إعلان

ماذا يحدث في سجن "المستقبل"..إهمال أم تواطؤ؟

03:38 ص الجمعة 21 أكتوبر 2016

سجن المستقبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتب:محمد الصاوي

للمرة الثانية خلال عامين يتمكن مساجين من الهروب من سجن المستقبل بمحافظة الإسماعيلية، سواء بإسلوب المغافلة أو التواطؤ والإهمال كما حدث في الواقعة الأولى والتي أثبتت تحقيقات النيابة فيها تواطؤ مجموعة من رجال الأمن، وهو ما أكده أيضا حكم محكمة الجنح التي قضت بالحبس 3 سنوات، وكفالة 5 آلاف جنيه، على 12 ضابطًا وأمين شرطة من قوة تأمين سجن المستقبل بالإسماعيلية في قضية هروب المساجين .

سجن المستقبل

سجن المستقبل المركزى، يقع بمدينة المستقبل، و يبعد عن مدينة الإسماعيلية 10 كيلومترات، وهو فى الأصل أنشئ منذ سنوات ليكون سجنا مركزيا للترحيلات فقط، وتحول بعد ذلك إلى سجن مركزى لقضاء عقوبات بمدد مختلفة.

الهروب .. أول مرة

شهد سجن المستقبل محاولة الهروب الأولى في يوليو عام 2014 ، حيث تمكن عنصرين إجراميين شديدي الخطورة، من الهروب من داخل السجن، بمساعدة أحد أفراد الحراسة الذي قام بتهريبهم عبر سيارته، حيث كشفت كاميرات المراقبة، أن المتهمين الهاربين خلعا ملابس السجن قبل ركوب السيارة، وارتديا ملابس مدنية أحضرها لهما أمين الشرطة فى السيارة، فيما اعترف أمناء شرطة ومجندين بأن السجن يدار بالأموال، وأن أى سجين يمكنه أن يفعل أى شىء من شرب مخدرات- بحسب التحقيقات.

وتبين أن الهاربين هم خالد رياض منصور والمحبوس على ذمة الجناية رقم 3584 لسنة2011 جنايات ثان الإسماعيلية، وسليمان زايد حسن والمحبوس على ذمة الجناية رقم 822 لسنة2012 جنايات أبو صوير، محكوم على الأول بالإعدام والثاني بالسحن المؤبد، تمكنا من الهرب بمساعدة أمين شرطة ثبت تلقيه رشوة مالية، وأسندت النيابة إلى مأمور السجن ونائبه ومعاون مباحث السجن، تهم الإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية بما أضر بمصالح جهة عملهم، على نحو أدى إلى هروب المحكوم عليهما، نتيجة مخالفتهما لأحكام قانون ولائحة تنظيم السجون.

كما أسندت النيابة إلى أحد أمناء الشرطة المتهمين، تهم تقاضي رشوة مالية نظير إعانة أحد السجناء المحكوم عليهم على الفرار من محبسه، والتربح، والإضرار العمد بمصالح جهة عمله.. في حين أسندت النيابة إلى أفراد الشرطة المتهمين تهم الإهمال في تأمين بوابات السجن، بسماحهم بدخول أمين الشرطة المتهم بسيارته إلى داخل السجن وعدم تفتيش السيارة أثناء خروجها من السجن.

وقال عريف الشرطة المسئول عن البوابة الخارجية، وأحد المتهمين بالقضية إنه شاهد أمين الشرطة المتهم يقود السيارة ويدخل من البوابة الخارجية، ولم يوقفه، قائلا: "ده أمر عادى، كل الامناء بيدخلوا كل يوم بسياراتهم ومفيش حد من الضباط اعطى لى تعليمات بتفتيشهم".

وأضاف العريف: "كمان سيارات خاصة بأسر متهمين تدخل السجن أثناء الزيارات ولا أحد يمنعهم من الضباط"، وتابع: " لما خرج أمين الشرطة بالسيارة من البوابة كان زجاج السيارة داكنا، ولم يظهر من بداخلها ولم يشاهد المتهمين الهاربين معه، وتوقف أمين الشرطة أمام البوابة وفتح الزجاج المجاور له وسلم على نائب المامور الذى كان يجلس إلى جوار الباب يشرب الشاى، ورد عليه نائب المامور السلام ولم يطلب نائب المأمور منى أن أفتش السيارة".

وقال رقيب شرطة آخر فى التحقيقات إن المتهيمن الهاربين اعتادا الجلوس فى الخفاء مع أمينى الشرطة المتهمين بتهريبما، كما اعتادا أن يتم معاملتهما معامله خاصة، حيث انهما كانا يسيران دون قيود وكانا يتعاطيان المخدرات داخل السجن ومعهما أجهزة موبايل ولاب توب، وقال رقيب الشرطة إن المتهمين الهاربين أصدقاء.

واضاف رقيب الشرطة أن أفراد أسرتى المتهمين كانوا يحضرون بسياراتهم الخاصة ويدخلون بها داخل السجن ولا احد يمنعهم، وارجع الرقيب ذلك إلى أن اسر المتهمين كانت تدفع فى كل زيارة مبالغ مالية تتراوح من 2000 الى 3000 جنيه رشوة فى كل زيارة.

وأوضح الشرطي فى التحقيقات ان ليلة الحادث كان المسئول عن إدارة السجن 4 أمناء شرطة و5 مجندين ورقباء شرطة، وأن نائب المامور غادر إلى منزله والضباط النوبتجية كانوا يتابعون التليفزيون فى غرفة الإدارة، وامناء الشرطة هم من كانوا يتخذون القرارات داخل السجن.

وبعد إجراء التحقيقات اللأزمة أحالت النيابة العامة المتهمين لمحكمة الجنح، التي قضت بالحبس 3 سنوات وكفالة 5 آلاف جنيه على 12 ضابطا وأمين شرطة من قوة تأمين سجل المستقبل بالإسماعيلية من بينهم مساعد مدير أمن الإسماعيلية السابق للترحيلات، ومأمور سجن المستقبل السابق ونائبه و2 من ضباط المباحث بالسجن و7 أمناء شرطة المكلفين بتأمين العنابر والبوابات الداخلية والخارجية للسجن.

هورب المساجين من سجن المستقبل.."كلاكيت تاني مرة"

وفي الساعات الاولى من صباح اليوم، شهد سجن المستقبل، محاولة هروب ناجحة، بعد أن تمكن محتجزين من مغافلة طاقم الحراسة والاستيلاء على سلاح أحد أفراد الشرطة المكلفين بتأمين العنابر.

وأكد مصدر أمني لمصراوي، أن مسجون ادعى المرض داخل أحد العنابر، وعند محاولة الشرطي المدعو محمد أبو الفتوح، المكلف بالتأمين، فتح الحجز للتعرف على حالته المرضية اختطف أحد المحتجزين السلاح الشخصي الخاص بـ"ابوالفتوح" وأطلق النار علي قدميه، وهرب خلالها مسجونين اثنين .

فيما انتقلت قيادات من مديرية أمن الإسماعيلية لموقع الحادث.. وجرى نشر تعزيزات من الأمن المركزى، وقوات التدخل السريع بمحيط السجن من الخارج والداخل، ومطاردة الهاربين مما أسفر عن إصابة الرائد محمد الحسينى رئيس مباحث أبوصوير بالإسماعيلية بطلق نارى بالرأس ،بعد تبادل لإطلاق النار بينه وبين المتهمين الهاربين.

وبعد تأزم الموقف تولت قوات الجيش الثانى الميدانى عمليات تأمين محيط سجن المستقبل المركزي، حيث تم الدفع بقوات المظلات التابعة لقيادة الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية، والتي قامت بتأمين السجن وفرض كردون أمنى على كافة المحاور المؤدية له بجانب غلق طريق الاسماعيلية أبوصوير الزراعى بعد لجوء الهاربين لتلك المنطقة بجانب تفتيش كامل لقرية الواصفية الملاصقة للسجن.

كما تقوم تشكيلات من قطاع العمليات الخاصة بتمشيط المنطقة المحيطة بالسجن، و تتبع خط سير الجناة وابلاغ الكمائن المنتشرة على حدود المحافظة بتضيق الخناق على الهاربين وسرعة ضبطهم.

فيما أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية، أن أجهزة البحث الجنائي بالتنسيق مع الأمن الوطني تقوم بالتحقيق في الحادث للوقوف على ملابسات الواقعة، وتبين ماهية ما حدث .

وأضاف المصدر لمصراوي، أن يتم الآن التحقيق مع طاقم تأمين السجن والمسؤلين عن حراسته وكيفية هروب المساجين للتأكد من وجود شبهة أهمال من عدمه، مشيرًا إلى أن في حالة ثبوت تقصير أو أهمال سيتم محاسبة المسئولين عنه.

فيديو قد يعجبك: