إعلان

قراءة في اختيارات "ترامب" لإدارته: اليمين المتطرف يسيطر.. وإسرائيل أول المستفيدين

03:00 م الجمعة 20 يناير 2017

دونالد ترامب

كتب- محمد عمارة:
كشفت قائمة ترشيحات أعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة، عن اتجاه الرئيس المنتخب "دونالد" ترامب" لتنفيذ شعار حملته الانتخابية "جفف المستنقع" لتقليص نفوذ "مجموعة المصالح السياسية" المتحكمة في واشنطن، ما يفتح التساؤلات حول ما قد يحمله "تغيير المجموعة الحاكمة" من تغيرات سياسية.
وستحل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب محل إدارة الرئيس باراك أوباما، بعد تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على من يتم تسميتهم، ويتطلب تعيين أي عضو في الإدارة الأمريكية توصية وتوافق من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي بعد تسمية الرئيس الأمريكي له، وقبل توليه مهام منصبه. أما فيما يخص نائب الرئيس فيعد استثناء، إذ يتم انتخابه داخل مجلس الشيوخ أيضا حسبما ينص الدستور الأمريكي. وتُطبَق هذه القواعد على أعضاء المجلس الوزاري الأمريكي.
وهناك بعض المناصب الأخرى، التي تُمنَح مهام وزارية ضمن المكتب التنفيذي للرئيس، ليكون شاغلوها أشبه بمسؤولين بدرجة وزراء، مثل رئيس موظفي البيت الأبيض، مستشار الأمن القومي، والمتحدث الصحفي عن البيت الأبيض. ولا يتطلب تعيين أسماء لشغل هذه المناصب تصديق من مجلس الشيوخ، إذ لا ينص الدستور الأمريكي عليها.
وحول الاهتمام الإعلامي والتكهنات حول أسماء المرشحين، يقول محمد جمعة، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: التكهنات الإعلامية بخصوص المرشحين زادت جدا مع إدارة ترامب مقارنة بإدارات أمريكية سابقة، وهذا يعود إلى 3 أسباب رئيسية، منها أنه مرتبط بحملة انتخابية ضمت عددا قليلا من الشخصيات، وبالتالي، ليس هناك أسماء ضمن الدائرة المقربة من ترامب تكفي لشغر مناصب الإدارة الأمريكية. وتحد من حجم وتنوع التكهنات الإعلامية والبحثية في هذا الشأن.
ويضيف "جمعة": "السبب الثاني أن ترامب بعكس معظم الرؤساء السابقين، ليس لديه الكادر التقليدي من المؤيدين والأنصار من داخل المؤسسات الرسمية الأمريكية، المؤهلين لشغل مناصب في إدارته. إذ أنه يعتبر مرشحا خارجيا، حتى من خارج دائرة الكوادر الأشهر داخل الحزب الجمهوري. واستطاع الفوز بلقب مرشح الحزب الجمهوري، عبر حملة تمويل ودعاية ذاتية إلى حد كبير.
وحول دلالات ترشيحات "ترامب"، يقول الدكتور عبد المنعم المشاط، الخبير بالشأن الأمريكي وأستاذ العلاقات الدولية: "ترامب" يتعمد اختيار أعضاء فريق إدارته من اليمين الأيديولوجي المتطرف؛ وأغلبهم لديهم خلفيات عسكرية، فالمرشح لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، كان جنرالا سابقا في الجيش، ومرشح المخابرات أيضا عمل في الجيش.
واعتبر "المشاط" أن إسرائيل ستكون أبرز الرابحين من هذه الاختيارات، وقال لـ"مصراوي": اليمين المتطرف يؤمن بعودة المسيح على أرض إسرائيل، ومن ثم ينبغي على الولايات المتحدة ان تجعل إسرائيل جنة كي تستقبل المسيح، وهذا ما يسمى بالمسيحية الصهيونية.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن اختيارات ترامب تعكس الاتجاه الدولي نحو تولي اليمين المتطرف الحكم في الدول، والذي بدأ في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ثم النمسا، وحتى ما يمكن أن تعكسه الانتخابات الفرنسية المقبلة من فوز مرشح اليمين.
وقال: "العالم يتجه إلى النظم اليمينية، واليمين عزز سيطرته في الإدارة الأمريكية الجديدة، وجرى العرف في أمريكا أن يكون الرئيس من حزب وتكون أغلبية الكونجرس من حزب آخر، لكن الانتخابات الأخيرة، خالفت العادة فأغلبية الكونجرس من الجمهوريين بالإضافة إلى ترامب نفسه الذي ينتمي للحزب الجمهوري.
وتوقع "المشاط" أن يؤدي سيطرة الجمهوريين على الرئاسة والكونجرس لتسهيل مهمة ترامب في اتخاذ الإجراءات، التي تستلزم موافقة مجلس الشيوخ مثل قرار الحرب أو تعيين رؤساء الهيئات الكبرى.
وأضاف: "تشكيلة إدارة ترامب تقرأ من خلالها أن الولايات المتحدة لن تدخل في صراع دولي خلال الفترة المقبلة ولن ترسل قوات عسكرية في الخارج وتميل إلى سياسة التوافق مع روسيا خصوصا في الشرق الأوسط، والتركيز على البناء الاقتصادي لأمريكا".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج