إعلان

من يسيطر على السماء في سوريا؟

11:36 ص الأحد 25 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

انتقلت الخلافات بين الأطراف المتناحرة في سوريا إلى مجالها الجوي، وتفاقمت الأزمة بين واشنطن وموسكو الأسبوع الماضي، بعد إسقاط قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة طائرة سورية من طراز سوخوي- 22 الروسية، لتكون هذه المرة الأولى التي تقوم بها قوات التحالف بفعل مماثل منذ بدء الصراع السوري قبل سبع سنوات.

وقال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الثلاثاء الماضي، تعليقا على سؤال حول إسقاط الولايات المتحدة طائرة حربية سورية: "إن الوضع المتعلق بخطوات التحالف في سوريا يثير قلقا كبيرا للغاية للكرملين".

وأوضح التحالف أن السبب إسقاط الطائرة هو اقترابها من مواقع قوات التحالف، وتهديدها لإحدى مناطق ومعسكرات تدريب القوات الكردية التي يدعمها، ورغم التحذيرات واصلت الطائرة السورية تحكرها باتجاه تلك المواقع، فتم اسقاطها. 

وعقب تحذيرات روسيا بأنها قد ترد على إسقاط المقاتلة السورية، قال المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" للتحالف الدولي إن الطيران الأمريكي قد يجري مجموعة من التغييرات على مناطق عمله في السماء السورية، كنوع من الإجراءات الاحترازية بعد الحوادث الأخيرة التي وقعت.

"ازدحام جوي"

ونوه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الازدحام الموجود في الأرض والسماء في سوريا.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي إن الازدحام في سوريا امتد في الأرض والسماء، مشيرا إلى كثرة الأطراف المشاركة في العمليات القتالية.

وأوضح لافروف أن الأطراف المشاركة في العمليات القتالية هي القوات المسلحة السورية والقوات الموالية لها، وحزب الله الشيعي اللبناني، والمليشيات الإيرانية، بالإضافة للمعارضة السورية مسلحة، وقوات تركية، وهناك قوات جوية روسية وقوات التحالف بقيادة أمريكا".

أمريكا

وتتواجد القوات الأمريكية الجوية في شمالي البلاد، وتتركز في مناطق النفوذ الكردي، وبحسب تقارير صحفية فإن هناك سبع قواعد أمريكية هناك، منها قاعدة واقعة غرب مدينة "عين عيسى"، يوجد بها مكان لهبوط طائرات الهليكوبتر.

وتوجد قاعدة أخرى في منطقة تل بيدر شمال محافظة الحسكة والقامشي، ويوجد بها مدرج لهبوط المروحيات العسكرية.

وتمتلك أمريكا قاعدة قرب منطقة التنف جنوبي سوريا، وهي منطقة حدودية مع العراق والأردن، على بعد 80 ميلًا جنوب تدمر.

وقال المحلل السياسي ميسرة بكور، لمصراوي، إن الولايات المتحدة لديها تقنية وقدرات جوية أكبر من الروسية، ولكنها لا تستخدمها بالكامل في سوريا.

روسيا

وكان مسؤول أمريكي في البنتاجون قد قال منذ عامين، إن المقاتلات الروسية تقلع من 4 قواعد، إلا أن أبرزها قاعدة "حميميم" وهي القاعدة الرئيسية الروسية هناك، والتي تقع في مطار باسل الأسد بالقرب من اللاذقية، وتقلع منها جميع الطائرات الروسية الحربية التي تدعم العمليات العسكرية البرية التي تقوم بها قوات الأسد.

وتتواجد القواعد الثلاثة الأخرى في حماة وطياس والشعيرات، وتستخدم الطائرات المروحية القتالية.

"السيطرة الأكبر"

ويقول بكور إن ما يظهر على الساحة الآن في الناحية العسكرية من معدات خاصة الجوية منها، يؤكد أن روسيا لديها السيطرة الأكبر من حيث التجهيزات وانتشار صواريخ سام "إس 200"، و"إس 400" التي يبلغ نصف قطرها 1500 كيلو متر.

وأضاف إن روسيا تستطيع بما لها من معدات وتجهيزات على الأرض في سوريا أن تغطي المساحة من الساحل السوري إلى العراق وحتى جنوب لبنان.

وأشار بكور إلى استخدام روسيا والولايات المتحدة طائرات تجسس عملاقة وأقمار صناعية لمساعدتها في الحرب الالكترونية والتشويش الإلكتروني.

وكانت موسكو قد أرسلت أحدث طراز من طائرة التجسس الروسية "أ- 50"، والتي وصلت قاعدة حميميم في أبريل 2017، والتي توصف بالرادار الطائر اكتشاف الأهداف الجوية المطلوب تدميرها.

وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، فإن الطائرة تستطيع اكتشاف الأهداف الجوية، وتوجيه المقاتلات ومضادات الطيران الأرضية إليها، كما تستطيع اكتشاف ما يبعد عنها 800 كيلو متر، وتستطيع تتبع 300 هدف في آن واحد.

يُشار إلى أن روسيا خصصت طائرات روسية من طراز "تو- 214 إر" للاستخبار والاستطلاع.

"استعراض قوى"

يقول عادل الحلواني، مدير وممثل مكتب الائتلاف السوري لمصراوي، إن السيطرة على السماء في سوريا تنقسم بين الروس والأمريكان، ففي الجزء الشمالي تتواجد طائرات التحالف كما توجد طائرات روسية أيضا، أما الجنوب فهو بالكامل تحت السيطرة الروسية، ولكن إيران تتواجد بشكل بري فقط.

وأشار الحلواني إلى إطلاق إيران لصواريخ الباليستية على مقرات المسلحين في دير الزور شرق سوريا عقب تنفيذ عمليتين إرهابيتين اخيرتين في طهران، قائلا : "يستعرضون قوة ذراعهم على حسابنا وحساب شعبنا".

وهذا ما أكده بكور، والذي أشار إلى أن طهران تتواجد في الأرض بصورة أكبر بالاعتماد على المليشيات وقطّاع الطرق والقوات الطائفية التي تنشرها في مدن وقرى سوريا، إذ يوجد حوالي 13 فصيل إيراني هناك، أي ما يعادل 50 ألف مقاتل.

وقال بكور والحلواني أنه لا وجود يُذكر للطيران السوري، وقال بكور إن نظام الأسد لا يوجد سوى بالإعلام والأعلام.

وتابع قوله : "صحيح تجول بشار في منطقة المزة، إلا أن وجوده شيء ظاهري فقط، ولكن من يخطط ويدير المفاوضات هي روسيا وبعدها إيران".

فيديو قد يعجبك: