إعلان

نزار قباني.. من الشِعر وإليه يعود

10:59 م الثلاثاء 21 مارس 2017

نزار قباني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نسمة فرج:

"من أنا؟": "سأوفر عليكم الوقت، وعذاب طرح الأسئلة، وأقول لكم إنني شاعر قرر بينه وبين نفسه في الأربعينيات أن يشعل اللغة من أول نقطة حبر حتى آخر نقطة حبر، ويشعل الوطن الممتد من البحر إلى البحر ومن القهر إلى القهر، خريطة الأشياء لم تكن تعجبني ولخبطتها، أردت أن أكتب شعرًا يحمل توقيعي وحدي".

كلمات خطها الشاعر السوري، نزار قباني عن نفسه. وتحل ذكرى ميلاده الـ 94، اليوم الثلاثاء، المتزامن مع الاحتفال بعيد الأم، والتي كتب في حبها 5 رسائل وهي الرسائل الأشهر في تاريخ الشاعر السوري.

في العاصمة السورية، بمنزل يملؤه الزروع الشامية، من ريحان وياسمين، وُلد شاعر المرأة وهو ما خلّف في نفسه حب الرسم، وكذلك عشق الموسيقى، وخاصة العزف على العود، ثم وجد الشعر طريقه إلى روح نزار؛ فبات يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح، وتتلمذ على يد الشاعر خليل مردم بك.

يقول نزار عن دمشق "أنا الدِّمشقي لو شرَّحتمُ جسدي..لسال منه عناقيدٌ وتفّاحُ".

الكلمة عدو السُلطة

"أنا أعتقد أن الشعر هو عملية انقلابية يقوم بها ويخطِّط لها وينفِّذها إنسان غاضب.. ولا قيمة لقصيدة في نظري لم تُحدث شرخًا، أو قشعريرةً في جسد الإنسانية وفي جسد العالم، الشعر أربطه أنا شخصيا بالثورة وبالطفولة وبالجنون، وكل محاولة لتقليم أظافر الشعر وتحضيره وتحويله إلى حيوان أليف محاولةٌ رجعيَّة عقيمة وسخيفة، ونحن في هذه المرحلة المأساوية من حياتنا، يبدو أن الكتابة بالأظافر أصبحَتْ قدرنا الوحيد".

في حواره مع الإعلامي مروان صواف قال إن الحرية حق مشروع، والكُتاب والشعراء في الوطن العربي لا يتنفسون الحرية وإنما يتنفسون ثاني أكسيد الكربون ومع ذلك لم يفقدوا إيمانهم بضرورة الحرية.

وأضاف أنه يُعتبر من أكثر الشعراء الذين مُنعت قصائدهم في الوطن العربي، ورغم ذلك هو من أكثر الشعراء الذين تٌقرأ قصائدهم رغم الجدران وأكياس الرمال حولها.

وتحدث قباني خلال لقائه عن زوار الفجر قائلًا:" زوار الفجر موجودين في كل العصور، والكلمة هي العدو الأبدي للسلطة، فالحاكم لا يحب غير صوته والشاعر هو رجل سلطة أيضًا كلماته، وهذا يدخل من باب نزاع السلطات".

الشعر

قال عنه أنسي الحاج:"في فضاء الشعر العربي نزار قباني وهج برق وانطلق بدل أن يختفي، التمع وانتشر وجلس يشع لأنه صار جسر بين عالمين."

وقال أدونيس : لقد أخرج نزار قباني العرب من الانكماش في دواخلهم وقذف بهم إلي الخارج، إلي الشوارع، إلي الساحات، إلى المحيط المشترك الذي تصطرع فيه أمواج أحلامهم وآماله، وإلى الصحراء التي تدحرج فوق رمالها حياتهم وأيامهم.

يقول قباني في حواره مع مروان صواف إن هناك من يروون أن الخبز أهم من الوردة ووظيفة الشاعر أن يقدم الخبز والوردة للإنسان الفقير، فالشعر هو من يرفع الإنسان وينميه ويُحضره.

وتابع قائلًا:" في الوطن العربي نولد وفينا الشعر، فاللبس يحمى الجسد والشعر يحمي العقل، فأنا صديق الإنسان الفقير حاربت معه ولأجله"

وما بين دمشق وبيروت والقاهرة وجنيف وباريس ولندن، أثرى نزار قباني الوجدان العربي بقصائد ما زالت تعيش داخل كل مواطن عربي بين الغزل والرومانسية والحب والمقاومة والرثاء والوجع، حتى رحل عن عالمنا عام 1998 لُيدفن في مسقط رأسه دمشق حسب وصيته.

فيديو قد يعجبك: