إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الحاقة

02:12 م الأحد 23 سبتمبر 2018

سورة الحاقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف - (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً* إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ* لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ* وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} .. [الحاقة: 10*11*12*16]

(فعصوا رسول ربهم): المراد: الأمم السابقة من الكافرين الذين تقدم ذكرها في الآية السابقة.

(أخذة رابية): مأخوذ من ربا الشيء إذا زاد وتضاعف، والمراد: أخذة زائدة في الشدة-لزيادة قبائحهم-على الأخذات التي أخذ بها غيرهم. والتعبير بالأخذ، للإشعار بسرعة الإهلاك وشدته، فإذا وصف هذا الأخذ بالزيادة عن المألوف، كان المقصود به الزيادة في الاعتبار والاتعاظ لأن هؤلاء جميعا قد أهلكهم سبحانه إهلاكًا.

(لما طغى الماء): تجاوز حده حتى علا على أعلى الجبال.

(حملناكم): المراد: حملنا أباءكم من قوم نوح عليه السلام. لأن في نجاة الآباء، نجاة للأبناء، ولأنه لو هلك الآباء لما وُجد الأبناء.

(في الجارية): المراد: سفينة نوح عليه السلام.

(لنجعلها لكم): أي: تلك الفعلة من نجاة المؤمنين من قوم نوح وإغراق الكافرين منهم.

(تذكرة): لكم: أي: عظة وعبرة.

(تعيها أذن واعية): قيل: تحفظها. يقال لكل شيء حفظته في نفسك: قد وعيته، ووعيت العلم، ووعيت ما قلت، ويقال لكل ما حفظته في غير نفسك: أوعيته، يقال: أوعيت المتاع في الوعاء.

(وانشقت السماء): الانشقاق: الانفطار والتصدع.

(يومئذ): المراد: يوم نفح الصور. وتقدمت الإشارة إليه في الآية السابقة بقوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة...) و(واهية): يعني: ضعيفة متراخية. يقال: وهي البناء يهي وهيًا فهو واه، إذا كان ضعيفًا جدُا، ومتوقعا سقوطه.

وخلاصة المعنى في هذه الآيات:

يبين الحق تبارك وتعالى بعض مظاهر إعراض تلك الأمم الكافرة عن الحق، فإنهم عصوا رسلهم الذين حملوا لهم الخير، وأصروا على ارتكاب المعاصي والفواحش؛ عصيانًا لهم، فأخذهم الله أخذا عظيما كان فيه استئصالهم وإبادتهم.

ويبين الحق تبارك وتعالى ما جرى لنوح ومن تبعه من قومه على الحق عندما أهلك الله العاصين منهم حين أصروا على كفرهم بالطوفان العظيم الذي بلغت حدته أن الماء قد على واشتد في ارتفاعه شديدًا خارقًا للعادة، حينها أنجى الله آباءكم وأنتم في أصلابهم فوق الماء إلى انقضاء أيام الطوفان، ورفعهم في السفينة الجارية بفضله وحفظه ورعايته سبحانه، وأغرق الكافرين ببغيهم وعصيانهم.

وأن هذه النعمة التي أنعمها الله تبارك وتعالى على الطائعين من قوم نوح عليه السلام بنجاتهم من الطوفان العظيم الذي أغرق الله به العاصين المتكبرين عن الحق قصصناها عليكم، ونقلنا لكم خبرها، وذلك لتعتبروا بها، وتكون لكم موعظة تحفظكم عن معصية ربكم، وتحملكم على طاعته، وطاعة رسله.

وأن الحق تبارك وتعالى يخبر عن بعض أهوال هذا اليوم الذي يأمر الله فيه الملَك بالنفخ في الصور، يومها تتصدع السماء وتتفطر، وتصير في أشد درجات الضعف والاسترخاء، والتفرق، وهي التي كانت قبل هذا اليوم في غاية الإحكام والقوة، وهذا كله للتهويل من شأن هذه النفخة، ومن شأن المقدمات التي تتقدم قيام الساعة، حتى يستعد الناس لها بالإيمان والعمل الصالح.

فيديو قد يعجبك: