إعلان

المنح الربانية في شهر شعبان .. وكيف نحصلها؟

04:29 م السبت 29 أبريل 2017

المنح الربانية في شهر شعبان .. وكيف نحصلها؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

ما أكرم الله سبحانه وتعالى .. جعل لنا في أشهرنا وأيامنا منح وفضائل ونفحات لنغتنمها وتزيدنا قربًا من سبحانه، وعن ذلك قال سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً"، ومن تلك الأيام أيام شهر شعبان.

وشهر شعبان كما أخبرنا نبينا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هو "شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان"، فنبهنا بذلك إلى أن هذا الشهر المبارك فيه من الخير ما يغفل الناس عنه، لانشغال الناس بشهر رجب من قبل، ثم تشوقهم وانشغالهم لشهر رمضان من بعده.

ولكي نحصل تلك المنح الربانية في شهر شعبان فعلينا أن نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بشتى القربات، وخاصة تلك التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حريصًا عليها، فقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أكثر صيامه تطوعًا في شعبان كما روت لنا أن المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، وفي رواية: "لم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصل به رمضان". ولفظ ابن ماجة: كان يصوم شعبان ورمضان.

والمقصود بأنه كان يصوم شعبان كله بأنه يصوم أغلبه حتى يكاد يصومه كله، كما نقل ذلك الإمام الترمذي عن ابن المبارك قوله: وجائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله. 

وذلك يوضحه ما رواه الإمام مسلم عن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "ما كان يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان، كان يصومه إلا قليلا"، وفي لفظ: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته قي شهر أكثر منه صياما في شعبان".

قال الإمام ابن حجر رحمه الله : "ولا تعارض بين هذا وبين ما تقدم من الأحاديث في النهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وكذا ما جاء من النهى عن صوم نصف شعبان الثاني، فإن الجمع بينهما ظاهر بأن يحمل النهى على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتاده، وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان".

ومن الأعمال المستحبة كذلك في شهر شعبان ما كان يحرص عليه السلف الصالح وأهل الفلاح من عمارة أوقات شهر شعبان بالاستغفار وذكر الله سبحانه وتعالى والتصدق على الفقراء والمساكين، وختم القرآن وغيرها من الطاعات، وقد كان السلف والتابعين إذا دخل شهر شعبان يقولون: "هذا شهر القراء" لكثرة قراءة القرآن فيه، وفي ذلك عمارة للأوقات والأيام التي يغفل عنها الناس بالطاعة.


موضوعات متعلقة:

حكمة إكثار النبي من الصيام في شعبان

بدأ شهر ترفع فيه الأعمال.. يغفل عنه الكثيرون !

فيديو قد يعجبك: