إعلان

الإيكونوميست: خطر التصعيد في سوريا يتزايد.. ولا سلام في الأفق

08:53 ص الإثنين 26 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية في عددها الأخير موضوعا تحت عنوان: "الحرب السورية متعددة الأطراف تتصاعد مرة أخرى"، تحدثت فيه عن التطورات على ساحة تلك الحرب التي حصدت أرواح قرابة ٤٠٠ ألف شخص في سبع سنوات.

استهلت المجلة العريقة موضوعها في عدد ٢٢ يونيو، بالحديث عن حدوث "ما لم يكن متوقعا" في ١٨ يونيو الجاري؛ فللمرة الأولى منذ التورط الأمريكي في الجو فوق كوسوفو قبل ١٨ سنة، أسقطت مقاتلة أمريكية طارئة معادية. استهدفت أمريكا الطائرة السورية بعد أن قصفت قوات مدعومة أمريكيا تقاتل لطرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من عاصمته في مدينة الرقة السورية.

تقول المجلة إن إسقاط الطائرة السورية وسلسلة الضربات الجوية والمناوشات بين القوات البرية المدعومة من أمريكا وإيران، فتحت فصلا جديدا في الحرب السورية متعددة الأطراف.

وأضافت أن هذا يزيد من مخاوف من مزيد من التصعيد قي نزاع هو بالفعل فاض ووصل إلى الدول المجاورة والقوى الإقليمية.

وأشارت الإيكونوميست إلى أن روسيا انتابها غضب من الهجوم على النظام الذي تدعمه، وهددت بالرد وتعقب الطائرات الحربية الأمريكية بأنظمتها الصاروخية إذا حلق طياروها غرب نهر الفرات. كما صعدت إيران التي تدعم بالفعل نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد بقوات برية، من انخراطها في ١٨ يونيو بإطلاق مجموعة صواريخ باليستية على مدينة في شرق سوريا خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

"سباق محموم"

وراء عروض القوة تلك هناك سباق محموم بين النظام السوري المحاصر (وحليفين الروسي والإيراني) وقوات تدعمها الولايات المتحدة لضم مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية على طول الحدود السورية مع العراق.

إنه سباق قد تخسره أمريكا وحلفاءها، بحسب الإيكونوميست.

تقول المجلة إن الجيش السوري والمليشيات المدعومة إيرانيا وصلت في التاسع من يونيو إلى الحدود مع العراق للمرة الأولى منذ ٢٠١٥. في غضون ذلك، في العراق، يضغط مقاتلون آخرون مدعومون من إيران جنوبا على طول الحدود عبر أراضي الدولة الإسلامية للربط بين حلفاءهم في سوريا.

وأضافت أنهم إذا نجحوا، فستكون إيران قد أمنت ممرا يمضي من طهران إلى بيروت عبر العراق وسوريا.

syria

وقالت الإيكونوميست إن الفوز بهذا الجسر البري سوف يسمح لإيران بزيادة شحنات الأسلحة الهامة إلى حليفها اللبناني (حزب الله). كما أنه سوف يجعل من السهل للنظام السوري وإيران التنسيق مع المليشيات الشيعية العراقية مع دخول قوات النظام بشكل أعمق في محافظة دير الزُّور الغنية بالنفط. والمحافظة أحد اخر معاقل الدولة الإسلامية والتي كانت عَصّب للاقتصاد السوري قبل الحرب.

ولفتت الأسبوعية البريطانية إلى أن المناورة الإيرانية في الشرق السوري تثير قلق الصقور في إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذين يجادلون بأن النفوذ الإيراني في سوريا والشرق الأوسط الواسع بحاجة إلى أن مقاومة. كما أنها قد تعيق محاولة المتمردين السوريين المدعومين من امريكا دخول دير الزُّور من الجنوب.

وإلى الآن لم تطهر أمريكا حماسا يذكر لمواجهة مناورات إيران في الصحراء. ورغم أن الطائرات الحربية الأمريكية قصفت مليشيات مدعومة من إيران مرتين منذ ١٨ مايو وأسقطت طائرتين بدون طيار من صنع إيران بالقرب من ثكنة نائية في التنف تستخدمها قوات خاصة أمريكية وبريطانية، إلا أن مع إسقاط طائرة سلاح الجو السوري، تقول أمريكا إنها نفذت الضربات دفاعا عن النفس وأنها لا تشير إلى استراتيجية أوسع لمواجهة إيران أو النظام السوري أو روسيا.

"لا سلام في الأفق"

وتقول الإيكونوميست أنه حتى مع عدم عدم وجود ما يمكن أن تقوم به واشنطن لاحتواء إيران أو النظام دون إشعال النزاع وإعاقة الحرب ضد الدولة الإسلامية. فالوجود الإيراني في سوريا هائل، حيث دفعت بآلاف من المليشيات من العراق وأفغانستان وباكستان، ودعمت النظام بمليارات الدولارات على شكل قروض. كما أن الشركات الإيرانية فازت بعقود في الاتصالات والتعدين والزراعة والنفط والغاز.

وهكذا، تقول المجلة، فإن خطة أمريكا لاحتواء إيران تتوقف على مساعدة روسيا. حيث أنها (واشنطن) تأمل في إنشاء مناطق عازلة في الجنوب السوري على طول الحدود مع إسرائيل والأردن خالية من القوات التي تدعمها إيران. وهذا في جزء منه ربما لتجنب نزاع اخر عابر للحدود.

ولفتت المجلة إلى أن إسرائيل قالت مرارا إنها لن تتسامح مع المليشيات المدعومة إيرانيا على مرتفعات الجولان، التي احتلت اجزاء منها في حرب ١٩٦٧. وقد أقامت خط أحمر غير رسمي بضربات جوية على قوات سورية ومدعومة من إيران في المنطقة.

وقالت الإيكونوميست إنه في ظل بقاء المناطق الحدودية السورية أكثر ازدحاما بالمقاتلين، فخطر حدوث تصعيد غير مقصود يتزايد. ولا سلام يبدو في الأفق.

فيديو قد يعجبك: