع إصابات شديدة في القدمين، لم تُشفَ منها حتى الآن.

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، روايات عن انتشار قناديل البحر في عدة شواطئ، منها الإسكندرية والساحل الشمالي والإسماعيلية، فيما قطع آخرون إجازة العيد أو ابتعدوا عن البحر بعد أن لمسوا الظاهرة بأنفسهم.

ككل عام قررت أسرة نورا يوسف قضاء العيد على شاطئ العجمي بالإسكندرية "قلنا نقعد أسبوعين ونرجع القاهرة". لم تلاحظ الشابة ذات الـ18 عامًا أي حركة غريبة في المياه عقب وصولها، لكن مع اليوم الثاني لعيد الفطر زاد عدد القناديل "بس قلت برضو دة المعدل بتاع كل سنة"، قبل أن يتغير الحال بالأمس.

"شفت ولد جارنا وشه متبهدل خالص وإيده..بنسأله قالنا إن البحر مليان قناديل"، لم تصدق الفتاة الرواية حتى زارت الشاطئ "أعداد قناديل كتيرة مرمية على الشط.. ومحدش قادر يحط رجله في المياه".

وكانت وزارة البيئة أصدرت صباح اليوم، الأربعاء، بيانا جاء فيه أن نوع القناديل المتسبب في هذه الظاهرة هو "Rhoplema nomadic"، وهو من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط منذ عقود، وأضاف البيان أنه جاري دراسة هذه الظاهرة غير المسبوقة، إذ تم تسجيل انتشار هذا النوع خلال العام الحالي بموسم الشتاء في لبنان وإسرائيل وقبرص، وازداد امتداد قناديل البحر جغرافيا على الساحل المصري بعد أن كان انتشاره قاصرا على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط، لكنه امتد مؤخرا إلى الساحل الشمالي الغربي.

عقب ما عايشته "يوسف"، قررت اعتزال شواطئ العجمي، والاكتفاء بالتجوال داخل الإسكندرية، فيما لا تنسى نعيم محاولات الرجال على شاطئ مارينا 2 "كانوا بياخدوا كراسي البحر ويقفوا بيها جوة الماية ويصطادوا القناديل قد ما يقدروا"، لذا لم تتعجب من صور الإنترنت للقناديل التي تملأ بعض الشواطئ.

من جانبه يرى اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية أن الأمر لا يتعدى زوبعة في فنجان "وجود القناديل في الوقت دة من السنة طبيعي"، قائلا لـ"مصراوي" إن الصور التي يروجها موقع فيسبوك بعضها قديم ويحمل مبالغة "انا نزلت ولفيت بنفسي والموضوع مش بالبشاعة دي".

وأضاف حجازي أن نقاط الإسعافات الأولية في شواطئ الإسكندرية مزودة بالخل الذي يُهدئ اللسعة، وذلك العلاج هو ما أوردته وزارة البيئة في بيانها، مؤكدة أن الليمون أيضا فعّال في تخفيف الأثر، ومحذرة من غسل اللسعة بالماء العذب أو الثلج، على أن يلجأ صاحبها لطبيب إذا ازدادت الآلام.

منذ 18 عاما يؤجر أحمد سعد البدّال في أحد شواطئ الإسماعيلية، لذا لم تفاجئه ظاهرة القناديل، إذ اتفق مع اللواء حجازي في تكرار الظاهرة سنوياً، موضحًا أن أعدادها تظل في ازدياد لمدة لا تتجاوز العشرة أيام ثم تقل تدريجياً ويعود الوضع لطبيعته، فيما يعزف الكثيرون عن لمس المياه "لكن اللي بييجوا الشواطئ عددهم مش بيقل أوي"، مؤكدًا أن عمله لا يتأثر بما يحدث.

لم تستسلم نعيم -نزيلة شاطئ مارينا- للخوف من القناديل "قلت لازم أغطس جوة شوية بنفسي وأشوف"، وبمجرد أن غطى الماء وجهها، حتى شعرت بوخز شديد في رقبتها وباقي جسدها "والإصابة الكبيرة كانت في رجلي"، فبعد أن عادت من مارينا أمس "لقيت رقعة الاحمرار في رجلي اتسعت وبقت بحجم كف اليد ووارمة جدا". ظنت المحامية أن قطرات من الخل يمكنها شفاء اللسعة، إلا أنها ستضطر لزيارة الطبيب، حسب قولها.

وأكد بيان وزارة البيئة أن عدد القناديل يزداد صيفًا، وذلك لأسباب عديدة أهمها وجود الطعام المناسب لها، تجمعها للتكاثر، زيادة نسبة الملوثات في المياه، والانخفاض الملحوظ للمفترس الأول لها وهي السلحفاة البحرية بعد اصطيادها بشكل كبير.

أول أمس كان مصطفى محمد يسبح مع أشقائه في شاطئ قريب من منطقة الكسفريت بالإسماعيلية "كنا حاسين إن فيه لسعات بس مش جامدة.. كأن الماية فيها كهربا بسيطة". لم يُلق محمد بالا لما شعر به، وبينما يعم الهدوء الشاطئ "سمعت أخويا بيصرخ بشكل فظيع"، ظن الشاب أن أخيه الأصغر يغرق "رحت لقيت إيديه ووشه كلهم لونهم أحمر"، أدرك أنه نال لسعة شديدة "حطينا له مرهم وخل عشان الدنيا تهدى"، ثم قرر استئجار بدّال-مركب صغير- لمشاهدة تلك القناديل عن قُرب.

يعرف محمد البحر جيدًا، يخرج في رحلات صيد عديدة خلال العام الواحد "بس بالرغم من كدة عمري ما شفت قناديل بالحجم ولا الكمية دي". حاول الشاب التقاط أحدها بيده ولكنه لم يستطع، وما أن اطمأن على إصابة أخيه حتى عادوا جميعا إلى القاهرة "كدة كدة مش عارفين ننزل البحر".

فيديو قد يعجبك: