إعلان

حفيد الرسول... الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

01:53 م الثلاثاء 16 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نسبه رضي الله عنها 

هو الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في بيت النبوة. أمه هي الزهراء فاطمة احد النساء الأربع الكاملات وهو ابن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو أخو الإمام الحسن رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

فضله رضي الله عنه:

يقول الإمام أحمد في مسنده والبخاري في "الأدب المنفرد" والترمذي وابن ماجة والحاكم في "المستدرك" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً: الحسن والحسين سبطان من الأسباط" .

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُحشر أنا والأنبياء في صعيد واحد فينادى: معاشر الأنبياء تفاخروا بالأولاد فأفتخر بولدي الحسن والحسين".

فضله رضي الله عنه: 

مرَّ الحسين -رضي الله عنه- يوماً بمساكين يأكلون في الصّفّة، فقالوا: (الغـداء). فنزل وقال: (إن الله لا يحب المتكبرين). فتغدى ثم قال لهم: (قد أجبتكم فأجيبوني). قالوا: (نعم). فمضى بهم إلى منزله فقال لرّباب: (أخرجي ما كنت تدخرين).

حب خير الخلق صلى الله عليه وسلم له :

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماَ من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة الزهراء فسمع حسيناً يبكي فقال: "ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني؟".

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يخطب في الناس فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من فوق المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: "صدق الله {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".

وروي ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضم الحسن والحسين ويأخذهما إلى قلبه ويمسك دمعه وقلبه الشريف يدق ألماً للمصير الذي أحس انهما سيلقياه دفاعاً عن دين الله.

مولده رضي الله عنه : 

ولد الإمام الحسين رضي الله عنه في الخامس من شعبان في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة.

روي ان الحسين عندما ولد سر به جده صلى الله عليه وسلم سروراً عظيماً وذهب إلى بيت الزهراء رضي الله عنها وحمل الطفل ثم قال: ماذا سميتم ابني؟ قالوا: حرباً فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم حسيناً.

حياته رضي الله عنه في بيت النبوة:

أدرك الإمام الحسين رضي الله عنه ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام من عصر النبوة حيث كان فيها موضع الحب والحنان من الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يداعبه و يضمه و يقبله.

وكان صلى الله عليه وسلم يلقاه في الطرقات مع بعض لداته فيتقدم الرسول صلى الله عليه وسلم أمام القوم ويبسط للغلام يديه والغلام يفر هنا وهاهنا والرسول صلى الله عليه وسلم يمازحه ويضاحكه ثم يأخذه فيضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه ويقبله وهو يقول صلى الله عليه وسلم: "حسين مني و أنا من حسين".

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان صلى الله عليه وسلم يطيل السجدة فيسأله بعض أصحابه انك يا رسول الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا انه قد حدث أمر او انه يوحى إليك فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته).

حياته وجهاده رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:

كان الإمام الحسين مازال صغيراً عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ماتت أمه الزهراء رضي الله عنها وارضاها.

عندما بويع ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بالخلافة كان الإمام الحسين قد تجاوز العشرين من عمره. وقد كان رضي الله عنه عابداً، زاهداً، عالماً، شجاعاً وحكيماً وسخياً.

كان الإمام الحسين رضي الله عنه في طليعة الجيش الذي سار لفتح طبرستان بقيادة سعد بن أبى وقاص وقاتل رضي الله عنه في موقعة الجمل وموقعة صفين وقاتل الخوارج وتنقل مع جيوش المسلمين لفتح افريقيا وغزو جرجان وقسطنطينية ويؤكد المؤرخون أن الإمام الحسين زار مصر في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع جيش الفتح الإسلامي.

استشهاده رضي الله عنه

رفض خلافة يزيد بن معاوية: 

وضع الإمام الحسين نصب عينيه نصيحة أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما أوصاه والإمام الحسن قبل وفاته قائلاً: (أوصيكما بتقوى الله ولا تطلبا الدنيا وإن طلبتكما ولا تأسفا على شئ منها زوي عنكما افعلا الخير وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً).

توفي معاوية نصف رجب سنة ستين، وبايع الناس يزيد، فكتب يزيد للوليد ابن عتبة مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري، وهو على المدينة: (أن ادعُ الناس، فبايعهـم وابدأ بوجوه قريـش، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن عليّ، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره للرفق به واستصلاحه).

فبعث الوليد من ساعته نصف الليل إلى الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، فأخبرهما بوفاة معاوية، ودعاهما إلى البيعة ليزيد، فقالا: (نصبح وننظر ما يصنع الناس).

ولكن الإمام الحسين لم يقبل أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى ارث وأبى أن يكون على رأس الإسلام فتى فاسق ظالم كيزيد ابن معاوية فرفض أن يبايعه ولم يعترف به.

وقد التقى الوليد بالحسين رضي الله عنه وطلب منه البيعة ليزيد فرفض الحسين بينما ذهب عبد الله بن الزبير إلى مكة لاجئاً إلي بيت الله الحرام وبايع هناك عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

وفي المدينة بعد أن رفض الحسين رضي الله عنه مبايعة يزيد ذهب مروان ابن الحكم شيخ الامويين إلى الوليد ولامه لأنه أذن للحسين بالانصراف من مجلسه ولم يشدد عليه ولم يحبسه (حتى يبايع او تضرب عنقه) وهنا يقول الحسين لمروان: (أأنت تضرب عنقي؟) ثم التفت إلى الوليد وقال: (يا أمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد فاسق فاجر شارب خمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسوق والفجور ومثلي لا يبايع مثله).

الخروج إلى مكة والعزم على الذهاب إلى الكوفة : 

وخرج الإمام الحسين رضي الله عنه إلى مكة وعرف الناس موقفه ورفضه بيعة يزيد وهنا تتقاطر عليه الرسل من المسلمين عامة وأهل الكوفة خاصة يبايعون الحسين بالخلافة وشدد أهل الكوفة على الإمام الحسين رضي الله عنه أن يأتي إليهم ويعدوه أن يناصره ويقاتلوا معه.

وهنا اعتزم الإمام الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى الكوفة بعد أن مكث في مكة المكرمة أربعة اشهر.

واستشار الإمام الحسين رضي الله عنه أصحابه فحاولوا أن يثنوه عن عزمه وقال له ابن الزبير رضي الله عنهما (لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر – يعني الخلافة - هنا لما خالفناك وإنما ساعدناك وبايعناك ونصحناك).

فأجاب حفيد رسول الله قائلاً: (إن أبى حدثني أن لها – أي مكة المكرمة - كبشاً تستحل به حرمتها فما أحب أن أكون هذا الكبش).

وقبل أن يخرج رضي الله عنه إلى الكوفة أرسل ابن عمه مسلم ابن عقيل ليمهد له ويتحاور مع أهل الكوفة ويرى إن كانوا جادين في نصرته رضي الله عنه فأرسل إليه ابن عقيل يدعوه إلى المجيء إلى الكوفة فصمم الإمام على المسير إلى الكوفة .

الأحوال في الكوفة : 

علم جواسيس يزيد بأمر مسلم ابن عقيل فغير والي الكوفة النعمان بن بشير ليأتي بدلاً منه عبد الله بن زياد وتضم البصرة إليه وقد كان عبد الله بن زياد من أم مجوسية تدعى مرجانة وكان ألكن اللسان وهو من أعوان يزيد الذين قال عنهم العقاد في كتابه (أبو الشهداء الحسين بن علي): جلادين وكلاب طراد في صيد كبير.

وقد استخدم عبد الله بن زياد في أهل الكوفة صنوف التعذيب والإرهاب والقتل والصلب حتى انفضوا عن مسلم بن عقيل وحاول مسلم تحذير الإمام الحسين رضي الله عنه ولكن أعوان ابن زياد قبضت على الرسل ولم تصل الرسالة إلى الإمام الحسين رضي الله عنه. ثم قبض على مسلم وقتل في قصر ابن زياد في التاسع من ذي الحجة عام 60 هـ.

وسار الإمام الحسين إلى الكوفة ومعه 72 او 82 من الجند فلقي ألف فارس يتقدمهم الحر بن يزيد الرياهي الذي بعث به ابن زياد بتعليمات محددة وهي أن يصاحب الإمام الحسين إلى الكوفة ولا يقتله فان أبى فليأخذ طريقاً لا يقدمه الكوفة ولا يرده إلى المدينة وحذر الحر الإمام الحسين من قتال ابن زياد.

وانطلق الركبين وأثناء ذلك أرسل ابن زياد إلى الحر يأمره ألا ينزل ركب الحسين رضي الله عنه إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء فأشار بعض أصحاب الحسين رضي الله عنه عليه بالقتال ولكنه رضي الله عنه رفض أن يبدأهم بقتال.

وحين وصل الركب إلى كربلاء استشعر الحر بن يزيد ان المراد قتل الحسين رضي الله عنه فترك الحر الجيش وذهب إلى الإمام الحسين رضي الله عنه قائلاً: (جعلت فداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك منعتك من الرجوع وجعجعت بك في هذا المكان وما ظننت القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ووالله لو علمت انهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت مثل الذي ركبت وإني تائب إلى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة؟ " فقبل الحسين عذره".

وقد قاتل الحر رضي الله عنه مع الإمام الحسين رضي الله عنه حتى قتل في الثاني من المحرم سنة 61 هـ.

استشهاد سيد شباب أهل الجنة : 

وعلم الإمام الحسين أن النهاية قد قربت فطلب من جنده ان يتفرقوا عنه تحت جنح الليل لكنهم أبوا إلا أن يموتوا دونه.

واصبح الصباح واشتد العطش بالحسين رضي الله عنه وبمن معه وحبس الماء عنهم ثلاثة أيام أو يزيد وقد رأى الإمام الحسين ابنه عبد الله يبكي من الألم و لعطش وقد بح صوته من البكاء فحمله على يديه وقال للظالمين: "اتقوا الله في الطفل إن لم تتقوا الله فينا" فرمى رجل الطفل بسهم فنفذ إلى أحشاءه وهو بين يدي والده رضي الله عنه.

وإذا أردنا التحدث عن فظائع كربلاء فحدث ولا حرج فها هو عبد الله ابن مسلم ابن عقيل يمسح جبينه فيصيبه سهم يثبت يده في جبهته. وها هو علي اصغر أبناء الحسين رضي الله عنه يقاتل ثم يعود لأبيه فيقول: يا أبت العطش

فيجيبه الحسين رضي الله عنه: اصبر يا حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله بكأسه.

فينصرف إلى القتال وبالفعل يصاب علي بن الحسين رضي الله عنهما بسهم في حلقه فيقبل وهو يشجب دماً ويقول: يا ابتاه عليك السلام هذا جدي رسول الله يقرئك السلام ويقول عجل القدوم إلينا

والكثير والكثير من الفظائع إلى أن قتل الحسين سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه وقطعت رأسه الشريفة وقد وجد في جسده رضي الله عنه بعد وفاته ثلاث وثلاثون طعنه وأربع وأربعون ضربة غير إصابات النبل والسهام وأحصاها بعضهم من ثيابه فإذا هي مائه وعشرون.

وهكذا قُتل الذكور من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في كربلاء ولم يبق غير الصبي زين العابدين وتقول السيدة زينب أخت الحسين رضي الله عنهما وهي تستنجد وتستجير: يا محمداه! هذا الحسين بالعراء وبناتك سبايا وذريتك مقتلو مسفى عليها الصبا.

وهكذا – كما يقول العقاد - ليس في العالم بأسره أنجبت من الشهداء من أنجبتهم أسرة الحسين عدة وقدرة وذكراً وحسبه انه وحده في تاريخ هذه الدنيا: الشهيد ابن الشهيد أبو الشهيد في مئات السنين.

الجزاء من جنس العمل:

عندما صعد ابن زياد المنبر ليخطب في الناس بعد كربلاء فما أن أتم جملته الأولي حتى وثب عليه شيخ ضرير هو عبد الله بن عفيف الازدي (الذي ذهبت إحدى عينيه في يوم الجمل والاخرى يوم صفين) فصاح به مستهزئا: (يا ابن مرجانة أتقتل أبناء الأنبياء وتقوم على المنبر مقام الصديقين؟ إنما الكذاب أنت وأبوك والذي ولاك) فقتل الشيخ الضرير وصلب.

ثم خرج من أهل الكوفة جماعة (التوابين) وداعيتهم المختار بن أبى عبيد الثقفي وأقسموا ألا يتركوا واحداً من قتله الحسين.

أما عبد الله بن زياد فقتل وحرق

وشمر بن ذي الجوشن –الذي أمر الرماة أن يرشقوا الحسين رضي الله عنه بالنبل- القيت أحشاؤه للكلاب .

وكان مجرد شبهة الاشتراك في كربلاء كافيا لذبح صاحبه او سحله او حرقه او صلبه وقد بلغ انتقام جماعة التوابين حداً فاق مذابح كربلاء.

وهكذا كانت كربلاء كما قال ماريين المؤرخ الألماني نقلا عن كتاب العقاد: (إن حركة الحسين وخروجه على يزيد كانت عزمة قلب كبير عز عليه الإذعان وعز عليه النصر العجل فخرج بأهله وذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعد موته وتحيي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة).

وقد ترددت روايات كثيرة حول رأس الإمام الحسين رضي الله عنه فمنهم من قال انها دفنت بالبقيع عند قبر السيدة فاطمة ومنهم من قال بدمشق ومنهم من قال بالقاهرة بمصر وترى الدكتورة سعاد ماهر أن أقوى الآراء هو الذي يقول أن الرأس طيف به في الأمصار الإسلامية حتى وصل إلى عسقلان ثم تقدم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر فدفع 30 ألف درهم واسترد الرأس الشريف ونقله إلى القاهرة ويؤيد أن الرأس بالقاهرة ابن كثير وابن خاكان وابن بطوطة والكثيرون.

رحم الله الإمام الحسين رضي الله عنه حفيد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي ضرب لنا المثل في من يدافع عن قضية حق ويدفع حياته ثمناً لمبدأ حق رضي الله عنه وأرضاه

المصدر: موقع السراج - قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

فيديو قد يعجبك: