إعلان

بسبب أزمة السكر.. "طابور" في الحي الراقي

03:24 م الإثنين 05 ديسمبر 2016

زحام امام منافذ بيع السكر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

شارع مزدحم، أصوات البشر تتعالى في تهافت، سيارات يسأل سائقوها عن سبب الزحام. على أحد الأرصفة طابور طويل، يضم رجال ونساء وأطفال، أحاديث متباينة تدور بينهم، تحتل الأحوال المعيشية الصعبة المساحة الأكبر من كلمات الواقفين. في الصف الطويل يدور صراع حول أسبقية الالتحاق بمقدمته، أمام أحد المجمعات الاستهلاكية بحي المهندسين بالقاهرة، لأجل الحصول على كيس سكر واحد بسعر ينخفض عنه في المحلات المحيطة.

على بعد أمتار من بوابات المجمع الاستهلاكي، تفترش الحاجة فاطمة أحد الأرصفة لبيع الخضراوات، تنهمك في أحاديث طويلة مع زبائنها عن أرتفاع أسعار سلعتها الطازجة، يأتيها خبر طرح أكياس من السكر دون الحاجة لبطاقة تموينية، تطلب من زميلة تفترش على مقربة منها أن تحفظ بضاعتها لدقائق، قبل أن تتحرك صاحبة الـ80 عامًا سريعًا للحاق بأي كيس منه.

1

بعد أن وصلت السيدة الثمانينية لبوابات المتجر التمويني، اتخذت دورها في الصف الطويل، حتى تحصلت على كيسين من السكر المطروح بسعر 15 جنيهًا. تضطر ابنة منطقة أرض اللواء تحمل مشقة الوقوف طويلًا مرة وحيدة ما بين الأسبوع والعشرة أيام رغم متاعب السن، لعدم كفاية أكياس السكر التي تتحصل عليها بموجب البطاقة التموينية "كيس واحد في الشهر لكل واحد مبيكفيش، وساعات بيوصل سعر الكيس برة لـ15 جنيه"، لذلك لا تملك الأم لـ6 أبناء رفاهية التخلي عن أي بديل يذلل من الأعباء الملقاه على عاتقها.

2

نفس الأزمة تعترض "أم يوسف" نتيجة ارتفاع أسعار السكر في المحال التي توفره "كيس التموين ده، لو الواحد كل يوم لحس منه لحسة ميقضيش"، لذلك تضطر الأم لـ3 أبناء الاعتماد هي الأخرى على السكر مُرتفع الثمن "ساعات بيبقى بـ15 جنيه وساعات بـ13، وساعات سعره بينزل في مترو ماركت عن كده شوية"، لذلك حاولت الاصطفاف مع الجمع للحصول على نصيبها منه دون فائدة نتيجة الزحام الشديد.

3

في مقابل المُجمع تقف أم يوسف مرتكزة على مسند يعلوه ميزان صغير، تتابع الجمع المصطف من داخل محلها لبيع الخضراوات في أسى "كل أسبوع بشوف المنظر ده، لكن ساعات في أسابيع مبيبعوش فيها". غير أن مشهد واحد زاد من آلام ابنة قرية برك الخيام بمحافظة الجيزة، وهو لرجل مُسن حاول الاصطفاف بين الجمع للحصول على أكياس السكر، بينما زحام البعض على أسبقية الوقوف دفعه إلى الأرض منبطحًا "والله لو كان معايا كيسين سكر كنت اديتهومله". قبل أن يلتقط ولدها طرف الحديث "قلة السكر جابت للناس ضغط".

4

في الطابور المتراص، تبادل رجل أربعيني الحديث مع المصطفين، ضحكات شغلت المساحة الأكبر من مناقشاتهم، قبل أن يحكي عن والده الذي يمكث بسلطنة عمان منذ سنوات، غير أن حنين الوالد لبلده الأم مصر، دفعه الاطمئنان على أحوالها من خلال ابنه المقيم بعاصمتها "أبويا بيقولي يا ابني أحلى حاجة في مصر أن مش بيمر عليها أسبوع من غير أزمة".

5

بعد أن انفض الجمع أمام بوابات مجمع السلع، سأل أحد الزبائن عن إمكانية توفير كيس واحد من السكر دون أي بطاقة تموينية، فجاء رد البائع جازمًا "السكر خلص مفيش غير بتاع التموين"، قبل أن يوضح له أن الكمية المصرح ببيعها بشكل حر يتحصل عليها المجمع مرة وحيدة في كل شهر، ولايمكن بيع أي كيس واحد من السكر التمويني "عشان منتحبسش"، مطالبًا "الزبون" الحضور منتصف الشهر الجاري في أمل أن تتوفر كمية أخرى منه. فيما تتمنى الحاجة فاطمة أن تنخفض أسعاره "عشان إحنا غلابة مش مستحملين".

فيديو قد يعجبك: