إعلان

زواج "علي وفاطمة".. رسالة لكل أبٍ تقبل ابنته على الزواج

03:54 م السبت 15 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة عبد الخالق:

يتزامن اليوم، السبت، الموافق 15 من سبتمبر مع ذكرى زواج سيدنا علي بن أبي طالب (أبي الحسن والحسين- رضوان الله عليهم جميعا- وابن عم النبي– صلى الله عليه وسلم– ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة)- من السيدة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – ابنة رسول الله – صلوات الله عليه – الملقبة بأم أبيها حيث كان يقول النبي عنها: (مرحبا بأم أبيها).

هذا الزواج المبارك الذي تم في السنة الثانية من الهجرة، يقدم نموذجا ومثالا رائعا، ويعطي رسالة يحتذى بها في وقتنا الحاضر لكيفية تعامل الأب عند تقدم شاب لخطبة ابنته خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الشباب هذه الأيام.

فما قصة هذا الزواج المبارك؟

حكى الشيخ (الشحات عزازي) إمام وخطيب مسجد السيدة نفسية في حلقة من برنامج (والذين معه) على قناة الناس الفضائية قصة زواجهما، وكيف دار الحوار بين علي – رضوان الله عليه– وبين النبي – صلى الله عليه وسلم.

يروي لنا القصة كالتالي: "عندما هاجر سيدنا علي بن أبي طالب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة، وأقام بها سمع من الناس من جاء ليخطب الزهراء السيدة فاطمة – رضي الله عنها- بنت الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث تقدم لخطبتها كبراء وأثرياء الصحابة وأعاظم تجارهم، فالجميع يريد أن يفوز بنسب رسول الله – صلى الله عليه - وفي نفس الوقت ينظر علي – رضوان الله عليه – إلى حاله: "إذا تقدمت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وأنا الفقير أيقبلني رسول الله؟! يخطبها فلان وفلان وفلان، وإذا نظرت إلى حالي وحالهم هم أوفر غنى، وأوسع جاها، فيسكت علي"!

ويضيف الشيخ الشحات قائلا: "وهو في المسجد – أي علي - يأتي الصديق ويأتي عمر، يقولان: يا علي، إن فاطمة تخطب، قال: نعم، قالا له: هل لك في الزواج؟ قال: أنا فقير، قالوا: إذا خطبت إلى رسول الله، يزوجك رسول الله، قال: على فقري، قال: قد خطبها فلان وفلان وفلان وفلان، ومنعهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما نظن إلا يريدك أنت.

استحياء علي من النبي عند طلب زواجه من الزهراء

"فالرسول يرد هؤلاء الأكابر والأغنياء من أجلي أنا االشاب الفقير الذي تربيت في حجره، قالوا: نعم، فيذهب - رضوان الله عليه - ويجلس أمام النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: فإذا نظر النبي إلي خفضت رأسي، إذا انشغل النبي بشيء نظرت إليه، فلما طال جلوسي، نظر النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وقال: ما بك يا علي؟!.. قلت: يا رسول الله، جئت لحاجة غير أني استحيي أن أذكرها، قال: ألعلك جئت تخطب فاطمة؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: أعندك ما تمهرها به؟ قلت: يا رسول الله أنت أعلم بحالي مني، ليس عندي شيء قال: فأين درعك الحطمية التي أهديتك إياها؟!

فقال علي: "هي عندي يا رسول الله، قال: فأحضرها، فلما أحضرها، قال: ادفعها إلى فاطمة فهي مهرها.. فقال: خذها يا علي وبعها - فاشترى النبي – صلى الله عليه وسلم – بنصف ثمنها جهازا لبيت العرس ثم اشترى بالنصف الثاني ما يعده للاحتفال، ثم قال لعلي: اذهب فادع لي أبا بكر وعمر وسعدا وفلانا وفلانا وفلانا، فلما حضروا قام النبي – صلى الله عليه وسلم - فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن عليا قد خطب مني فاطمة، وإن الله أمرني أن أزوج عليا لفاطمة".

· زواج بأمر الله

وقد جاء في كتاب أمهات في حياة الرسول لفتحي فوزي عبد المعطي الصيري "أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دخل على ابنته فاطمة وأخبرها أن عليا يريدها زوجة له. كانت فاطمة الزهراء تعلم عن علي حسن خلقه، ورجاحة عقله، فقد كان أول الصبيان الذين أسلموا، وقف حياته دفاعا عن أبيها وعن الإسلام، ودفعته شجاعته أن ينام في فراش أبيها ليلة الهجرة، متحملا ما سيناله من مشاق ومخاطر على حياته، وها هو الآن يسجل بطولات في المعارك ضد قريش، وهي لا تنسى جهاده الرائع في يوم بدر، لذلك قالت فاطمة لأبيها في استحياء: رضيت بما رضي الله به ورسوله".

فهذا الزواج كان بأمر من رب العالمين تبارك وتعالى، فهذا البيت النبوي إنما يسير بعناية الله يأتمر بأمر الله في كل حال.

وهذا الزواج المبارك الذي جاء ليبين عظمة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه السمحة وحسن تعامله في زواج ابنته- أم أبيها- وأقربها منزلة إلى قلبه، ويعكس ويوضح التربية العظيمة للأمة، كما يجب أن تكون في التعامل عند مواقف الزواج، حيث يوجه الشيخ الشحات عزازي رسالة من خلال موقف زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء – رضي الله عنه -: "إذا كان هناك شاب أنت تعلم أخلاقه وتعلم أدبه، وكل يرغب في هذا الشاب ليكون زوجا لابنته لصلاحه، فليس هناك ما يمنع أن تخفف عنه"، مشيرا إلى أن النبي – صلى الله عليه وسلم- يرسي مبدأ لكل والد كيف يتخير الزوج الصالح لابنته حتى ولو تغاضى عن أمور كثيرة يقف عندها الناس، فمهر بنت رسول الله- سيدة نساء العالمين- درع لا تساوي دراهم معدودة.

فيديو قد يعجبك: