إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الحاقة

01:44 م الأحد 30 سبتمبر 2018

سورة الحاقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف - (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية (والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)، (ولا طعام إلا من غسلين. لا يأكله إلا الخاطئون)، (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين) .. [الحاقة: 17*36*37*44*45*46*47]

(الملك): جنس الملك، فيشمل عدد مبهم من الملائكة، أو جميع الملائكة إذا أردنا بأل معنى الاستغراق.
(على أرجائها): الأرجاء: الأطراف والجوانب، جمع رجا بالقصر، وألفه منقلبة عن واو، مثل: قفا وقفوان.
(فوقهم): يعني فوق الملائكة.
(ثمانية): من أولئك الملائكة الذين لا يعلم عددهم إلا الله، وعرش الله تعالى مما لا يعلمه البشر إلا بالاسم، فنحن نؤمن بأن لله عز وجل عرشًا، إلا أننا نفوض معرفة هيئته وكنهه، إلى الله تعالى.
(ولا طعام إلا من غسلين): معطوف على ما قبله في بيان مصير هذا الكافر بالله العظيم.
(غسلين): غسالة أهل النار، وما يسيل منهم من الصديد (إلا الخاطئون): المراد: الكافرون الذين تعمدوا ارتكاب الذنوب، وأصروا عليها، من خطئ الرجل: إذا تعمد ارتكاب الذنب، فالخاطئ هو من يرتكب الذنب عن تعمد وإصرار. والمخطئ: هو من يرتكب الذنب عن غير إصرار وتعمد.

(تقوَّل): التقول: افتراء القول، ونسبته إلى من لم يقله، فهو تفعل من القول يدل على التكلف والتصنع والاختلاق. والأقاويل: جمع أقوال، الذي هو جمع قول، فهو جمع الجمع.
(لأخذنا منه باليمين) أى: لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه، وهو كناية عن إذلاله وإهانته.
(لقطعنا منه الوتين): الوتين: عرق يتصل بالقلب، متى قطع مات صاحبه.
(فما منكم): يعني: حال أردنا أن ننزل به عذابنا وهلاكنا المذكور في الآيات السابقة (لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين).
(حاجزين): مانعين عنه ما نريد إنزاله به.
وخلاصة المعنى في هذه الآيات:
يخبر الحق تبارك وتعالى أن الملائكة يومها يكونون على أرجاء السماء وجوانبها، ينفذون أمر الله تعالى، وفوق أولئك الملائكة ثمانية هم من يحملون عرش الله عز وجل.
وأن الحق تبارك وتعالى يبين حال هذا الشقي العاصي لربه، الكافر بدينه من أهل النار، وما يذوقه من أصناف العذاب، فمن ذلك أن طعامه في النار من صديد أهل النار، جزاءً وفاقا على تعمده الأعراض عن الحق، والكفر بربه، وتكذيبه لرسله.
ولو أن محمدا صلى الله عليه وسلم افترى علينا بعض الأقوال، أو نسب إلينا قولًا لم نقله، أو لم نأذن له في قوله، لو أنه فعل شيئًا من ذلك -على سبيل الفرض-لأخذناه أخذا شديدًا لا يستطيع معه تصرفًا أو هربًا، وكان فيه هلاكه.
ويقول الحق تبارك وتعالى إذا قرر أخذه وإهلاكه، فلا يقدر أحد من الناس أن يحجزه سبحانه ويمنعه ويحول بينه وبينه في أخذ بيمينه، أو في قطع وتينه؛ إذ ليس ذلك في قدرة أحد أو في إمكانه.

فيديو قد يعجبك: