إعلان

الايكونوميست: بعد عام من الجرأة.. السعودية في تراجع

10:47 ص الجمعة 09 ديسمبر 2016

وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

ترجمة - محمد عبد العزيز:

في يناير الماضي، وضع ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، حدا "لغيبوبة" السياسة الخارجية لبلاده وصمم على مواجهة إيران.

وبدا أن المعارضة السورية التي يدعمها لن تهزم أبدا في حلب.

وتحدث جنرالاته عن السيطرة الوشيكة على العاصمة اليمنية صنعاء من أيدي المتمردين الحوثيين الذين استولوا عليها.

ومنع إيران والميليشيا التابعة لها، حزب الله، من فرض اختيارهم للرئيس في لبنان.

وتحدث مسؤولون عن إفلاس إيران بتشبع السوق مع النفط، بغض النظر عن رغبات شركاء منظمة أوبك. حتى ذهب السفير السعودي إلى بغداد للمرة الأولى منذ 25 عاما.

لكن بنهاية العام، وجدت المملكة نفسها تتراجع على جميع الجبهات.

فقد سحبت سفيرها من العراق، هربا من سيل إهانات سياسيين شيعة يتطلعون للتقرب من إيران.

وتحت قصف من القوات الحكومية الإيرانية والروسية والسورية، أصبحت المعارضة قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة.

وأقر السعوديون بالرئيس اللبناني الذي تفضله إيران.

ووخلال اجتماع منظمة الأوبك في 30 نوفمبر الماضي، وافقت على تحمل النصيب الأكبر من خفض انتاج النفط في محاولة لاستعادة الأسعار المرتفعة، في حين تركت إيران ترفع إنتاجها لمستويات ما قبل العقوبات.

وفي اليمن، بدا الحوثيون مصرون على منح الأمير محمد خروجا مشرفا، وذلك بشن غارات متكررة عبر الحدود وأعلنوا الأسبوع الماضي عن حكومة جديدة تابعة لهم، بدلا من الاتفاق على تشكيل حكومة برئاسة الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي، كما يريد الأمير.

وقال مسؤول إيراني متهكما "اليمن ستكون فيتنام السعودية. هذه المعركة ستسنزف الهيبة العسكرية والدبلوماسية السعودية".

وأضاف "إذا وافقت الرياض على مغادرة باقي دول المنطقة، ستسمح لها إيران بالتواجد في البحرين، الدولة الصغيرة التي يربطها جسر بالساحل الشرقي السعودي."

يأتي هذا التراجع بالتزامن مع نجاحات الدعم العسكري الايراني لقادة شيعيين وحلفائهم في العالم العربي، مثل قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وقوات الجيش والقوات شبه العسكرية في العراق، وحزب الله في لبنان.

وقال أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، "إنهم يحيطوننا بالميليشيات".

لكن السعودية تخسر القوة الناعمة أيضا، حيث قطعت تمويلها للحلفاء السنة التقليديين، الذين بدأوا البحث عن حليف آخر.

ومع مواجهة شركته المعمارية الضخمة في المملكة العربية السعودية أزمة بسبب إجراءات تقشفية حكومية، وافق سعد الحريري، الذي يرأس كتلة لبنان السنية، على منصب رئيس الوزراء تحت خيار حزب الله لمنصب الرئيس.

كما بدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منفتحا على سوريا وروسيا وحتى ايران بعد ان تراجعت السعودية عن شحنات نفطية كانت ترسلها للقاهرة مجانا.

وباهتراء العلاقات في المنطقة على نطاق أوسع، يحاول الأمير محمد بن سلمان تعزيز العلاقات مع الدول المتواجدة في الفناء الخلفي.

فأجرى والده، الملك سلمان، زيارة نادرة لأربع دول خليجية في أوائل ديسمبر الجاري.

وكانت القمة الخليجية، التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة وانتهت في 7 ديسمبر، تهدف لدفع خطط تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى "اتحاد خليجي" مع تقوية التنسيق الدفاعي.

لكن لم يوافق الجميع على ذلك.

"هناك خوف كامن من الهيمنة السعودية"، وفقا لما قاله بيكا واسر، المتخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط بمؤسسة راند الأمريكية للأبحاث.

وأضاف "سلطنة عمان، بشكل خاص، تفضل أن تكون شبه منفصلة."

ومع ذلك، هناك إشارات بأن كلا من إيران والسعودية يمكن أن يفضلا أولويات الاقتصاد على المواجهة الإقليمية.

وفشلت كلا الدولتين في تغطية الإنفاق المحلي، وسمحا بمغامرات خارجية فقط.

وتحتاج الحكومة الايرانية أن يصل برميل النفط إلى 55 دولار، وفقا لصندوق النقد الدولي.

بينما تحتاج المملكة العربية السعودية أن يكون سعره 80 دولار.

"لا يمكن أن تستمر البلدان المنتجان للنفط في الحروب الخارجية كما كان الحال عندما كان سعر برميل النفط 120 دولار"، كما يقول خبير اقتصادي سابق في البنك الدولي ببيروت.

واضاف "انهم يدركون أنهم بحاجة إلى تغيير."

وقال مسؤول إيراني إن الاستقرار والانفتاح سيساعدا إيران على إيجاد أسواق جديدة للصادرات الأخرى، مثل السيارات والاسمنت.

كما يعد مجيء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سببا آخر لضبط النفس.

"كلا البلدين يلعبان لعبة الانتظار"، كما يقول عدنان تاباتي، رئيس منظمة كاربو الفكرية، ومقرها بون، والتي تجري محادثات عير رسمية بين سعوديين وإيرانيين.

وتخشى طهران والرياض من سمعة ترامب باتخاذ إجراءات متسرعة، حتى أن أميرا سعوديا بارزا حثه على عدم إلغاء الاتفاق النووي الايراني مع القوى العالمية.

لكن التوتر لا ينحسر. بل على العكس تماما.

فقد قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في يناير الماضي بسبب هجوم على سفارتها في طهران في أعقاب إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. كما حكم هذا الاسبوع على أكثر من 15 شيعيا بالإعدام في السعودية بتهمة التجسس لصالح إيران.

فيديو قد يعجبك: