إعلان

فورين بوليسي: أخيرًا.. تركيا تقصف سوريا

08:48 م الخميس 25 أغسطس 2016

تركيا ذهبت للحرب في سوريا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن تركيا ذهبت للحرب في سوريا، لكنها لن تركز ضرباتها على داعش كما تريد أمريكا وأن تركيزها سينصب على استهداف الأكراد الذين يحاولون السيطرة على المدن الواقعة على حدودها الجنوبية لمنعهم من تكوين منطقة حكم ذاتي وامتلاك موضع قدم لها في سوريا.

ولفتت المجلة في تقرير لها، أمس الأربعاء، إلى أن تركيا أطلقت على العملية التي تشنها داخل سوريا اسم "درع الفرات"، مشيرة إلى أنها تكشف أولويات أنقرة في الحرب التي تشنها بهدف منع القوات التركية من السيطرة على مقاطعات على الشريط الحدودي لها.

البداية

بدأت العملية العسكرية التركية فجر الأربعاء وتم الدفع بقواتها إلى بلدة جرابلس السورية لطرد داعش التي تسيطر عليها منذ عام 2014 منها، إلا أن مسؤولين في أنقرة كشفوا أن تركيز تركيا ينصب على التهديد الذي يمثله المقاتلين الأكراد.

وضمت العملية عشرات الدبابات إضافة إلى قوات تركية خاصة ومئات المقاتلين من الثوار السوريين مدعومين بمقاتلات إف - 16 أمريكية وطائرات إيه -10 - طائرات الدعم الجوي القريب.

وتهدف العملية التركية إلى دعم الثوار السوريين للسيطرة على مدينة جرابلس في ظل تزايد نبرة العداء للأكراد في الدعايا الخاصة بها، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن تركيا ربطت بين وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل داعش في سوريا - بدعم أمريكي - وبين حزب العمال الكردستاني الذي يخوص حربًا دموية منذ عقود مع أنقرة من أجل استقلال إقليم كردستان.

وكان اتفاق السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني قد انهار العام الماضي بعد سنوات من الهدوء عقب استهداف حزب العمال لمراكز للشرطة التركية بصورة أشعلت الحرب من جديد، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن تركيا لا تفرق بين حزب العمال ووحدات حماية الشعب الكردي التي تعد من أقوى حلفاء أمريكا في سوريا.

الاتهام

وأوضحت المجلة أن أي من الرؤساء الأتراك وخاصة أردوغان لا يريدون أن يكونوا متهمين بالسماح للأكراد بإنشاء دولة مستقلة على حدود تركيا الجنوبية، مشيرة إلى أنه رغم خطورة داعش إلا أن أنقرة تر ى أن التهديد الذي يمثله الأكراد أكثر خطورة.

ولفتت المجلة إلى قول أردوغان في فبراير الماضي أنه لن يسمح بتكوين "جبل قنديل" جديد على حدود تركيا الجنوبية في إشارة إلى جبل قنديل الذي تتخذه القوات الكردية مقرًا لقيادة تمردها في شمال العراق ضد الدولة التركية.

التوقيت

ويحمل توقيت عملية "درع الفرات" مكاسب سياسية لأردوغان الذي تعرضت حكومته لمحاولة انقلاب فاشلة قام بها مجموعة من ضباط الجيش في 15 يوليو الماضي، لأنها ستثبت أنه الجيش التركي مازال تحت إمرته وأنه مازال قادرًا على تقييم مصالح تركية القومية، وفقًا للمجلة التي أوضحت أنها بمثابة فرصة استراتيجية وسياسية يستغلها أردوغان بإطلاق حملته العسكرية في الوقت الراهن.

ورغم الضغوط التي مارستها واشنطن على تركيا لاتخاذ خطوات حاسمة لمحاربة داعش في سوريا إلا أنها لم تحصل على تصريح باستخدام قاعدة إنجرليك التركية لهذا الغرض إلا العام الماضي، وتم الإشارة إلى دور أنقرة في تسليح الثوار السوريين الذين يقاتلون النظام السوري في دمشق بينما طالبت واشنطن بمساعدتها في فرض منطقة عازلة على حدودها الجنوبية.

وأوضحت المجلة أن عملية "درع الفرات" تؤكد أن تركيا قررت مؤخرًا أن تأخذ زمام المبادرة وتقدم على المخاطرة بالتدخل العسكري في سوريا من أجل مصالح أكبر تتطلع إليها في المستقبل،

وكان تقدم وحدات حماية الشعب الكردي نحو السيطرة على مدينة جرابلس القريبة من الحدود التركية بعد طرد داعش من مدينة منبج في محافظة حلب سببًا في تسريع عملية التدخل التركي في شمال سوريا - تقول الصحيفة - التي أوضحت أن سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي على جرابلس يجعلها تمتلك موقع استراتيجي على الحدود التركية.

تحذيرات

ولفتت المجلة إلى تحذيرات جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي - في مؤتمر صحفي بأنقرة، أمس الأربعاء - لوحدات حماية الشعب الكردي لترك المدينة ومطالبتهم بالتراجع عبر النهر لأنهم لن يحصلوا على دعم أمريكي إذا لم يلتزموا بذلك.

واستجاب الأكراد لدعوة بايدن وتراجعوا عن مدينة منبج إلى خطوطهم الأساسية عند نهر الفرات، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن أحد أسباب قبول وحدات حماية الشعب الكردي بالتراجع هو أنه سيطرة القوات التركية على مدينة جرابلس يجعل تواجدهم في منبج في مرمى نيران المدفعية التركية.

وبعد ساعات من بدء المعركة في جرابلس أعلنت تركيا تطهير المدينة من مقاتلي داعش، لكن تقارير مبدئية أشارت إلى أن المقاتلين فروا إلى مدينة الباب الواقعة على الطريق إلى حلب والتي تسيطر عليها داعش.

ومازال من غير الواضح ما إذا كانت تركيا ستواصل عملياتها العسكرية في جرابلس أم ستختار التقدم إلى الداخل السوري، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن هناك إمكانية لانسحاب القوات التركية وترك بعض الدبابات في المنطقة للدفاع عنها ضد أي هجوم مضاد يمكن أن تقوم به داعش.

خيارات أخرى

وبينما يوازن الأتراك بين اختياراتهم داخل سوريا، فمن المنتظر أن يتحرك الجيش السوري الحر - حليف تركيا - بالتحرك نحو مدينة الباب (أحد معاقل داعش القوية في الجنوب الغربي) بصورة تسمح لأنقرة بقطع خطوط الإمداد لجيوب القوات الكردية من غرب الفرات وشرقه، وفقًا للمجلة.

وبمنع الأكراد من تكوين منطقة نفوذ متصل على الشريطة الحدود مع تركيا في مدن شمال سوريا تضمن أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردي لن تكون قادرة على تكوين منطقة حكم ذاتي على حدودها وتمنح تركيا تواجدًا ومنطقة نفوذ داخل سوريا.

ولفتت المجلة إلى أن مولود تشاوش أوغلو، وزير خارجية تركيا، أعلن، أمس الأربعاء، أنه يدعم المطالبات الرسمية بتراجع الأكراد إلى خطوط نهر الفرات وأضاف أن هذا لا يمثل خطرًا خفيًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أيضًا تدعم هذا الأمر وإلا فإن تركيا ستفعل كل ما يمكن فعله.

فيديو قد يعجبك: