إعلان

معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الجن

01:05 م الأربعاء 12 سبتمبر 2018

معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الجن

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا * وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا} .. [الجن: 6*11]

(يعوذون): من العوذ، بمعنى الاستجارة بالشيء، والالتجاء إليه طلبًا للنجاة.

(فزادوهم رهقًا): الرهق: الإثم وغشيان المحارم. وإطلاق اسم الرجال على الجن، من باب التشبيه والمشاكلة لوقوعه من رجال من الإنس، فإن الرجل اسم للمذكر البالغ من بنى آدم.

قالوا: إن الرجل من العرب كان إذا أمسى في واد قفر في بعض مسايره، وخاف على نفسه قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يريد الجن وكبيرهم، فإذا سمعوا ذلك استكبروا وقالوا: سدنا الجن والإنس، فذلك رهقهم.

(الصالحون): أى: الموصوفون بالصلاح والتقوى.

(دون ذلك): دون هذا الصلاح والتقوى، فيشمل من دون الكمال في الصلاح، ومن انحدروا في الشرور.

(طرائق): جمع طريقة، وهي الحالة والمذهب.

(قددًا): جمع قدة، وهي الفرقة والجماعة من الناس، الذين تفرقت مشاربهم وأهواؤهم.

والجملة الكريمة بيان وتفسير لما قبلها.

وخلاصة المعنى في هذه الآيات:

يبين الحق تبارك وتعالى أن الإنس باستعاذتهم بالجن زادوهم كفرًا وتكبرًا، وهذا بيان من الله عز وجل لما كان شائعا في بعض البيئات في الجاهلية، وأن الحق تبارك وتعالى يخبر -حكاية عن الجن-ما قالوه في وصف حالهم وواقعهم حيث أخبروا أن منهم قومًا من الصالحين الأخيار ممن يخشون ربهم، ومنهم من درجته ورتبته أقل من ذلك بكثير أو بقليل، فهم في حياتهم قبل سماعهم للقرآن كالمذاهب المختلفة في حسنها وقبحها، وكالطرق المتعددة في استقامتها واعوجاجها.

فيديو قد يعجبك: