إعلان

من معاني القرآن: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}.. من هو السائل؟

12:13 م الأحد 11 نوفمبر 2018

من معاني القرآن: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآية القرآنية [سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)]، [مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)] .. [المعارج:1*3]

(سأل سائل): يعني: دعا داع به، فالسؤال بمعنى الدعاء والمراد: استدعاء العذاب وطلبه.

والسائل هو النضر بن الحارث؛ حيث قال مستهزئًا: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم). وقيل السائل: أبو جهل، حيث قال: (فأسقط علينا كسفا من السماء).

(بعذاب واقع): لا محالة، بتحقق وقوع العذاب عليهم في الدنيا كقتل بعضهم في بدر وفي الآخرة أشد.

وعلى أية حال فسؤالهم عن العذاب، يتضمن معنى الإنكار والتهكم، كما يتضمن معنى الاستعجال.

(ذي المعارج): المعارج جمع معرج، وهو المصعد، ومنه قوله تعالى: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة، لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون).

واختلفت كلمة المفسرين في معنى المعارج هنا، فقيل: هي السماوات، وسمّاها معارج؛ لأن الملائكة يعرجون فيها. وقيل: المراد بها: النعم والمنن. وقيل: المراد بها الدرجات التي يعطيها لأوليائه في الجنة.

وفي وصفه سبحانه ذاته ب ذي المعارج: استحضار لصورة عظمة جلاله، وإشعار بكثرة مراتب القرب من رضاه وثوابه.

خلاصة المعنى في هاتين الآيتين:

ـ أن الحق تبارك وتعالى يخبر أن عذابه نازل بالكافرين لا محالة، لا يدفعه عنهم دافع، سواء طُلب أو لم يطلب.

ـ وأن هذا العذاب الواقع على المشركين لا يمكن لأحد منعه؛ لأن الذي أوقعه عليهم هو الله تبارك وتعالى صاحب العلو والجلال والعظمة، والتدبير لسائر الخلق.

فيديو قد يعجبك: