إعلان

القاهرتان "الخديوية" و"التاريخية".. التمويل يُعطّل استكمال الوجه الحضاري للعاصمة

01:48 م الجمعة 09 سبتمبر 2016

استكمال الوجه الحضاري للعاصمة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ندى الخولي:

بدأت محافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارات الأثار والثقافة والأوقاف، في أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير وتأهيل القاهرة الخديوية، من أجل إعادة الوجه الحضاري للعاصمة والحفاظ على التراث في وسط القاهرة.

إلا أن مشاكل التمويل، تمثل عائقًا في إنجاز مراحل المشروع في الوقت الكافي وبالكفاءة التامة، بحسب ما أوضحته مدير عام إدارة حماية التراث بمحافظة القاهرة، ريهام عرام، في حديثها مع "مصراوي".

قالت عرام "لدينا في القاهرة حوالي 500 عقار مميز وذي طابع خاص، مهمتنا ترميمهم والحفاظ عليهم، وقد انتهينا بالفعل من ترميم وتطوير 80 عقارًا في المرحلة الأولى مع تأهيل واجهاتهم الخارجية، على أن يتم استكمال باقي العقارات في المراحل المتتالية".

تكلفت أعمال الترميم والتطوير في المرحلة الأولى من مشروع القاهرة الخديوية التي انتهت عام 2015، حوالي 70 مليون جنيه، بمساهمة من أموال المحافظة والوزارات وشركة مصر للأصول العقارية لأن معظم عقارات وسط القاهرة ملك لشركة مصر للتأمين، فضلًا عن مساهمة اتحاد البنوك.

ويرجع ارتفاع تكلفة أعمال الترميم إلى أن "بعض الزخارف يُعاد صبها وتشكيلها وطلائها من جديد، فضلا عن أن اللوحات الفنية الموجودة على مداخل بعض العمارات، تستلزم الاستعانة بأساتذة عمارة وفن لإعادة تذهيبها وإعادتها لأصلها، كما أن أعمال التطوير قد تستلزم في بعض الأحيان تطوير شبكة المرافق والخدمات في العقار المُعاد ترميمه"، بحسب عرام.

بدأ مشروع القاهرة الخديوية بقرار حازم من رئاسة الوزراء، ومحافظة القاهرة، وهو إخلاء وسط القاهرة من الباعة الجائلين تماما، ومنع انتظار السيارات من كل الطرق، وتوجيهها للجراجات المحيطة بوسط القاهرة، وهو القرار الذي أثنت عليه عرام، قائلة "كان أهم قرار قبل بدء المشروع، لأنه كان هناك صعوبة أو استحالة لبدء أعمال الترميمات والتطوير وإعادة التأهيل، وسط العشوائية والزحام والتكدس المروري، كما أنه أعاد هيبة الدولة وأبرز جمال الأعمال التي تم الانتهاء منها، ما كانت لتظهر بهذا الجمال، وسط العشوائية والزحام".

تشمل المرحلة الثانية من مشروع تطوير القاهرة الخديوية شارع عبد الخالق ثروت، وميدان عابدين، تقول عرام "انتهينا من أعمال تطوير ميدان عابدين، قبل ساعات قليلة من زيارة رئيس الصين لمصر، وقد أشاد بالنظام والساحات الواسعة وأنظمة الإضاءة".

قد يستغرق العمل في المرحلة الثانية من مشروع تطوير القاهرة الخديوية، من سبعة إلى تسعة أشهر، إلا أن القائمين على المشروع لا يتشبثون بجدول زمني محدد، لأن أعمال الترميم يصاحبها في الغالب العديد من المفاجآت التي تستلزم المزيد من الوقت والإنفاق.

أمّا عن مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وهو مشروع أعم وأشمل من القاهرة الخديوية، قالت عرام إن التنسيق مع وزارات الأثار والثقافة والأوقاف أعلى في مشروع القاهرة الخديوية، ويهدف للحفاظ على الأحياء والمناطق التراثية الشعبية بالكامل.

كان مركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو قد أطلق مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية مع الحكومة المصرية في إطار برنامج شامل يدعو لتطبيق الدعم الفني للحكومة المصرية لإدارة فكرة تطوير هذه المناطق.

وصدر قرار من رئيس الوزراء السابق، إبراهيم محلب، رقم 627 لسنة 2014 والمعدل بالقرار رقم 1420 لسنة 2014 بتشكيل مجموعة عمل وزارية برئاسة رئيس الوزراء وعضوية كل من كل الوزارات المعنية بالحفاظ على مناطق القاهرة التاريخية تتكون من وزراء الآثار، والأوقاف والثقافة والإسكان والمرافق والسياحة والبيئة والتنمية المحلية والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والتعاون الدولي والتطوير الحضري والعشوائيات، فضلا عن محافظ القاهرة، وممثل عن وزارة الداخلية لمرور القاهرة.

تمتد القاهرة التاريخية لمساحة 32 كيلومترًا، يدخل في ضمنها مناطق القلعة ومصر القديمة والفسطاط وجبل المقطم، والجمالية والدرب الأحمر وجزء من بولاق أبو العلا.

وتقدر تكلفته الإجمالية للمشروع من 35 إلى 40 مليون جنيه، إلا أن التمويل يمثل عائقا كبيرا أيضا في إنجاز كافة مراحل المشروع، بحسب عرام التي أكدت أن محافظة القاهرة، أخذت على عاتقها تجديد وتطوير 15 عقارًا متاخمًا لآثار وعمارات تراثية بشارع سوق السلاح، تكلفت وحدها 10 مليون جنيه، تم دفعهم من ميزانية المحافظة.

وتشرح عرام "أثناء تطوير وترميم الأثار والعقارات الأثرية، لا يمكن إهمال العقارات المتاخمة لها، من أجل المحافظة على الجو العام للحي أو المنطقة، وحماية الآثار والعقارات التراثية من الضرر الذي يلحق بالعقارات المتاخمة لها".

تشمل المرحلة الثانية من القاهرة التاريخية، شارع باب الوزير وحي الخليفة ومسار آل البيت وشارع الأشراف ودرب اللبانة وشارع سوق السلاح.

وتقول عرام "وجدنا أثناء عملنا فراغات كبيرة بين العقارات، يستغلها السكان في رمي القمامة. فقمنا برفعها وتطهيرها، وتم تحويلها لمراكز شباب أو حدائق صغيرة أو ملاعب كرة قدم، وشكلنا لها مجالس إدارات من السكان ومسؤولين من الحي للحفاظ عليها.

وأعلنت عرام أن إدارة حماية التراث بالمحافظة، سجلت خلال العام الماضي، 150 عقارًا مميزًا ذو طابع معماري خاص، في أحياء الخطابة والسيدة والخليفة ووسط القاهرة بخلاف ستة آلاف عقار مسجلين في جهاز التنسيق الحضاري على مستوى محافظات الجمهورية.

وطالبت مدير إدارة حماية التراث، بتخصيص صندوق بالمحافظة لحماية التراث العمار، تخصص فيه مبالغ مالية لترميم العقارات التراثية والآثار التي تم إعادة تأهيلها، مؤكدة "بدون صيانة دوية، يضيع جهدنا هباء".

فيديو قد يعجبك: