إعلان

قرارات وفتاوى ثورية دعا لها الأزهر منذ 2019 لم تسمع عنها بعد

07:13 م الجمعة 18 فبراير 2022

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

عالج مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامي العديد من القضايا منذ بدأت الدعوة إليه في عام 2019، وطرح العديد من الحلول في توصيات المؤتمر في ختامه، ولعل أبرز القضايا هو أساس المؤتمر وهو تجديد الفكر الإسلامي، إذ جاء على رأس توصيات المؤتمر بنص: "التجديد لازمٌ من لوازم الشريعة الإسلاميّة، لا ينفكُّ عنها؛ لمواكبة مستجدات العصور وتحقيق مصالح الناس"، وأكد الأزهر في توصيات المؤتمر على أن النصوصُ القطعيةُ في ثبوتها ودلالتها لا تجديدَ فيها بحالٍ من الأحوال، أمَّا النصوص الظنيَّةُ الدِّلالة فهي محل الاجتهاد، تتغير الفتوى فيها بتغير الزمان والمكان وأعراف الناس، ووضع ضوابط هذا التجديد بأن يجيء على ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، ومصالح الناس، وشدد الأزهر في توصياته على أن التجديد "صناعة دقيقة، لا يحسنها إلَّا الراسخون في العلم، وعلى غير المؤهَّلينَ تجنُّب الخوض فيه حتى لا يتحوَّل التجديدُ إلى تبديد".

وكان الإمام الطيب قد تحدث في وقت لاحق عن أن المؤتمر لم يكن هو كل ما بذله الأزهر في قضية التجديد، إذ ذكر في برنامجه "الإمام الطيب" عقب المؤتمر بحوالي أربعة أشهر أن الأزهر كان وسيظل قلعة الاجتهاد والتجديد في الإسلام على مدى تاريخ المسلمين بعد عصر الأئمة الأربعة وأئمة المذاهب الفقهية الأخرى المعتبرة، وأكد الطيب أن حديثه عن الأزهر ليس فخرًا بالانتساب إلى مؤسسة عريقة مثله، ولكنه "من قبيل الدفاع عن عظمة الماضيين التي تتعرض لجرأة أناس لا يعرفون من يجترءون عليهم ولا يريدون أن يعرفوا بعدما أغراهم زبد زائف وزاحف من شواطيء بلاد لا تعرف رب العالمين ولا تريد معرفته".

بيت الطاعة لا وجود له في الشريعة

وأكد الدكتور أحمد الطيب أيضًا في برنامجه "الإمام الطيب" الذي أذيع عبر فضائية dmc أنه لا وجود شرعًا لما يسمى ببيت الطاعة، إذ أكد على مطالبة العلماء بإلغاءه قانونيًا إلغاء لا لبس فيه ولا غموض، وذلك لما فيه من اهانة للزوجة وإيذاء نفسي لا يحتمل ومعاملتها كإنسان تحترم مشاعره وأحاسيسه، وقال الطيب أن العلماء قد نبهوا انه لا وجود له في الشريعة الإسلامية التي كرمت النساء وجعلتهن شقائق الرجال، مستنكرًا: "هل ننتظر من مقهورة مسحوبة على وجهها أن تملأ بيت زوجها بعد ذلك ودًا ورحمة وسرورًا".

كذلك تحدث عن مسألة خروج الزوجة من المنزل، مشيرًا إلى أن العلماء كانوا وسطًا بين طرفين، جواز خروجها ودخولها وقت ما تشاء، وبين رأي صادر عليها حق الخروج مطلقًا إلا بعد إذن زوجها، وقال الطيب: "توسط الرأي الشرعي كعادته دائمًا فترك الأمر للعادة والعرف، وبحيث يتغير الحكم بتغيرهما..وتقرر في هذا الأمر أن للزوجة أن تخرج من البيت في الأحوال التي يباح فيها الخروج شرعًا أو عرفًا ولو لم يأذن الزوج من غير تعسف منها في استعمال هذا الحق".

وفي السطور التالية نجمل أهم وأبرز الفتاوى التي خرج بها مؤتمر الأزهر للتجديد:

الجهاد في الإسلام ليس مرادفًا للقتال

عالج المؤتمر العديد من الأفكار التي تتبناها التيارات المتطرفة وجماعات العنف الإرهابية: مثل مفهومهم عن نظام الحكم، والحاكمية، والهجرة، والجهاد، والقتال ،والموقف من مخالفيهم، وأوضح الأزهر أن من أساس الخلل الفكري عند هذه الجماعات التسوية بين الأحكام العقدية وبين الأحكام العملية؛ كاعتبارِ فعل المعاصي كُفرًا، واعتبار بعض المباحات فريضة واجبة، و"هو ما أوقع الناس في حرجٍ شديد وأساءَ إلى الإسلامِ وشريعتِه إساءةً بالغة".

وأوضح الأزهر أن الجهاد في الإسلام -ليس مرادفًا للقتال، وإنَّما القتال الذي مارسه ﷺ وأصحابه هو نوعٌ من أنواعه، وهو لدفع عدوان المعتدين على المسلمين، وليس لقتل المخالفين في الدين، كما يزعم المتطرفون، والحكم الشرعي الثابت في الإسلام هو حُرمة التعرُّض للمخالفين في الدين، وحرمة قتالهم ما لم يُقاتلوا المسلمين، وأكد على أن المنوط بأمر الجهاد هو السلطة المختصة في البلاد وفق الدستور والقانون وليس الجماعات والأفراد، ومن يدعو لذلك غيرها "جماعة مفسدة في الأرض محاربة لله ورسوله".

جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

أكد المؤتمر على حق المواطنة وعلى أن تهنئة غير المسلمين باعيادهم من البر الذي دعا إليه الإسلام، أما ما يدعيه "المتشددون" من تحريمها هو جمود وانغلاق وافتراء على الشريعة الإسلامية بل هو من باب الفتنة، مشددًا على أن التهنئة لا تخالف العقيدة من اي ناحية كما يدعي المتشددون.

العمليات الإرهابية جرائم إفساد في الأرض

"الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة -لاسيما قتل المدنيين ورجال الجيش والشرطة ونحوهم ممن يقومون بمهام حماية المجتمع وحدود الوطن، والاعتِداء على الممتلكات العامة والخاصة - هي جرائم إفساد في الأرض"، أكد الأزهر أن هذه الجرائم تُوجِب اتخاذ كافة التدابير الشرعية، والقانونية والأمنية والعسكرية، وأشار إلى أنه يجب اتخاذُ إجراءاتٍ عملية رادعة للجماعات الإرهابية والدول التي ترعاها وتدعمها، والتي تأوي هؤلاء الخارجين وتُسلِّطهم على أوطانهم.

الشائعات خطر على المجتمع ومنصوص على تحريمها شرعًا

أكد الأزهر على أن الشائعات تمثل خطرًا شديدا على أمن المجتمعات وتنميتها، وهي من الجرائم الكبرى المنصوص على تحريمها شرعًا، وقال في توصيات المؤتمر النهائية أنه على الجهات المعنية ملاحقة هذه الشائعات، وكشف زيفها، وبيان خطرها، ووضع العقوبات الرادعة لمروِّجيها.

حرمة الاعتداء على السائحين..والآثار ليست أصنامًا وليست ملكية خاصة

"السياحة أمر تقره الشرائع السماوية ويجب علينا تصحيح ثقافة الناس تجاهها" يؤكد الأزهر في توصياته مشيرًا إلى أنه على الدولة حماية السائحين ومنع الاعتداء عليهم أو إيذائهم بأي صورة من الصور، وشددت على أنه يجب معاقبة المعتدى عليهم، واعتبر البيان أن تأشيرة الدخول الصادرة من الدولة عقد أمان يجب الوفاء به شرعًا.

كذلك أكد الأزهر على أن الآثار موروث ثقافي ولا تعد أصنامًا أو أوثانًا كما يزعم أصحاب الفكر الضال، فلا يجوز الاعتداء عليها أو تغيير طبيعتها الأصلية، وهي مملوكة للأجيال كافة تديرها الدولة لصالحها، "وحتى لو عُثِر عليها في أرض مملوكة للأشخاص أو الهيئات، ويجب تشديد العقوبات الرادعة عن بيعِها أو تهريبِها خارج البلاد".

جواز سفر المرأة بدون محرم وتقلدها لكافة الوظائف العليا

أكد الأزهر في مؤتمره على جواز سفر المرأة في زماننا من دون محرم؛ متى كان سفرها آمِنًا بصحبةٍ تُرافقها أو وسيلة من وسائل السفر تمنع تعرُّضَها لما تكره، وكذلك جواز أن تتقلَّد كافة الوظائف التي تصلح لها بما فيها الوظائف العليا بالدولة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان