إعلان

نسل الرسول... زين العابدين علي بن الحسين رضى الله عنه

01:43 م الثلاثاء 16 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نسبه رضي الله عنها 

هو على ابن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه. جدته هي سيدة نساء هذه الأمة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها ابنة خير خلق الله محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم.

وأمه هي السيدة سلافة بنت يزدجر (آخر ملوك فارس وكانت قد اسرت هي وأختان لها في غزوة للجيش الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحين زوجها الإمام علي بن ابي طالب لابنه الحسين رضي الله عنه قال له: "خذها فستلد لك سيداً في العرب وسيداً في العجم وسيداً في الدنيا والآخرة" .

مولده رضي الله عنه 

ولد علي بن الحسين رضي الله عنه يوم الخميس السابع من شعبان عام 27هــ في بيت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد سماه جده الإمام علي بن أبي طالب ويقال انه حين ولد فرح به وتهلل وأذن في أذنه كما أذن في أذن ابيه الحسين رضي الله عنه.

نشأته رضي الله عنه 

نشأ علي بن الحسين رضي الله عنه في بيت جدته فاطمة الزهراء ونال من رعاية جده الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعطفه وتعلقه به فقد كان الإمام علي رضي الله عنه حريصا على ان يبقى نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم متصلا مستمرا فكان يخشى عليه من المعارك الضارية وفي معركة "صفين" لم يسمح الإمام علي رضي الله عنه لابنه الحسين بالاندفاع به نحو الموت.

لم يكد يبلغ الرابعة من عمره حتى تعهده أبوه الحسين وعمه الحسن يحفظانه القرآن والأحاديث الشريفة وقد حفظ القرآن كاملاً في سن صغيرة ثم تعلم علوم الفقه والدين حتى ضرب المثل بعلمه وفقهه فقد قال عنه علي بن سعيد: "إنه أفضل هاشمي فقهاً وورعاً ".

يوم كربلاء 

كان علي بن الحسين رضي الله عنه هو الوحيد من ذكور آل البيت الذي نجا من مذبحة كربلاء وبه استمر نسل النبي صلى الله عليه وسلم فحسبك ان تعرف انه ما من احد ينتسب الى الإمام الحسين رضي الله عنه الى يومنا هذا إلا وكان من نسل علي بن الحسين.

وقد كاد جنود يزيد ان يقتلوا علي بن الحسين وهو مريض فقد أراد شمر بن ذي الجوشن ان يقتله لولا ان قال له حميد بن مسلم: سبحان الله أتقتل الصبيان وجاء عمر بن سعد وقال: لا يدخلن بيت النسوة أحد ولا يتعرض لهذا الغلام المريض أحد.

وقد كانت نجاته رضي الله عنه من مذبحة كربلاء بسبب مرض الم به فكان طريح الفراش داخل مخيم المسلمين وقد حمل إلى ابن زياد والي الكوفة في هذا الوقت مع السبايا.

ويستعد الجند لضرب علي بن الحسين رضي الله عنه خشية ان يكون شوكة في نحورهم في يوم من الايام. وفي هذا الموقف الصعب تتجلى شجاعة بطلة كربلاء السيدة زينب التي احتضنت ابن اخيها وقالت لابن زياد: حسبك يا ابن زياد ما رويت من دمائنا وهل ابقيت على احدا غير هذا؟ والله لا افارقه فإن قتلته فاقتلني معه.

وهنا يرد علي بن الحسين بشجاعة تليق بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت ان لقتلنا عادة وكرامتنا الشهادة؟

وينكس والي الكوفة رأسه امام هذه الشجاعة النادرة ويقول للسيدة زينب رضي الله عنها: عجبا لصلة الرحم والله إني أظنها ودت لو اني قتلتها معه. دعوه ينطلق مع نسائه فإني أراه لما به مشغولاً.

قدومه رضي الله تعالى عنه الى مصر:

عندما عادت السيدة زينب رضي الله تعالى عنها عقيلة بني هاشم بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأخت الإمام الشهيد في كربلاء الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه إلى المدينة المنورة ومعها سيدات أهل البيت بالإضافة إلى الزهرة التي بقيت من صلب الإمام الحسين، علي زين العابدين رضي الله تعالى عنهما ضيق عليها الأمويون الخناق في المدينة المنورة، مدينة جدها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمها الزهراء رضي الله تعالى عنها، وخيّروها أن تذهب في أرض الله الواسعة، فاختارت أرض الكنانة مصر داراً لإقامتها ومقامها، لما سمعته عن أهلها الكرام وعن محبتهم لأهل البيت عليهم السلام ومودتهم لذوي القربى من آل محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

وتجمع كتب التاريخ أنه حينما شارف موكب السيدة زينب ومن معها من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أرض مصر، خرجت كافة طبقات المجتمع المصري لاستقبالهم في بلبيس عام 61هـ، حتى أنها عليها السلام حينما شاهدت احتفاء أهل مصر بها ظلت تردد {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}... [يس : 52].

ومنذ ذلك التاريخ كانت السيدة زينب عليها السلام ولا تزال قبساً من نور النبوة في مصر، وما فعله أهل مصر مع السيدة زينب فعلوه مع تلك الأغصان من الدوحة النبوية المباركة.

ومن أبهى العتبات المقدسة لأهل البيت عليهم السلام في مصر هناك حي زين العابدين عليه السلام يفوح شذا مقام الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليه السلام، وقد وفد إلى مصر مع عمته السيدة زينب عليها السلام. وفي هذه الروضة المحمدية يرقد أيضاَ الرأس الشريف لابنه زيد بن علي بن الحسين عليه السلام.

وقد ظل حي زين العابدين أو حي السيدة زينب كله ومسجد سيدي زين العابدين (يرجع إلى أوائل القرن الثاني عشر الهجري أوائل القرن التاسع عشر الميلادي) محل عناية واهتمام حكام مصر على مدى تاريخها نظراً لمكانته ومكانة آل البيت في قلوب المصريين.

زواجه رضي الله عنه 

لما بلغ علي بن الحسين السابعة عشر من عمره تزوج من فاطمة بنت عمه الحسن بن علي بن أبي طالب وأنجبت له من الذكور: زيد والحسن والحسين الأصغر وعبد الرحمن وسليمان وعلي ومحمد الباقر وعبد الله الباهر ومن الإناث: خديجة وفاطمة وعليه وأم كلثوم.

حب الناس له رضي الله عنه 

ومما يذكره التاريخ عن علي زين العابدين رضي الله عنه أنه لما حج هشام بن عبد الملك أيام أبيه وطاف بالبيت العتيق تعذر عليه لمس الحجر الأسود لكثرة الناس لكن الناس تغاضت عنه كأنهم لا يعرفونه رغم انه كان من أعيان الشام.

ثم اقبل علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه فافسح الناس له الطريق فتعجب هشام وسأل عن هذا الشاب فرد الفرزدق الشاعر العربي المعروف قائلاً: أنا أعرفه

ثم أنشد الفرزدق قصيدته الشهيرة الموجودة بكاملها على باب ضريح علي بن الحسين فقال: 

والبيت يعرفه والحل والحرم هذا الذي تعرف البطحاء وطأته 

هذا التقي النقي الطـاهر العلم هذا ابن خير عبــاد الله كلهم 

إلى مكارم هذا ينتهي الكـرم إذا رأته قريش فقـال قائلـها

ويضيف قائلاً: 

بجده أنبياء الله قد ختموا ههذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

فلما سمع هشام القصيدة غضب وسجن الفرزدق فلما علم علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه أرسل إليه بأربعة آلاف درهم فردها الفرزدق قائلاً: إنما امتدحتك بما أنت أهله

فردها زين العابدين رضي الله تعالى عنه قائلاً: خذها وتعاون بها على دهرك فإننا آل البيت إذا وهبنا شيئاً لا نستعيده. عند ذلك قبل الفرزدق الدراهم.

فضائله رضي الله تعالى عنه 

ضرب الناس المثل في العلم والحلم بزين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه وكذلك في بره بوالديه وفي عبادته رضي الله تعالى عنه.

ويقول ابن عائشة: سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر إلا بعد موت علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه.

وقال محمد ابن إسحاق: كان الناس من اهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم ومأكلهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كان يأتي ليلاً الى منازلهم فقد كان علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه يحمل جراب الخبز على ظهره في الليل ليتصدق به.

وعن حلمه رضي الله تعالى عنه ان الجارية سكبت له الماء ليتوضأ فسقط الابريق من يدها على وجهه فشجه وسال الدم فقالت: إن الله يقول {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} فقال لها: قد كظمت غيظي فقالت: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}: فقال: عفا الله عنك فقالت: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فقال: " أنت حرة لوجه الله".

وفي بر الوالدين فقد قيل له: "إنك أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صفحة واحدة" فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما تسبق إليه عينها فأكون قد عققتها".

وعن إيمانه رضي الله تعالى عنه ان حريقا شب في بيته وهو ساجد يصلي فجعل من في البيت يصيحون: "النار النار" فما رفع رضي الله تعالى عنه رأسه حتى اطفئ الحريق فقيل له: "أشعرت بالنار؟" فقال: ألهتني عنها النار الكبرى.

وعن حكمته رضي الله تعالى عنه فإن له الكثير من المقولات التي تنبض بالحكمة ومنها "من قنع بما قسم له فهو أغنى الناس"، "الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين".

وفاته رضي الله تعالى عنه 

الثابت انه رضي الله تعالى عنه دفن في البقيع في المدينة المنورة

المصدر: موقع السراج - قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

فيديو قد يعجبك: