إعلان

مصراوي يعايش واقع شرم الشيخ أمام أحلام مؤتمر الشباب

07:23 م الأربعاء 26 أكتوبر 2016

خليج نعمة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- كريم رمزي:

ضجيج شديد، محلات خاوية وأخرى مهجورة ومُغلقة، مطاعم كثيرة بجودة قليلة، هنا في خليج نعمة أشهر الأماكن السياحية في شرم الشيخ هذا المنتجع الذي يحتضن فاعليات مؤتمر الشباب الأول، بين الأمل واليأس في تغيير واقع يراه البعض إنه مؤقت وأخر يراه أبدي.

في أحد الشوارع القريبة لمركز المؤتمرات، ومع تأمين كبير لضيوف المؤتمر، يقف سائق ميكروباص منتظرًا اكتمال عدد الركاب، سيارته على بُعد 100 متر بعد الإشارة له ملتزما بالأماكن القانونية الصحيحة وهو ما أثار دهشة القادمين من القاهرة المعتادين على "هرجلة" العاصمة، حصل الشاب الثلاثيني على أجرة أقل بـ 25 قرشا عن ما دفعناه في اليوم السابق، وحسب قوله أن الأجرة تختلف قبل وبعد (المطب) كعلامة لمحطة جديدة.

"شرم ماتت!" أول ما نطق به السائق عند سؤاله عن الحال الاقتصادي في شرم، مضيفا "مبقاش في سياح، بقينا بنكسب من المصريين بس ومن المؤتمرات اللي بتحصل هنا، وأحيانا الخليجة والعرب، كلنا هنا بنخسر في غياب السياح، وكله بيسمع على كله".

يُضيف: "حتى اللي بيلم القمامة بيخسر في غياب السياحة، مش بيلاقي حاجة يلمها في الفنادق، واحنا السواقين زمان كنا بنشوف الناس مش لاقية عربيات تركبها من كتر الزحمة، دلوقتي بنتخانق على الزبون".

وأكمل السائق-الذي رفض الكشف عن اسمه لأنه يعمل صباحا في جهة سيادية في المهنة ذاتها: "في ناس كتير مشيت هنا ورجعت بلدها، قليلين اللي فضلوا يشتغلوا في البلد هنا، ولازم يكون عنده شغلة تانية ضامن به دخل شهري".

انتهى المشوار، وصلنا للسوق القديم، مكان يشبه في ازدحامه بالسياح، منطقة الموسكي يوم جمعة، محلات كثيرة وكافيهات على الصخور وفرق شعبية تؤدي فقراتها بسعادة أمام عدد قليل من المصريين وأقل من الأجانب ووسط هؤلاء التقيت مجدي بيومي، عضو مجلس النواب.

بيومي المستثمر الشهير في شرم الشيخ منذ عام 1990، كان أكثر تفاؤلا لعودة السياح قريبا لشرم الشيخ "الوضع سيعود كما كان إن شاء الله بعد ثلاثة أشهر، هناك رحلات كبيرة ستحضر لشرم في يناير.. لا تقلقوا".

ويرى العضو البرلماني، أن غياب السياح عن شرم لأسباب سياسية دولية، لا تخص مصر فقط، وأن الوضع الأمني وأحداث انفجار طائرة شرم الشيخ ليس له علاقة بغياب السياح، تلك الأوضاع التي ستتغير بحسب وجهة نظره في يناير.

في أحد الفنادق، كان موظف الاستقبال يتعامل مع الضيوف بود شديد، لكنه كان يحمل داخله هما لا ينتهي، قال الشاب متحسرًا "مفيش سياح"، مُضيفًا أن أخر فوج وصل إلى الفُندق من أوكرانيا يحمل عددا ليس بالكبير "كل الفنادق تعاني، وفي موظفين كتير مشيوا من الفنادق، والمصريين بس هما اللي بي ينعشوا الحالة السياحية في شرم على فترات".

ويتابع: "احنا كنا بنشتغل في فترة الثورة أكتر من الوقت الحالي، الوضع متأزم، بس عندنا أمل الوضع يتحسن".

حديث موظف الاستقبال لم يختلف كثيرًا عن سائق سيارة ملاكي ينقل ضيوف مؤتمر الشباب، منحنا الرجل عدد من المعلومات أولها أن أبناء الخليج بدأوا في التوافد على شرم الشيخ بعدد كبير، فضلًا عن أصحاب الجنسيات الأوكرانية.

ويستطرد قائلًا: "الروس كمان بدأوا يرجعوا، بعد الغياب بسبب حادثة الطيارة، لكننا بنسترزق أفضل من السياح العرب خاصة الأردني والسعودي، وبنسبة أقل الكويتي".

وأشار السائق أن عدد كبير من الفنادق بشرم أغلقت أبوابها، ولم يتبق سوى من حافظ على سمعته وجودة خدماته في ظل الأزمة السياحية، منوهًا إلى ثقافة شرم الشيخ تميل أكثر لثقافة الأجانب أكثر من المصريين، لذلك فالأجانب يستمتعوا هنا أكثر.

ومن جانب تحليل الوضع في شرم الشيخ، يرى الكاتب الصحفي الدكتور عبدالمنعم سعيد، أن ما يحدث في شرم سببه حادث الطائرة، وأن تأمين المطارات في مصر أقل كثيرا عن ما يحدث في مطارات عديدة".

وأضاف: "بالتأكيد ان الوضع السياسي أيضا أثر بشكل أقل على السياحة في مصر، فنحن لم نستطع إقناع العالم بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا، أضف إلى ذلك أن الناس تسافر للسياحة في تركيا وفرنسا رغم أنهما أيضًا تعرضا لعمليات إرهابية، لكن العالم يرى أن ما حدث لهما استثنائيا، وما يحدث لنا عاديا ومستمرا".

ولم يبدِ سعيد قلقا شديدا من استمرار الوضع السياحي المتأزم في شرم الشيخ قائلًا: "مرت مصر في الماضي بأحداث مماثلة فبعد كل عملية إرهابية كان يحدث عزفا من السياح عن الحضور إلى مصر، صحيح أن الأمر طال في هذه الفترة، ولكني متفائل لعودة الأوضاع كما كانت عليها".

رغم ما جرى لشرم الشيخ غير أنها لاتزال باقية في قلوب من وطأت قدماه المكان يوما ما، "تروزيت" سائحة أوكرانية ثلاثينية العمر، حضر مع بنتيها وزوجها قبل أيام، لأنها تشعر أن جزء منها ينتمي إلى هنا "نحن هنا في شرم الشيخ للمرة الثانية، جئنا هنا للمرة الأولى في 2012".

وأضافت" "أولادي يستمتعون في شرم الشيخ، والأسعار هنا مناسبة، ولا نشعر بأي خوف، نحن نرى أن الوضع الأمني مناسب هنا".
وأكدت تروزيت أنه لا يوجد ما يدعو للخوف، وأنها تسمتع بالأمان، مشددة على أن الحوادث تحدث في كل مكان".

واختتمت "سنعود لشرم مجددًا، نعيش هنا أوقات سعيدة".

فيديو قد يعجبك: