إعلان

"مصر متاحة".. رحلة صعود "متحدي الإعاقة" جبل موسى

11:24 ص الأحد 19 مارس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

تسلّق نحو 20 شخص من متحدي الإعاقة جبل موسى، يوم الجمعة الماضي، يقودهم مازن حمزة، المعروف بـ"المغامر"، في مبادرة شعارها "مصر متاحة"، لتنشيط السياحة لذوي الإعاقة.

شارك حمزة في رحلة سابقًا مع متحدي الإعاقة، في ديسمبر الماضي، للغوص في الأماكن السياحية المعروفة، ومنها انطلق المُغامر الذي تسلّق عدد من الجبال سابقًا، في تفعيل مبادرة "مصر متاحة"، لتنشيط السياحة، وللترويج للمجال بشكل عام، يقول حمزة لمصراوي "اخترنا أصعب حاجة نعملها الأول"، لذا كان اختيار تسلّق جبل موسى مع 20 شخص.

وللبدء في تنفيذ المُبادرة، حاول حمزة، المصاب بإعاقة حركية، التواصل لمُختلف الشخصيات التي تُدعم هدف الحملة، "كنت بدوّر على أشخاص ملهمة، شاعر ومثقف وحقوقي وبطلة رياضية، كلهم من ذوي الإعاقة"، وأشار المغامر أنه تقدّم لهيئة تنشيط السياحة بطلب، تمت الموافقة على المبادرة، تحت رعاية اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، وبمشاركة مبادرة "ايدي بتتكلم" للصم والبكم، وجمعية لقصار القامة.

كان من المفترض عمل أولى رحلات المبادرة في ديسمبر الماضي، إلا أنه لسوء الأحوال الجوية تغيّر الموعد، وانطلقت الرحلة في 16 مارس الجاري، كما يذكر حمزة، ونظمّها فريق "ديناميك".

سبع ساعات كانت مُدة صعود "رحمة خالد"، المصابة بمتلازمة داون، لجبل موسى، وصلت حتى قمته، ضمن قليلين استمروا لنهاية الجبل، "حسيت إني عملت تحدي كبير"، تقول بطلة السباحة والبارالمبية المصرية.

تلك كانت المرة الأولى لرحمة التي تتسلق فيها جبل، ورغم رفضها في بادئ الأمر خوض التجربة، إلا أن إصرار مازن ومحاولاته نجحت في إقناعها، وتحمسّت للاشتراك في مبادرة لتنشيط السياحة.

تحكي رحمة تفاصيل الصعود للجبل، تقول إنهم انقسموا لمجموعات، وقام البعض منهم بإلقاء الشعر "وغنينا لمنير"، تسلّقت رحمة الجبل وقبل الوصول للقمة "ركبت جمل"، حتى انتهى بها لأعلى الجبل "لما شفت المنظر من فوق اداني طاقة إيجابية، واقتنعت إن مفيش حاجة اسمها استسلام".

لم يكن تسلق جبل موسى هو التجربة الأولى لحمزة، حيث تسلق قبل ذلك، جبال الألب بسويسرا، وجبل سانت كاترين وجبال توبقال في المغرب، لكنها المرة الأولى التي يُشاركه فيها متحدي الإعاقة، شعر حمزة بسعادة بالغة مع كل شخص استطاع الوصول لقمة الجبل، كما أشاد بالتنظيم الجيد حيث رافقهم تليفونات لاسلكي، وإسعافات أولية.

استعد حمزة قبل انطلاق المبادرة بثلاثة أشهر بالتمرينات الرياضية "دا لازم عشان أقدر اطلع الجبل"، ورافقه مساعده وأدواته التي من بينها حذاء وجهاز للقدم خاص به.

للتجربة هذه المرة بالنسبة لحمزة خصوصية، استفاد كثيرًا من مشاركة مُتحدي الإعاقة، "عندهم عزيمة جبارة"، يقول إنها المرة الأولى التي تقام فيها مبادرة كتلك، وبالنسبة للمغامر فإن خوض تلك الرحلة "كأني فزت بكاس أفريقيا".

ويتمنى حمزة أن تُحقق المبادرة أهدافها، وتلتفت الدولة لمُتحدي الإعاقة، وتقوم بعمل تسهيلات بالأماكن السياحية لهم، منها أتوبيسات نقل خاصة بهم.

اشترك أيضًا أسامة طايع، رئيس جمعية حقي لذوي الإعاقة، اصطحب أخته وعصاه للرحلة، استعد جيدًا هذه المرة، تفادى الصعوبات التي قابلته في تجربته الأولى "طلعت جبل موسى في 2012، بس وقتها مكنتش مستعد"، حيث كان الكفيف الوحيد ضمن مجموعة من مُدربي التنمية البشرية "وكان جوايا إحساس إني بعمل حاجة محدش عملها قبل كدا".

رغم تجربته السابقة إلا أنه أحبّ التواجد لهدف المبادرة الجميل، ولشعوره بأنها تجربة يستحق خوضها مرات عديدة، وبرغم طول الطريق وصعوبة الوصول، إلا أنه حفّز نفسه ومن حوله كثيرًا في كل مرة ينال منه التعب.

أحسّ طايع بالسعادة كواحد من المشتركين، فيما كان الحديث والدعابة هو تسلية الوقت بينهم، "واحنا نازلين في الليل، كانوا بيقولوا مش شايفين، كنت بهزر أقولهم الحال من بعضه".

فيديو قد يعجبك: