إعلان

تحليل - ابتسامة آسر ياسين في مواجهة انكماش الأسواق بعد التعويم

02:36 م السبت 20 مايو 2017

آسر ياسين

كتبت – ميرفت أبو زيد

على الطرق السريعة والكباري العلوية، حجزت محلات كونكريت للملابس خلال الأشهر الأخيرة مساحات بارزة لحملتها الإعلانية التي اعتمدت فيها على عدد من الوجوه الشابة مثل الممثل آسر ياسين، وإن كانت كونكريت من القلائل في هذا القطاع التي اهتمت بالإنفاق على حملة بهذا الحجم، فقد يفسر ذلك ما جاء في نتائج أعمالها عن تأثير التعويم السلبي على حركة الشراء في سوق الملابس الجاهزة.

بحسب نتائج أعمال شركة كونكريت، التابعة لمجموعة العرفة، فقد تراجعت مبيعاتها الصافية خلال العام المالي 2016 إلى 29.3 مليون دولار مقابل 35.1 مليون دولار خلال العام السابق.

لكن محمد طلعت خليفة، مدير علاقات المستثمرين بمجموعة العرفة، قال لمصراوي إن قيمة المبيعات بالجنيه المصري كانت مرتفعة في 2016 عن 2015، وأن التراجع في القوائم المالية كان سببه حساب تلك المبيعات بالدولار والفارق الكبير بين سعر العملة الأمريكية قبل وبعد تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي.

ورفع البنك المركزي يده تماما عن حماية العملة المحلية في نوفمبر الماضي ليفقد الجنيه أكثر من نصف قيمته أمام الدولار، وهو ما ساهم في ارتفاعات قياسية في معدلات التضخم السنوية وتآكل الأجور الحقيقية وبالتبعية القدرة الشرائية للمستهلكين.

وبالرغم من زيادة مبيعات كونكريت بالجنيه في 2016، وفقا لخليفة، فالشركة لم تنكر في إفصاحها عن نتائج أعمال هذا العام أن التعويم فرض على قطاع الملابس تحديات كبيرة.

حيث أشارت العرفة إلى وجود تغيرات "يشهدها قطاع التجزئة المحلي منذ تحرير سعر الصرف وما نتج عنه من تراجع القوة الشرائية لدى كثير من العملاء".

وقالت العرفة في بيانها عن كونكريت إن تراجع القدرة الشرائية كان أحد العوامل الدافعة للإنفاق على ما أسمته بإعادة هيكلة علامتها التجارية.

واشتملت إعادة الهيكلة على تطوير فروع كونكريت بجانب الإنفاق على حملة تسويقية بهدف زيادة حصة الشركة في السوق.

"الخطة التوسعية لـ"كونكريت" بدأت منذ عامين بالتعاقد مع مكتب الإستشارات العالمية "بين أند كو" المتخصص فى تقديم الاستشارات الاستراتيجية والفنية لبيوت الأزياء العالمية في إيطاليا لإعداد خطة شاملة لتطوير الشركة، وسنستمر في تلك الخطة لعدة أعوام" كما قال خليفة لمصراوي.

وقال خليفة إن الشركة لم تحدد بعد عدد الفروع الجديدة التي ستنشأها في إطار خطتها التوسعية لكنه أشار إلى أن كونكريت تحاول جاهدة التواجد في أغلب المولات التجارية الجديدة التي يتم افتتاحها.

وشهدت معدلات النمو الاقتصادي تراجعا خلال الربع الذي تخلله تعويم الجنيه، الربع الثاني من العام المالي الجاري، إلى 3.8%، مقابل 4% في نفس الفترة من العام السابق، وأرجعت وزارة التخطيط ذلك إلى تراجع الاستهلاك المحلي بعد ارتفاع سعر الصرف بجانب تباطوء السياحة.

لكن حركة التوسع في قطاع التجزئة لم تتوقف، فعلي سبيل المثال افتتحت شركة ماجد الفطيم في مارس الماضي مول تجاري ضخم تحت اسم " مول مصر " بمدينة السادس من أكتوبر، وهو الشهر الذي شهد معدلات تضخم سنوية تفوق أعلى نقطة لهذا المؤشر منذ النصف الثاني من الثمانينات.

وتكافح المجموعة الأم لكونكريت، العرفة، لتنمية أرباحها بعد أن تراجعت في 2016 بنحو 37.6% مقابل العام السابق.

وواجهت العرفة تحديات تتعلق بالسوق الدولي، بجانب ضعف الطلب في مصر، فالمجموعة التي تعتمد على السوق الأوروبي تقول إن أرباحها تأثرت بتباطوء هذا السوق، كما أنها تضررت من تراجع الجنيه الاسترليني أمام الدولار العام الماضي، حيث تسيطر العرفة على نحو 15% من السوق البريطاني من خلال المجموعة الانجليزية بيرد.

فيديو قد يعجبك: