إعلان

هل تحرير الموصل نهاية داعش في العراق؟

05:48 م السبت 24 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد مكاوي:

أيام قليلة وتعلن القيادة العراقية تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، لتصبح بذلك كامل بلاد الرافدين تحت سيطرة القوات العراقية بعد أكثر من ثلاث سنوات من عاشها الكثير من العراقيين تحت إرهاب التنظيم المتطرف، غير أن هناك مخاوف لدى العراقيين من وجود "جذور" للتنظيم المتطرف وعودة للعمليات الإرهابية مرة أخرى.

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن إعلان "تحرير" مدينة الموصل من تنظيم داعش سيكون خلال أيا،. بحسب ما نقلت عنه قناة السومرية العراقية.

جاء ذلك التصريح بعد فرار داعش من محيط جامع النوري، بعد أن قال الجيش العرقي إن التنظيم فجر الجامع التاريخي ومئذنته الحدباء، الأمر الذي نفاه التنظيم واتهم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بقف الجامع.

وجامع النوري شهد أول خطبة علنية لزعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي عام 2014.

عودة التفجيرات

ويرى المحلل الاستراتيجي، العميد أمين حطيط، أن القوات الأمنية المشتركة العراقية نجحت بشكل كبير في طرد تنظيم داعش خارج الأراضي العراقية.

ويقول حطيط في اتصال هاتفي مع مصراوي، أن طرد تنظيم داعش من العراق لا يعني انتهاءه بشكل كامل، مشيرا إلى العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم في أوروبا.

واستهدف التنظيم المتطرف العديد من البلدان الأوروبية خاصة فرنسا التي شهدت سلسلة من التفجيرات وهجمات الدهس والذئاب المنفردة على مدى السنوات الماضية.

ويضيف حطيط، أنه رغم طرد داعش من أغلب المدن العراقية إلا أنه استطاع تنفيذ عشرات التفجيرات الإرهابية في قلب العاصمة بغداد.

وكان أبرز هذه التفجيرات مجموعة الانفجارات التي وقعت صباح الثالث من يوليو العام الماضي في حي الكرادة الذي يغلب على سكانه الشيعة وأسفرت عن مقتل أكثر من 324 شخصًا وجرح 250 آخرين في أعلى حصيلة لتفجير واحد في العراق منذ سنوات.

"انقسامات داخلية"

قالت أستاذة العلوم السياسية المتخصصة في العراق والشرق الأوسط، مريم بن رعد، إن معركة تحرير الموصل أدت إلى تفتيت عميق لنسيج المجتمع العراقي، وأثرت بوجه خاص على السنة العرب الذين يعانون من الحرمان، حتى لو لم يكن بالإمكان اختزال الصراع الى مجرد مجابهة بين السنة والشيعة والأكراد.

وتضيف بن رعد في مقال تحليلي نشر قبل يومين على شبكة "أورينت إكس" المحلية، أن الظروف التي رافقت صعود تنظيم داعش سنة 2014 وسط احتجاجات واسعة في المدن والمحافظات العربية السنية لم تتغير أساسا.

وتقول "ما زالت حالة الريبة أو العداء تجاه النخب المهيمنة على السلطة قائمة، كما ثمة تساؤلات حول عمق الإحساس بالانتماء الوطني لدى السكان المحليين، في المقام الأول. فأوضاعهم على المستوى الاجتماعي والاقتصادي بائسة، تتفاقم مع عمليات النزوح الجماعي الناجمة عن تأثير الصدمة الجهادية، ومازال الاحساس بالتهميش أو الخذلان ماثلاً بقوة خاصة لدى الشباب".

وبحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية عاملة في العراق، شهدت معركتي تحرير الموصل والفلوجة انتهاكات بحق النازحين السنة على يد ميليشيا الحشد الشعبي (الشيعية).

ونزح أكثر من 700 ألف مدني من الجانب الأيمن لمدينة الموصل في أكبر موجة نزوح تشهده العراق بحسب ما أفاد المجلس النرويجي للاجئين.

ويعيش النازحون العراقيون ظروفا بالغة الصعوبة في مخيمات كبيرة تشهد نقصا حادا في الخدمات الأساسية.

"دولة جديدة"

تقول أستاذة العلوم السياسية المتخصصة في شؤون العراق، "في 2014 بنى تنظيم داعش جزءا كبيرا من نجاحه على فقدان ثقة العرب السنة في النظام السياسي. وقد وعد أولئك الذين التحقوا بصفوفه بدولة جديدة تعالج تقصير المؤسسات والفساد وغياب الخدمات العامة وأيضا ممارسات الجيش.

وتضيف مريم بن رعد أنه "بغض النظر عن تقلب الظروف يبقى تنظيم داعش ظاهرة متجذرة محليا وعلينا أن لا أن نفاجأ بقدرتها على البقاء، فالخسائر العسكرية والبشرية التي تعرضت لها لم تزعزع سوى جزئيا موقعها وعزمها على إزالة حدود الدولة العراقية".

وحذرت من أن "تنظيم داعش قادر على الاستقطاب خاصة الشباب العراقي الذي لم يعش في فترة العهد البعثي"، مشيرة إلى أن كثير من هؤلاء الشباب السنة ينحدرون من قبائل بايعت داعش مثل ما حدث في يونيو 2015 ارتبط آل الجميلي بالفلوجة بصفة علنية بالتنظيم مبرزين رفضهم التدخل الأمريكي والتمييز المستمر الذي تنتهجه بغداد ضد العرب السنة وعلى الخصوص لاجئي الرمادي.

فيديو قد يعجبك: