إعلان

بالصور: بعد حكم "تيران وصنافير".. حكاية "انتصار" تحول إلى مظاهرة

02:37 م الإثنين 16 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

معايشة- دعاء الفولي وشروق غنيم:
كانت الأعداد تتزايد صباح اليوم أمام مجلس الدولة؛ متضامنون يترقبون صدور حكم المحكمة الإدارية العليا الخاص بجزيرتي "تيران وصنافير". ابتسامات على استحياء علت الأوجه، همسات بكلمة "الأمل" لم تبرح الألسن في انتظار الجلسة، قبل أن ينقلب الحال خلال دقائق قليلة.

وسط الواقفين أمسكت سيدة هاتفها، تُتابع وقائع الجلسة بواسطة صديقة لها داخل القاعة، التف حولها جمع من الناس يُتابعون، قبل دقائق من الحادية عشر صباحًا رفعت هاتفها فجأة قائلة "مصرية... مصرية"، لحظات مرت ثم استوعب من حولها الحكم، هتف شاب: "عيش حرية.. الجزر دي مصرية"، فتبعه الباقون.

بعد دقائق من منطوق الحكم، وفي اللحظة التي خرج فيها خالد علي، عضو هيئة الدفاع بقضية تيران وصنافير، من مجلس الدولة، ضجّ هتاف "مصرية مصرية" بالشارع، رفعه من حوله على الأعناق، وحينما خرجت كلماته "مبروك يا شعب"، وصل أدرينالين الجمع إلى أقصى درجة، ودوى الهتاف بأصواتٍ أعلى.

التحم كل المتواجدين مع المشهد، العربات المارة تُطلق صافراتها كعلامة للاحتفال، بعض السائقين يرسمون علامات النصر، وفيما يمُر أتوبيس حكومي، وّلى المتظاهرون هتافاتهم للرُكاب، فيما اشرأبت أعناقهم خارج النوافذ، تتابع في دهشة وسعادة.

ذلك الانتشاء بالانتصار لم يدم طويلًا. صار الأمر أشبه بتظاهره صغيرة، يحفّها الأمن والقوات الخاصة، أُغلق شارع "شارل ديجول" بالمحُتجين الذين لم تبتعد هتافاتهم عن الجزيرتين، حتى صرخ أحدهم "ارحل.. ارحل"؛ فخيم الأجواء هرج ومرج. حالة من الشد والجذب حدثت بين المتظاهرين وقوت الأمن، قبل أن يتم فض النزاع وتدخل المجموعات للشارع.

"صحابنا كلهم محبوسين بسبب الجزيرتين.. يارب لما يعرفوا الخبر يفرحوا".. جلست فتاتان على الرصيف تستريحان من انفعال ما بعد الحكم، إحداهما لم تُخبر والدتها بالنزول للجلسة، تقول لمصراوي "كأننا أيام الثورة الأولى، بس ياريت الحكم يتنفذ".

وسط الهاتفين بمصرية الجزيرتين، كان محمود السقا، الصحفي الذي قُبض عليه في مايو الماضي بتهمة التحريض على التظاهر في "جمعة الأرض هي العرض".

"ربنا رجعلنا حقنا النهاردة بعد كل التعب اللي مرينا بيه" يقولها السقا فيما يترقب قوات الأمن التي تُحكِم تواجدها بالشارع.كان يتوق السقا لحضور جلسة اليوم مثلما فعل منذ إخلاء سبيله، لكنه مُنع مثل باقي الحاضرين، لكن حُكم اليوم بدد ذلك الضيق "النهاردة الجزر بالدم مصرية، بالجغرافيا التاريخ وبحكم القضاء مصرية".

مازالت الهتافات مستمرة، فيما يتجه الناس لشارع الدقي. ما أن كانت المظاهرة تمر بمدرسة أو مستشفى، حتى يخرج العاملون ليلتقطوا صورًا لما يجري، ويلوّح آخرون من شرفات المنازل للمحتجين، رافعين أيديهم بعلامة النصر، بين هؤلاء اتكأت السيدة بدرية على شاب بجانبها، لحقت بالسائرين عقب انتهاء الجلسة "كان نفسي أدخل بس هتفت وسجدت لله قدام المجلس لما الحكم اتقال".

في عام 2015 تم القبض على صلاح، الابن الأكبر لبدرية، واتهامه بالانتماء لجماعة محظورة، حسب قولها. منذ ذلك الحين انخرطت الأم في السياسة "غصب عني"، لم تُفوت أي جلسة خاصة بالجزيرتين إلا وتابعتها، غير أن تلك المرة كانت مختلفة "جيت من المنوفية عشان أحضر".. قالت العجوز قبل أن تُطلق زغرودة، فيما هتاف الجمع لا يتوقف حولها.

تحرك المحتفلون بالشوارع حتى وصلوا إلى نفس النُقطة التي شهدت أول تظاهرة من أجل تيران وصنافير في حي الدقي، في 25 إبريل الماضي، والتي قٌبض على عدد من الشباب منها، الشعارات تعلو مجددًا "شمال يمين خرجوا المحبوسين.مش هنبيع مش هنبيع مهما هتفتح في الزنازين".

وسط الشباب رفع السفير معصوم مرزوق-عضو هيئة الدفاع عن الجزيرتين- صوته مُرددا عبارات النصر، اكتست ملامحه بالسعادة جراء الحكم الذي اعتبره "نهائي وتاريخي"، يقول إنه كان ضابطًا في الصاعقة المصرية في انتصار أكتوبر 1973، لكن رغم ذلك فاليوم بالنسبة له "عبور تاني".

فيديو قد يعجبك: