إعلان

الأضحية في الديانات السماوية.. اليهود يضحّون بديك والمسيحيون ضحّى عنهم المسيح

09:53 م الأحد 19 أغسطس 2018

الأضحية ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه:


ما هي إلا أيام قلائل وتهل علينا أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يذبح الناس أضاحيهم ويوزعون لحومها على الأقارب والفقراء والمحتاجين تقربًا إلى الله عز وجل وعملًا بسنة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، واتباعًا أيضًا لسنة نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.

شعيرة عرفها العرب 


والأضحية هي شعيرة قديمة عرفها العرب قبل الإسلام في حجهم إلى بيت الله الحرام، فكانوا يذبحون هديهم قبيل شروق الشمس وعند شروقها، وكان بعض أهل الجاهلية، يسلخون جلود الهدي؛ ليأخذوها معهم. ويتفق هذا مع لفظة "تشريق" التي تعني تقديم اللحم. ومنه سميت أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر؛ لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها، أي تشرر في الشمس.

اليهود يضحّون بديك


وقد عرفت الديانات الإبراهيمية كذلك الأضحية في معتقداتهم، فعرفها اليهود وذكروها في كتابهم القدس وهو ما يسمونه بـ "تقريب إسحاق" المذكورة في التوراة، حيث يعتقدون أن نبي الله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قدم ابنه إسحاق للذبح وليس ابنه إسماعيل فبحسب الاعتقاد بالنص التوراتى - العهد القديم- فى سفر التكوين "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِى تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِى أَقُولُ لَكَ".

وكان اليهود يضحون في رأس السنة العبرية فيما يسمونه بـ "روش هشانا" وهو ذكرى التضحية بـ إسحاق حسب معتقدهم، كما أنه اليوم الذي بشر الملائكة فيه السيدة سارة بولادة إسحاق.

يلاحظ المتتبع لأعمال اليهود في هذا اليوم أنهم يزيدون في شعائرهم عن الصلاة والصوم و التوبة و الامتناع عن سائر الأعمال اليومية بالقيام بمجموعة من الطقوس، ومنها "أُضحية الديك" للتكفير عن الذنوب وهو طقس يقوم حسب التقليد اليهودي على رفع الديك فوق رأس الشخص التائب بحركات دائرية، مع تصريح الكاهن بنيته التضحية بهذا الديك مقابل تكفير ذنوب الشخص وحصوله على حياة جيدة وسعيدة. بعدها يتم ذبح الديك وطبخه وفي الغالب يقدم لحمه كصدقة للفقراء.

والغرض من القيام بهذه "التضحية" هو "التخلص" من الخطايا والذنوب التي اقترفها اليهودي خلال السنة الماضية وتحميلها على الديك الذي يكفر عنها بدمه ولحمه عوضًا عن دم الشخص نفسه. وهكذا يستطيع اليهودي أن يستهل عامه الجديد وقد "طهّره الرب" من ذنوبه.

من الاختلافات الأخرى بين الروايتَين اليهودية والإسلامية هو مكان تقديم الذبيحة. فوفق رواية الكتاب المقدس، أراد إبراهيم تقديم ابنه إسحاق في جبل المريا، وهو الحرم القُدسيّ في أيامنا. أمّا التقليد الإسلامي فيذكر أنّ الله طلب من إبراهيم تقديم ابنه إسماعيل على جبل عرفات في مكّة.

المسيحية لا تعرف الأضحية


وفي المسيحية تأخذ الأضحية شكلًا مختلفًا، حيث لا توجد الأضحية إلا في حالات "النذور" وهو ما يمثل خلاصاً من ضيقة أو من عدو أو من أزمة مالية، أو صحية، وذلك كون "المسيح"- عليه السلام- افتدى خطايا جميع البشر بعد صلبه في "الجمعة العظيمة"، وخلص البشرية من خطية آدم وحواء الأولى - بحسب المعتقد المسيحي-.

وقد ذكرت قصة تضحية سيدنا إبراهيم عليه السلام عند المسيحية في سفر التكوين الذي من خلاله قدمت الذبيحة بواسطة ابراهيم: "فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: هأَنَذَا» فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي »فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: "فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى"؟

مصادر:

كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" - الدكتور جواد علي.

كتاب "نهاية الأرب في فنون الأدب" - شهاب الدين النويري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان