إعلان

قصة 3 سنوات في "تاريخ" الثانوية العامة انتهت بحذف مبارك وثورتي 25 يناير و30 يونيو

12:15 ص الأحد 18 يونيو 2017

الرئيس السابق حسني مبارك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة وياسمين محمد:

تعتزم وزارة التربية والتعليم، إعداد كتاب جديد لمادة التاريخ المقررة على طلاب الثانوية العامة، يتضمن حذف فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك وثورتي 25 يناير و30 يونيو من منهجه، بعد 3 سنوات من إضافة تاريخ الثورتين إلى الكتاب.

وأرجعت وزارة التعليم حذف تلك الأجزاء من الكتاب إلى "حاجة التاريخ لأن يُرى عن بعد، حتى يُحكم عليه بموضوعية، إلا أن الأحداث التي تلت عهد السادات، تعتبر معاصرة، عايشها البعض وكوَّن رأي عنها، ما يجعل هناك حساسية عند تناولها في مناهج التاريخ"، وفقًا لما ذكره ممدوح قدري، مستشار الدراسات الاجتماعية بالوزارة لمصراوي.

هذا الرأي أيّده الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، قائلًا لمصراوي: إن "التاريخ يبدأ حين تنتهي السياسة، وما يحدث الآن تداعيات لما وقع عام 2011، وبالتالي فلن تكون دراسته موضوعية لأنها ستكون دراسة سياسية وليست تاريخية".

و"الدسوقي" هوّ من ألّف الفصل الكامل الذي تناول ثورتي 25 يناير و30 يونيو في كتاب "تاريخ مصر والعرب الحديث" المقرر على طلاب الصف الثالث بالمرحلة الثانوية، وتم إضافة هذا الجزء لأول مرة خلال الفصل الدراسي 2014 - 2015.

ويبدأ سرد وقائع الثورتين في الفصل الثامن، من صفحة 159 حتى صفحة 166، ويتضمن مقدمات ثورة 25 يناير بنشاط الحركات المعارضة مثل "6 أبريل وحركة كفاية" لإنهاء حكم مبارك، ووقائع ما جرى طيلة 18 يومًا خلال للثورة، ثم عرض الكتاب مجريات الشهور الأولى من الثورة وتصدر التيارات الإسلامية للمشهد السياسي، وفوز مرشح الإخوان محمد مرسي بالرئاسة والمساوئ التي ارتكبها خلال فترة حكمه.

وعرج الفصل الذي سرده "الدسوقي" على مقدمات ثورة 30 يونيو وظهور حركة تمرد على الساحة السياسية لسحب الثقة من "مرسي" والاحتجاجات الشعبية على سياساته، فضلًا عن بيان الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك يوم 23 يونيو 2013، الذي دعا للحوار الوطني بين القوى السياسية، مرورًا على بيان القوات المسلحة وعزل محمد مرسي يوم 3 يوليو، وتولي الرئيس عدلي منصور السلطة لفترة انتقالية وفض اعتصامي رابعة والنهضة، وانتهاءً بانتخاب الرئيس السيسي، ووضع مصر على طريق تطبيق الديمقراطية.

يقول الدسوقي إن "هذا الفصل كان مجرد سرد أحداث وليس قراءة تاريخية، لأن الأخيرة تعتمد على تحليل الوقائع ودراستها بشكل معمق"، مشيرًا إلى أنه ذكر وجهة نظره بعدم تضمين هذا الفصل لكتاب التاريخ إلى مسؤولي وزارة التعليم لكنهم "خلطوا بين التاريخ والتربية الوطنية".

وأضاف أستاذ التاريخ المعاصر، أنّ: "التاريخ يكتب حين يُغلق الملف وتبدأ فترة جديدة، والخطأ يقع حين نخلط بين السياسة والتاريخ".

فيما يؤكد ممدوح قدري مستشار الدراسات الاجتماعية بوزارة التعليم، أن الوزارة لم تتعمد حذف ثورتي يناير ويونيو بالتحديد، ولكنه أسلوب جديد لتناول التاريخ في المناهج الدراسية، مضيفًا: "بعد 20 سنة ممكن نضيف الأحداث اللي بتحصل دلوقتي، هنكون شوفناها بشكل أوضح".

فيديو قد يعجبك: