إعلان

مسجد له قصة عجيبة.. "بيت الرحمن" بناه الهولنديون وقاطعه الإندونيسيون فأصبح رمزًا للمقاومة

04:06 م السبت 23 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

تضم البلدان الإسلامية مساجد كثيرة وشهيرة ويكون وراء كل مسجد منها حكاية أو قصة يثير بعضها العجب، إلا أنها في النهاية تكون شاهدة على أحداث كثيرة.

من هذه المساجد "بيت الرحمن" الذي يقع في وسط مدينة باندا آتشيه في إقليم آتشيه بإندونيسيا، والذي يعد تحفة معمارية وله قصة عجيبة، ويعد رمزًا للنضال ضد المحتل الهولندي لإندونيسيا رغم أن هولاندا بنفسها هي التي قامت ببنائه، ولذلك قصة.

مسجد "بيت الرحمن" أول ما تم بناؤه كان في عهد السلطان الآتشي الشهير إسكندر مودا عام 1022 هجريًّا 1612م؛ وظل المسجد شامخًا حتى جاء الاستعمار الهولندي إلى إندونيسيا وهاجم أراضي الإقليم في 10 إبريل 1873م وانطلق سكان اتشيه يقاومون المحتل، وتحول المسجد إلى مركز للمقاومة فأطلق المحتل النيران على المسجد ليحترق سقفه المصنوع من القش مما أدى لاشتعال المسجد بالنار.

لم يمر الأمر مرور الكرام، فثار الأهالي بقوة ضد الهولنديين وهو ما دفعهم إلى محاولة التهدئة فقاموا عام عام 1879 بالبدء في إعادة بناء المسجد كهدية للسكان وفي محاولة لتقليل ثورتهم ومقاومتهم، وبعد عامين أتم المحتل الهولندي بناء المسجد بتصميم من قبل المهندس المعماري الهولندي بروينس وسط رفض الإنونيسيين الذي قاطعوا هذا المسجد لأن المحتل الهولندي هو الذي بناه المحتل، ولكن ذلك لم يكن مانعًا للهولنديين من الاهتمام بالمسجد على أمل إرضاء الأهالي فنفذ العديد من التوسعات والترميمات في المسجد بعد أن كان المسجد القديم أصغر ويتألف من قبة واحدة.

تصميم المسجد يجمع بين التأثيرات الأوروبية (الهولندية) الاستعمارية وتأثير العمارة المغولية الإسلامية الهندية، وعليه فإنه لا يوجد أي تأثير لعمارة آتشيه، شيدت في المسجد قباب سوداء اللون فريدة، بنيت من ألواح الخشب الصلبة مجتمعة باسم البلاط. والمرمر الداخلي استورد من الصين والنوافذ من بلجيكا أما حجارة البناء فقد استوردت من هولندا، اليوم يعد المسجد معلماً شهيراً من باندا اتشيه، وأصبح رمزاً للمدينة كاملة.

وظل الإندونيسيون يقاطعون هذا المسجد حتى رحيل الاحتلال الهولندي، وبعد استقلال إندونيسيا زاد الاهتمام بالمسجد وحظي من وقتها بعناية بالغة، انعكست بالعديد من التوسعات والترميمات التي أُجريت له على مدار السنين المختلفة.

وفي عام 1991م شهد المسجد توسعة أكبر، أشرف عليها د. إبراهيم حسن، محافظ إقليم آتشيه آنذاك، وهي عملية شملت توسعة أرضية المسجد، وتزويدها برخام من إيطاليا، فضلاً عن إنشاء المكتبة وغرفة الضيوف والمكاتب والقاعة ومكان الوضوء. كما شملت العملية ساحته الخارجية من بناء الحديقة وموقف السيارات، فضلاً عن بناء مئذنة رئيسية. ومع هذه التوسعة وصلت مساحة المسجد إلى 4760 مترًا مربعًا؛ لتصل سعته إلى 9000 مُصَلٍّ، وسبع قباب، وأربع مآذن، ومئذنة رئيسية.

وفي عام 2004 ضرب إعصار تسونامي إندونيسيا وأدى إلى دمار الكثير من المناطق ومن ضمنها المنطقة التي تضم مسجد "بيت الرحمن" إلا أن المسجد بقدرة الله قد صمد أمام التسونامي والزلازل، عزاه الخبراء – بعد إرادة الله عز وجل – إلى البناء المتين والمواد الحديثة المستخدمة في بناء هذا المسجد والمساجد الأخرى؛ إذ حدثت أضرار خارجية خفيفة من جراء الزلزال الذي سبق المد البحري المدمر عام 2004م، بينما لم تحتمل منازل السكان الخشبية قوة المد البحري الهائل.

مصادر:

موسوعة المساجد.

الموسوعة الحرة "ويكيبيديا".

فيديو قد يعجبك: